صدر حديثا عن مكتبة جزيرة الورد كتاب "عشق مختلف جدا" للأديبة الشاعرة "مريم توفيق"، الكتاب عبارة عن مواقف حياتية عاشتها الكاتبة تجسد فيها المعنى الإنسانى للوحدة الوطنية بين المسلم والقبطى.
تأتى أهمية هذا الكتاب من كون الكاتبة مسيحية الديانة وحققت هدفها عبر لغة من الشعرية، وبعيدة كل البعد عن الصرخات والنعرات الجوفاء، والكلمات المعتادة، حيث عبرت عن الحب الكامن فى نفس المصرى أيا كانت ديانته، عبر قصص مشوقه وتجوال فى ربوع ومدن مصر، واصطدام بقلوب المسلمين الأصدقاء والجيران مثل "شادية وأبله أسماء والعامل مؤمن"، وتقول مخاطبة السيدة زينب حفيدة النبى (بصحبتك يا زينب نتذوق الشهد وعذب الكلم، حلو الرحيق يارفاقى مع شمس الوجود وقرة عين المرتضى، فلتحتوينا يا نجمة السماء ومحبوبة المصطفى، سنظل نحلم بالجلوس إلى شقيقة الحسن، هى الحسن والجمال الكريمة كجدها، نرنو إليك يا أم العواجز بحب لا تطويه الحجب).
الكتاب يعلو بقيمة الوطنية عندما تنتصر الكاتبة للحياة المعاشة والتقاليد والمناسبات التى تربت عليها وجدانيا مثل مناسبة" مولد النبى "ص" وشهر رمضان الفضيل"، حين خلطت أمزجة ونفوس المصريين جميعا تحت خيمة واحدة هى "مصر" ذاكرة لقاءها بشيخ الأزهر وحضورها مناسبات إسلامية والمشاركة فيها "وهى القبطية" وللقارئ أن يدرك بنفسه مدى اتساق ذلك الحديث عن "السيدة مريم العذراء" وتعانقها مع "السيدة زينب" فى جو روحى رائع، وحديث البابا الأنبا تواضروس المكمل لحديث شيخ الأزهر "الطيب" عبر عن روح المصرى الأصيل، الكتاب يعد من أروع الكتب التى جسدت معنى الوطنية خالصة دون السقوط فى بئر اختلاف الديانة، وذلك عندما أفسحت الكاتبة المساحة الوجدانية الكاملة لتلقى ذكريات الوطن فى جو مشحون بالتشوق والدهشة، حتى تظل تلك الذكريات خالدة متجسدة فى الأخلاق والحب والسلام.