تتجه تريزا ماى رئيسة الوزراء البريطانية إلى البحرين الثلاثاء القادم للقاء قادة الخليج لتبحث معهم التعاون الأمنى ولتعزيز التجارة مع المملكة المتحدة، فى محاولة منها لبناء روابط جديدة بعد خروج بلادها من الاتحاد الأوروبى.
وقالت وكالة "بلومبرج" الأمريكية إن ماى ستحضر عشاء مع قادة السعودية والكويت والإمارات وقطر والبحرين وعمان الثلاثاء، كما ستعقد لقاءات ثنائية مع كل رئيس منهم، فضلا عن أنها ستناقش الوضع فى اليمن وسوريا، والعلاقات مع إيران، بعدما سبق أن أكدت أنها ستعمل على حماية الخليج من أى تهديدات إيرانية.
وأشارت ماى فى بيان لها إلى أن "هناك الكثير الذى يمكن عمله معا، سواء عن طريق مساعدة أحدنا الآخر لمنع الهجمات الإرهابية، أو عن طريق الاستثمارات الخليجية لتجديد المدن فى أنحاء مختلفة من المملكة المتحدة، أو الشركات البريطانية التى تساعد دول الخليج على تحقيق رؤيتهم طويلة المدى للإصلاح".
وأضافت ماى "آمل أن تمثل زيارتى بداية فصل جديد فى العلاقات بين المملكة المتحدة والخليج، فهى شراكة استراتيجية تمكنا من استغلال الفرص وضمان الأمن والرفاهية لشعوبنا".
واعتبرت الوكالة أن ماى تسعى للترويج لبلدها على الصعيد الدولى من أجل بناء علاقات تجارية جديدة وسط حملة الانتقادات الواسعة التى تتعرض لها حكومتها لعدم استعدادها لمفاوضات الخروج من الاتحاد الأوروبى.
وتعد الزيارة التى تستمر يومين أول زيارة لرئيس وزراء بريطانى ولسيدة أن تحضر اجتماع مع دول مجلس التعاون الخليجى فى البحرين. كما سيلى ذلك زيارة عدد من الوزراء البريطانيين إلى المنطقة فى الأشهر المقبلة.
وسيحضر القمة الخليجية وزير الخارجية بوريس جونسون، كما سيزور وزير المالية فيليب هاموند المنطقة فى بداية العام. وستستضيف المملكة المتحدة القمة الأولى السنوية بين بريطانيا ودول مجلس التعاون الخليجى.
وتستضيف العاصمة البحرينية المنامة، القمة الخليجية الـ38، المنتظر عقدها يومى 6 و7 ديسمبر المقبل.
وتعتبر تريزا ماى ثانى زعيم أوروبى يشارك فى قمة خليجية، بعد مشاركة الرئيس الفرنسى فرانسوا هولاند، الذى سبق أن حل ضيف شرف على القمة التشاورية فى الرياض فى مايو 2015.
وكانت تحليلات لاقتصاديين أشارت إلى أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى سيعود بالفائدة على دول الخليج، بسبب سعيها لكسب ود المستثمرين هناك.
وقالت شركة "مجموعة سيلكت بروبرتى" العقارية التى تنشط فى كثير من الأسواق الأوروبية والخليجية، فى دراسة لها:" إن خروج بريطانيا سيمثل (فرصة العمر) للمستثمرين العقاريين من الخليج، للاستحواذ على أصول فى بريطانيا، خاصة مع خسارة الجنيه الاسترلينى كثيرا من قيمته".
وعلق أمجد طه، الباحث السياسى والمسئول الإقليمى للمركز البريطانى للأبحاث والدراسات، فى حديث سابق لـCNN العربية، قائلا: "عربيا عامة، وخليجيا بالذات... خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى سيكون إيجابيا بالتحديد، لأنه خاصة فى الأيام الأولى من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى، سيأتى الكثير من المستثمرين بعد الخروج من لندن إلى دبى وأبو ظبى وإلى دول الخليج العربى للاستثمار فى العقارات".
وأفاد تقرير سابق صادر عن مركز "تشاتام هاوس"، أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى سيزيد الانشغال البريطانى بتعزيز الروابط العسكرية والتجارية مع الخليج والتى تصل قيمتها إلى 18 مليار دولار من الصادرات سنويا.
ويشرح طه وجه النظر هذه بالقول: "بريطانيا كانت تمر على فلتر البرلمان الأوروبى أو الاتحاد الأوروبى لتطبيق بعض العلاقات الاقتصادية وكذلك العسكرية... نحن الآن أمام بريطانيا مستقلة عن الاتحاد الأوروبى، وهو ما يعنى أن بريطانيا ستذهب إلى البعيد وقد تفتح سوقا خليجية بريطانية".
وقالت دراسة لبيت الاستثمار العالمى "جلوبل" إن دول الخليج التى تعانى حاليا من تراجع أسعار النفط ستستفيد على مستوى السياسة المالية من خروج بريطانيا.