فى مشهد جديد بقضية الرشوة الكبرى المتهم فيها جمال الدين اللبان، مدير عام المشتريات بمجلس الدولة، استقبل صباح اليوم، السبت، مجلس الدولة المتهم، ومعه فريق من رجال نيابة أمن الدولة العليا، فى يوم حافل بالتحقيقات والتحريات التى نسردها لكم فى التقرير التالى..
المتهم يدخل متخفيا بصحبة فريق التحقيق
دخل جمال الدين اللبان، أو كما يلقب "صاحب شقة على بابا"، مجلس الدولة متخفيا برفقة رجال نيابة أمن الدولة العليا وأجهزة الأمن، الذين اصطحبوه إلى مكتبه بالمجلس، لمراجعة الأوراق والمستندات، التى كانت بحوزته، وآخر التعاملات التى قام بها، وتمثيل طبيعة عمله فى المجلس، أمام فريق التحقيق.
وفوجئ المترددون على مجلس الدولة صباح اليوم بحضور أعضاء النيابة والأجهزة الأمنية وبرفقتهم جمال الدين اللبان، حيث ظهر المتهم مرتديا جاكيت أسود أسفله "بلوفر أبيض" وبنطال كحلى وفى يده الكلابشات ويحيط به رجلان من الأمن وفور وصوله تم اصطحابه إلى الطابق الأرضى بالمجلس حيث يتواجد مكتبه وتم فرض كردون أمنى حول أبواب المجلس من الداخل والخارج.
اصطحاب المتهم إلى مكتبه وجرد مستنداته
واصطحب فريق التحقيق المتهم، إلى مكتبه، وقام الأخير بإخراج جميع المستندات والأوراق، التى سبق وأن قام المجلس بالتحفظ عليها، التى تتضمن أوراق ومستندات عقود التوريدات الأخيرة من أجهزة كهربائية، وأثاث لقصر الأميرة فوقية "المقر القديم لمجلس الدولة"، الذى تم إعادة ترميمه وافتتاحه مؤخرا، كذلك الأوراق والمستندات الخاصة بتعاملات أصحاب الشركة التى تم القبض عليهم مع المتهم أثناء تقاضية الرشوة وقيمتها 150 ألف جنيه، كمقدم لباقى الرشوة.
ضبط حالات تزوير خاصة بعقود قصر الأميرة فوقية
وكشفت المستندات التى عثر عليها قيام المتهم جمال الدين اللبان بالتزوير فى بعض المستندات والأوراق وتدوين مبالغ مالية أقل بكثير مما كانت تحصل عليه الشركات المتعاملة مع جهة عمله، كما انتلقت النيابة أمن الدولة إلى قصر الأميرة فوقية نفسه، ومكتب جمال اللبان للاطلاع وتفتيش المستندات الخاصة بأعمال الترميمات التى شهدها القصر على الطبيعة.
كما قام المتهم بتسليم جهات التحقيق جميع المستخلصات المالية الخاصة بالمقاولين الذين عملوا فى ترميم قصر الأميرة فوقية، والمبالغ التى تم صرفها للمقاولين وما هو ثابت فى الكشوف الخاصة بالمجلس لمطابقتها مع بعضها البعض.
زملاء المتهم: سوأت سمعتنا واحنا متبرين منك
وأثناء إجراء عملية تمثيل المتهم بطبيعة عمله داخل المكتب وكيفية تعامله مع الشركات المتعاملة مع جهة عمله قام عدد من زملاء المتهم فى مجلس الدولة بالتبرء منه، قائلين: "سوءت سمعة المجلس وزملائه واحنا متبرين منك"، وهو ما أثاره إلا أن الأجهزة الأمنية قامت بإخراج زملائه واستمرار عملية التفتيش وتمثيل طبيعة عمله.
وأكد المتهم خلال المعاينة أنه يعمل مديرا عاما للمشتريات المجلس منذ 20 عاما، ويقوم بعمله وفقا للإجراءات القانونية والطبيعdة رافضا الاتهامات الخاصة بارتكابه جرائم إهدار المال العام والأضرار بجهة عمله مضيفا أن جميع زملائه يشهدون له بذلك.
اصطحاب المتهم فى "ميكروباص" بزجاج فاميه
وفور انتهاء عملية المعاينة التى استمرت لأكثر من 180 دقيقة داخل المجلس قامت الأجهزة المعنية باصطحاب المتهم خارج المجلس حيث تم وضعه داخل سيارة ميكروباص ذات زجاج "فاميه" وإعادته إلى محبسه مرة أخرى.
وقالت مصادر قضائية، إن نيابة أمن الدولة قررت التحفظ على جميع المستندات والأوراق التى اطلعت عليها النيابة أثناء المعاينة، وتم وضمها إلى أحراز القضية كما تقرر تشكيل لجنة فنية متخصصة لمراجعتها الأوراق والمستندات المضبوطة وإجراء تحريات تكميلية حول الواقعة بعد المعاينة مشيرة إلى، أن النيابة ستقوم بمواجهة المتهم بما ستسفر عنه مراجعة الأوراق والمستندات.
وفى السياق ذاته، عقد المستشار أحمد أبو العزم، رئيس قسم التشريع بمجلس الدولة، وعضو المجلس الخاص- أعلى سلطة إدارية بمجلس الدولة مؤتمرا صحفيا – أمس - أكد خلاله أن المجلس لا يدخر وسعاً فى محاربة الفساد فى كافة صوره وأشكاله أياً كان الشخص المتورط أو المسئول عن الفساد.
وأضاف أبو العزم، تعليقاً على ضبط مدير مشتريات مجلس الدولة، جمال اللبان، فى قضية رشوة وضبط مبالغ مالية بحوزته تجاوز قيمتها الـ150 مليون جنيه، أن المجلس يفتح المجال أمام كافة جهات التحقيق، ولن نتستر على أحد داخل المجلس.
