أكد رئيس الاتحاد الأوروبى للمسلمين فى إيطاليا، ألفريدو مايوليز، أن خسارة الحكومة الإيطالية معركة الاستفتاء على التعديلات الدستورية الأخيرة، والتى تقدم على أثرها رئيس الوزراء، ماتيو رينزى، باستقالته بعد مواجهة سياسية واسعة مع أحزاب اليمين، لن يكون لها تأثير فورى على المسلمين، محذرًا فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، من تمكن حزب "رابطة الشمال" من الحصول على أغلبية برلمانية فى الانتخابات المرتقبة، نظرًا لمواقفه المعادية للمسلمين.
رئيس اتحاد المسلمين بروما: لا أرى خطرا على مسلمى إيطاليا من صعود اليمين
فى الوقت الذى حذرت فيه صحيفة "إندبندنت" البريطانية، من أن رفض التعديلات الدستورية التى تبنتها الحكومة المستقيلة فى إيطاليا، يعد بمثابة خطوة جديدة نحو تفكك الاتحاد الأوروبى، فى ظل تزايد صعود التيار اليمينى فى القارة العجوز، وما يمثله ذلك من تهديد للأقليات المقيمة فى أوروبا، قال رئيس الاتحاد: "لا أرى خطرًا على المسلمين فى إيطاليا من احتمالات صعود حركة (5 نجوم) اليمينية، لأن الحركة ليست على الساحة بشكل كامل، رغم شعبيتها، ولأن حزب رئيس الوزراء المستقيل لا يزال مسيطرًا، وإنما ما يمكن أن يشكل تهديدًا حقيقيًا ضد الجالية المسلمة، هو صعود حزب رابطة الشمال المتشدد، والمعروف بمعاداته للمسلمين".
وأضاف ألفريدو مايوليز: "حركة (5 نجوم) مشغولة بأمور فى مقدمتها الاقتصاد، وطرق إصلاحه من وجهة نظرها، أما حزب (رابطة الشمال) فيتبنى بالفعل أفكارًا معادية للمسلمين، فضلاً عن أنه ليس بالحزب الضعيف، ولديه كثير من المؤيدين".
واستطرد "مايوليز" فى تصريحاته: "حزب الشمال سبق أن أفصح علنًا عن عدائه للمسلمين والمهاجرين بشكل عام، وبلهجة سيئة للغاية، لدرجة إذاعة مطالبات بمغادرة المسلمين لإيطاليا، فى راديو تابع للحزب، وسبق أن أصدرنا فى الرابطة بيانات عدة لمطالبتهم بالتوقف عن بث رسائل الكراهية".
ألفريدو مايوليز: لا أعرف تأثير "5 نجوم".. ولكن "رابطة الشمال" سيضر المسلمين
أما عن دعوة "5 نجوم"، و"رابطة الشمال" لإجراء انتخابات برلمانية بعد خسارة الاستفتاء، يقول "مايوليز" إنه لا يعرف ما إذا سيكون هناك تأثير لـ"5 نجوم" على المسلمين، ولكنه بالتأكيد سيكون هناك تأثير سلبى إذا فاز حزب رابطة الشمال بالأغلبية، على حد قوله.
ورغم ذلك، أكد "مايوليز" أن هناك قانونًا فى إيطاليا يُمكن للمسلمين اللجوء إليه للدفاع عن أنفسهم، وحينها لن تستطيع الحركة فعل شىء.
غياب "قائد السفينة" بعد استقالة ماتيو رينزى.. مشكلة الطليان الحالية
وأضاف "مايوليز" فى تصريحاته لـ"اليوم السابع"، أن المشكلة التى من الممكن أن يواجهها الطليان، ومن بينهم الأقلية المسلمة، هى غياب "قائد للسفينة"، بعد إقدام "ماتيو رينزى" على الاستقالة من منصبه، واتجاه إيطاليا إلى سيناريوهات من الفوضى، من بينها إجراء الانتخابات المبكرة، أو تشكيل حكومة تسيير أعمال.
وبسؤاله عن الاتجاه الذى يقول إن خسارة الاستفتاء إحدى توابع فوز دونالد ترامب بانتخابات الرئاسة بأمريكا، أجاب "مايوليز" بأنه لا يوجد رابط بين الحدثين، مشيرًا إلى أن المواطنين هم من اختاروا التصويت بـ"لا"، وذلك يعود لأسباب، مثل رغبتهم فى الإطاحة برئيس الوزراء الذى يعتقدون أنه وصل إلى المنصب بضغط خارجى، وأنه دعا إلى الاستفتاء استجابة لمصالح خارجية.
وعبر "مايوليز" عن رأيه فى "ترامب"، قائلًا: "إن تأثير فوزه سيكون جيدًا فيما يخص الشأن الأمريكى الداخلى، إذ إنه يرغب فى زيادة فرص العمل، ويسعى لازدهار الولايات المتحدة، بينما لهجته تجاه المسلمين والمهاجرين حادة"، مشيرًا إلى أنه حاول سابقًا أن يقابل دونالد ترامب، من خلال مساعديه، الذين ألمحوا له بالرفض.
كان رئيس الوزراء الإيطالى الشاب، ماتيو رينزى، قد تقدم باستقالته بعد فوز غالٍ حققته أحزاب اليمين، بمنعها تمرير حزمة تعديلات دستورية عبر استفتاء شعبى، الأمر الذى اعتبرته الحكومة بمثابة ضربة قاضية لخططها للإصلاح الاقتصادى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة