نظم مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة، فى مملكة البحرين، أول أمس، الأحد، أمسية بعنوان "كوكبان من مصر" للاحتفاء بالشاعر الراحل فاروق شوشة، والفقيه الدستورى يحيى الجمل.
وفى بداية الجلسة أشارت الشيخة مى بنت محمد آل خليفة، إلى أنه كان من المقرر أن يكون فى هذه الأمسية الشاعر فاروق شوشة، حيث تم الاتفاق معه على الحضور إلى مملكة البحرين، لعقد أمسية له، إلا أن الموت غيبه، وبعد ذلك رحل الفقيه الدستورى يحيى الجمل، والذى حل أكثر من مرة ضيفًا على المركز.
ومن جانبه استعرض الدكتور صلاح فضل، خلال كلمته إنجازات كل من فاروق شوشة، ويحيى الجمل، كما أشار إلى القواسم المشتركة بينهما، حيث طلع فى مصر فى فترة متقاربة من ثلاثينيات القرن الماضى، واشتغلا بالثقافة والأدب والإعلام والقانون، وأشرقا على الوطن العربى بأجمعه عبر إحياء الشعر من ناحية، ورعاية الحياة القانونية والدستورية من ناحية أخرى، وكان لهما توجهاً عروبيًا قومياً مشترك وولع خاص بالبحرين حيث كان من المفروض أن يحاضر فاروق شوشة للمرة الثانية فى ذات هذا اليوم، فى مركز الشيخ إبراهيم للثقافة والفنون، وحيث شارك الدكتور يحيى الجمل فى عدة ملتقيات فكرية فيه، خلال الأعوام الماضية، وحيث يجتمع محبوهما وتلاميذهما تحت رعاية الشيخة مى آل خليفة، رئيس هيئة البحرين للثقافة والآثار، أسبوعياً فى احتفال يستضيف بانتظام أعلام الوطن العربى فى كل المجالات.
ثم تحدث الدكتور صلاح فضل باستفاضة عن الشاعر فاروق شوشة وتمثيله لصوت الشعر فى برنامجه المحبوب لغتنا الجميلة عبر عدة عقود من الزمن جعل فيها روائع النصوص الشعرية غذاً يومياً لكل طبقات الشعب ومستوياته العمرية والثقافية، مخترقاً بفضل الوسيط الإذاعى حاجز الأمية، ونافذًا إلى كل بيت، مقدمًا عبر برنامجه التليفزيونى الشهير "الأمسية الثقافية" التى جسدت المشهد الفكرى والإبداعى لمصر والوطن العربى على شاشة التليفزيون المصرى، والعربية، التى كانت تقل عنه، عبر ثلاثين عامًا متصلة.
ثم استعرض صلاح فضل إنجازت الدكتور يحيى الجمل، فى حياته السياسية الباكرة التى اشتغل فيها بالقانون، ومارس الكتابة الأدبية والثقافية وتربى على يديه أجيال من رجال القانون فى الوطن العربى بأكمله، وأصبح شيخ الفقهاء الدستورين وصانع كثير من الدساتير العربية، وحيث مثل بحسه اليسارى المبكر الذى جعله من مؤسسى حزب التجمع فى مصر ونزعته القومية العروبية التى حافظ عليها طيلة حياته، زعامة سياسية واجتماعية مرموقة، تجلت فى قيادته الشجاعة لحركة المعارضة السياسية لنظام مبارك الأسبق، وتأسيسه مع الدكتور أسامة الغزالى حرب، وعدد من الرموز المصرية – بينهم الدكتور صلاح فضل نفسه – حزب الجبهة الديمقراطية ومعارضته الشديدة لنظام التوريث فى رسالته المفتوحة القومية إلى الرئيس الأسبق مبارك، ثم نزوله بعد ذلك إلى ميدان التحرير، واختياره نائباً لرئيس وزراء حكومات شفيق وعصام شرف فيما بعد الثورة.
كذلك أشاد "فضل" بـ"الصالون الثقافى العربى" الذى قاوم حكم الإخوان، وأقام مؤتمرات عن الدساتير العربية، وعن ثقافة الديمقراطية، والمرأة، كانت مؤثرة فى الحياة الثقافية والاجتماعية.
هذا وقد حضر الاحتفال السفيرة المصرية فى البحرين، وعدد من رجال الفكر والإعلام والثقافة، وصحبته قراءات من شعر فاروق شوشة، وعزف موسيقى كلاسيكى هادىء.