روان سالم ذكى يكتب: عقارب الساعة الضائعة!

الخميس، 08 ديسمبر 2016 08:00 م
روان سالم ذكى يكتب: عقارب الساعة الضائعة! عقارب الساعة - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إن أسوأ ما نعانى منه فى الوقت الحالى هو تجاهل أهمية الوقت، والذى إن تعمقنا فى فهم أهميته سنعى حجم الكارثة التى نرتكبها يوميا فى حق أوقاتنا.
 
 يروى أن برنارد بنسون الكاتب الإنجليزى المشهور مؤلف كتاب "السلام" والعديد من الكتب التى مازلت أتذكر محتواها لليوم لروعة محتواها وجمال صياغتها، أنه قد قال مرة "ليتنى أقف عند ناصية شارع مزدحم، وبيدى قبعة أتوسل الناس أن يلقوا بها أوقات فراغهم التى يضيعونها"، وغالبا لو كان فعلها لحصل على آلاف الساعات التى يهدرها الناس بلا فائدة، فأكثر ما ننجح فيه نحن بنو الإنسان هو تضييع الوقت بدون أى فائدة تذكر.
 
قام خبير إدارة الوقت الشهير مايكل فورتينو بإجراء دراسة دقيقة عن كيفية استغلال الوقت بالنسبة للفرد الأمريكى، ولابد لنا أن نضع تحت مسمى "أمريكى" مئات الخطوط، فوجد أنه يفعل الآتى: يضيع سنة كاملة فى البحث عن الأشياء التى وضعها فى غير مكانها الصحيح، ويقضى ثمانية أشهر فى فتح الرسائل الإلكترونية، ويقضى خمس سنوات واقفا فى الطوابير!، فإن كان هذا حال الفرد الأمريكى، فليس الحال أفضل منه بكثير فى بلادنا العربية، بلاد الجمود والتراجع والطوابير.
 
 فى الحقيقة ليس بإمكان أى حد أن يقول إنه من الممكن إيجاد حل جذرى لمشكلة ضياع الوقت، ولكن أهمية الاستفادة من الوقت قدر المستطاع هو أمر لا يشوبه شائب ولا يختلف عليه اثنان، شريطة أن يعى الإنسان ويتذكر دائما أنه هو المتحكم والمسئول الوحيد عن وقته وليس الآخرون، وإن علاج ذلك بيده هو نفسه، وللسير على المنهاج الصحيح بغية الاستفادة قدر المستطاع من الساعات المهدرة يوميا، يقدم لنا خبراء إدارة الوقت وعلماء التنمية الذاتية بضعة نصائح تساعدنا على ذلك، أولا: احرص دائما على تحديد أولوياتك وأهدافك،  واسأل نفسك دائما إن كان العمل الذى تقوم به هو الأكثر أهمية فى الوقت الحاضر أم لا، وفى حقيقة الأمر تحديد الأولويات حسب أهميتها من أهم وسائل الحفاظ على الوقت، والقيام بالأعمال فى وقتها المحدد وعلى أكمل وجه، ثانيا: خصص الوقت الذى تكون فيه فى أفضل حالاتك الجسدية والنفسية للقيام بمهامك وأعمالك الأكثر أهمية، فليس من العقول أن تخرج للتنزه مع أصدقائك وعند العودة ليلا تقوم بمراجعة دروسك مثلا ! ثالثا: ركز دائما على نتائج العمل الذى تقوم به، وليس على مقدار الوقت والجهد، فعندما تدرس مثلا لا تنظر فى عدد الساعات التى أمضيتها وأنت تذاكر دروسك، فقط انظر للنتيجة الرائعة التى تنتظرك، ولثمار جهدك وتعبك التى بإذن الله ستكلل بالنجاح والتوفيق، وحينما تقطف ثمار ذلك النجاح صدقنى ستنسى كل لحظة أمضيتها بين حنايا كتابك متعبا وقابعا فى غرفتك لتقترب من حلمك أكثر فأكثر، فاقطف ثمار النجاح تنسيك مشقة الطريق مهما كان طويلا، رابعا: مفتاح الوقت بالنسبة لى هو الاستيقاظ مبكرا، ولعل كل من حولى يعلمون أننى من عشاق الاستيقاظ مبكرا بكل نشاط وحيوية، خاصة بعد آذان الفجر، مما يمكننى من القيام بعملى على أكمل وجه، حاول الاستيقاظ مبكرا ولو بنصف ساعة فقط، وحينها ستجد أنك أضفت ساعتين ونصف الساعة لأسبوعك الدراسى أو العملى، أى 130 ساعة فى العام الواحد، وتخيل كيف ستستفيد من هذا الوقت. 
 
قد تبدو للبعض أن هذه النصائح أمور نظرية فقط، ولكننى حاولت جاهدة أن أصوغ حروفى من واقع تجربتى الشخصية وخوفى من ضياع ساعة بدون فائدة ورغبتى فى استثمار وقتى قدر المستطاع وخاصة فى طاعة الله، ويا ليتنى أستطيع أن أقوم بما فعل المدعو برنارد بنسون فأطلب من الناس أن يعطونى وقتهم الضائع. 
 
ألم يقل رسولنا الكريم عليه أفضل السلام وأتم التسليم: "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس، الصحة والفراغ". صدقت يارسول الله. استثمر وقتك قدر المستطاع من الآن فاللحظة التى تمر لا تعود أبدا، وعقارب الساعة لا تنتظر أحدا. 
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة