حرب كلامية جديدة بين العملاقين الأكبر فى العالم، هما أمريكا وروسيا، خاصة بعد قرار واشنطن الأخير بطرد 35 دبلوماسيًا روسيًا وأمهلتهم 72 ساعة للمغادرة، حيث ذكرت شبكة CNN الأمريكية أن السلطات الروسية أمرت بإغلاق مدرسة أنجلو أمريكان الدولية بموسكو، فى أول رد فعل واضح لروسيا، بعد إعلان واشنطن عقوبات ضدها على خلفية تدخلها فى الانتخابات الرئاسية بأمريكا، وهو ما نفته وزارة الخارجية الروسية، مؤكدة أن البيت الأبيض فقد صوابه.
وبحسب شبكة أخبار CNN الأمريكية، تخدم المدرسة الخاصة أبناء الدبلوماسيين الذين يعملون بسفارات أمريكا وبريطانيا وكندا بروسيا، وكذلك يرتادها مواطنون أمريكيون وأجانب.
وكانت إدارة الرئيس الأمريكى المنتهية ولايته باراك أوباما قد قررت أمس، الخميس، طرد 35 دبلوماسيًا روسيًا وأمهلتهم 72 ساعة للمغادرة.
وكانت ليزا موناكو، مستشارة الرئيس الأمريكى لشئون الأمن القومى، قد صرحت لـCNN قائلة، إن الدبلوماسيين الروس الـ35 لهم نشاطات استخباراتية، وأنهم جمعوا معلومات واستخدموا مبانى فى نيويورك وميريلاند لأغراض جمع المعلومات الاستخباراتية، مضيفة، "ما نقوله اليوم رد على استمرار الحكومة الروسية بمضايقة موظفينا فى موسكو، بالإضافة إلى نشاطات الميليشيات السيبرية على الإنترنت ومحاولة التأثير على عملياتنا الانتخابية.
ولم تؤكد "موناكو" على أن طرد الدبلوماسيين بسبب ضلوعهم بمحاولات القرصنة، قائلة، "ما نقوم به هنا هو تقديم عدد من ردود الفعل المصممة لوضع حد لنشاط روسيا العدوانى".
من جانبها، أدانت روسيا قرار إدارة أوباما، وتعهدت على "الرد بالمثل"، فيما أوضح متحدث باسم الرئيس الروسى فلاديمير بوتن أن الرئيس ليس فى عجلة من أمره لاتخاذ قرار ضد الولايات المتحدة الأمريكية.
من جانبها نفت وزارة الخارجية الروسية صحة الأنباء التى انتشرت عبر وسائل إعلام أمريكية، وتحدثت عن إغلاق المدرسة الإنجليزية الأمريكية فى موسكو، رداً على العقوبات الأمريكية الجديدة.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا عبر صفحتها على "فيس بوك" اليوم، الجمعة، "إن ذلك كذب.. يبدو أن البيت الأبيض فقد الصواب، وبدأ يخترع العقوبات ضد أطفاله".
أما الرئيس المنتخب دونالد ترامب، الذى أعرب مرارًا عن رفضه تلك الاتهامات المزعومة ضد روسيا، صرح بأنه على الأمريكيين المضى قدمًا "نحو أشياء أخرى أكثر أهمية"، فى رد على إعلان الإدارة الأمريكية الحالية، حسبما أوردت وكالة الأنباء الفرنسية.
وقال ترامب، فى بيان مقتضب، إنه من أجل مصلحة أمريكا سيلتقى الأسبوع المقبل مسئولين عن الاستخبارات لكى يطلع على تفاصيل القضية.
وأفرجت هيئة الاستخبارات الفيدرالية ووزارة الأمن الداخلى، أمس الخميس، عن عينات من البرمجيات الخبيثة، التى اعتبرت مؤشرات على قرصنة روسيا للنظام الانتخابى فى أمريكا.
فيما أشارت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إلى أن تقريرا مفصلا عن الاختراق الروسى للنظام الانتخابى سوف يتم نشره خلال ثلاثة أسابيع، على الرغم من أن بعض المعلومات التى تم جمعها من خلال المصادر الأمريكية المزروعة داخل أنظمة الكمبيوتر الروسية، المحادثات المسجلة والجواسيس سوف تبقى سرية.
وكانت وكالة الاستخبارات المركزية CIA قد أعلنت، منذ أسابيع، عن دلائل توصلت إليها تفيد بأن روسيا كانت وراء القرصنة التى استهدفت بريد الحزب الديمقراطى من بين جهات سياسية أخرى، من أجل مساعدة المرشح الجمهورى دونالد ترامب على الفوز.
وأشارت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية إلى أن الخطوة الانتقامية التى أقدم عليها أوباما من القرصنة الروسية المزعومة جاءت عقب شكاوى من إساءة معاملة دبلوماسيين ومسئولين أمريكيين فى روسيا.
وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية "مارك تونر"، أمس الخميس، بأن مضايقة روسيا لدبلوماسيين أمريكيين فى الخارج ازدادت على مدى السنوات الأربع الماضية، متضمنة توقيفا تعسفيا من قبل الشرطة، والاعتداء الجسدى، والإعلان عن تفاصيل شخصية لأفراد أمريكيين، ما يعرضهم للخطر، مشيراً إلى أن روسيا أغلقت حولى 28 زوايا ثقافية أمريكية.
وبعد فترة وجيزة من إعلان الإدارة الأمريكية، غردت السفارة الروسية فى المملكة المتحدة بأن تصرفات أوباما هى "وهم الحرب الباردة"، كما وصفت الإدارة بـ"البائسة"، مع وضع صورة لبطة، فى إشارة إلى الاصطلاح السياسى "البطة العرجاء" الذى يطلق على الرئيس الأمريكى فى السنة الأخيرة له فى الحكم.
تغريدة السفارة الروسية بلندن