"الحرب الأفغانية" الملف الغائب عن "أجندة ترامب".. الرئيس المنتخب يستعد لدخول "البيت الأبيض" بخطة مبهمة.. وعد بتعاون مشترك ضد الإرهاب وتقديم دعم أمنى دون تفاصيل.. وإنهاء المعركة يطوى 15 عام من الخسائر

الجمعة، 09 ديسمبر 2016 05:00 ص
"الحرب الأفغانية" الملف الغائب عن "أجندة ترامب".. الرئيس المنتخب يستعد لدخول "البيت الأبيض" بخطة مبهمة.. وعد بتعاون مشترك ضد الإرهاب وتقديم دعم أمنى دون تفاصيل.. وإنهاء المعركة يطوى 15 عام من الخسائر جنازة جماعية بكابول بعد هجوم لداعش على مسيرة سلمية
كتبت نورهان مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تعهد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بتوثيق التعاون مع أفغانستان لمواجهة الإرهاب وتعزيز الدعم الأمنى لها بعد تقييم احتياجاتها، فى أول مكالمة هاتفية له مع نظيره الأفغانى منذ انتخاب ترامب رئيسًا.

 

إن وعود ترامب لنظيره أشرف غانى، ببقاء أمريكا إلى جانب أفغانستان ومساعدتها فى الكشف عن ثرواتها الطبيعية، لم تسمن ولم تغن عن القلق حيال مصير الحرب الأمريكية فى أفغانستان بل زادت المشهد غموضًا.

 

بينما يستعد ترامب لتسلم مهام منصبه كرئيسًا لأمريكا الشهر المقبل، فهو من المؤكد على علم بأنه سوف يرث ملف ثقيل يضم أطول حرب خاضتها الولايات المتحدة فى تاريخها والتى تدخل عامها الـ١٦.

 

لم يحظ الملف الأفغانى باهتمام من ترامب خلال حملته الانتخابية التى رفعت شعار "أمريكا أولًا"، إلا أن اتجاهه لتخفيض فاتورة الدعم الأمريكى "لبناء الدول الأخرى" قد أثار علامات استفهام حول نواياه من استمرار انفاق المليارات لبناء أفغانستان.

 

خصص الكونجرس ١١٣ مليار دولار لبرنامج إعادة إعمار أفغانستان وتدريب القوات الأفغانية منذ بداية الحرب، وبالنظر للوضع الحالى، فإن حكومة كابول تسيطر على ٦٠٪ فقط من الأراضى بينما يقع الباقى فى يد الجماعات المتطرفة من بينها حركة طالبان التى تسيطر وحدها على ١٠٪ فيما تكتسب داعش موطئ قدم فى شرق البلاد.

 

رسم بيانى لرويترز عن مخصصات أمريكا لإعمار أفغانستان

 

USA-AFGHANISTAN-RECONSTRUCTION (1)

 

هل ينهى ترامب حرب الـ١٥ عام؟

وإن كانت لم تسقط بشكل كامل من حديثه، فإن لترامب تصريحات حول الحرب الأمريكية بأفغانستان قد أثارت جدلًا حول ما إذا كان سيتخذ قرارًا بسحب القوات وإنهاء الحرب أم سيبقى على قرار سلفه فى تمديد التواجد الأمريكى هناك.

فتارًة وصفها بـ"الخطأ الفادح"، مما فتح باب التكهنات حول احتمالية إنهاء الحرب وسحب القوات الأمريكية، بعد أن قام الرئيس الأمريكى المنتهية ولايته "باراك أوباما" بتمديد بقاء 8400 منهم بالخدمة حتى يناير 2017 لما وجده من عدم استقرار لا يزال يخيم على الدولة. كما يشكل الأمريكيون الجزء الأكبر من 12 ألف عنصر يساعدون فى تأمين وتدريب القوات المسلحة الأفغانية ضمن قوات حلف شمال الأطلسى "الناتو" الذى أنهى مهمته القتالية فى أفغانستان فى 2014.

 

القوات الأفغانية أثناء عملياتها ضد طالبان فى محافظة هلمند

2
 

وتارًة أخرى تراجع "ترامب" عن الوصف معتبرًا التدخل العسكرى فى أفغانستان كان ضرورة لقربها الجغرافى من باكستان التى تمتلك سلاح نووى.

وقد طالبته حركة طالبان، التى تمت الإطاحة بها من السلطة عام 2001، بسحب القوات الأمريكية من أفغانستان بعد إعلانه رئيسًا منتخبًا للولايات المتحدة.

وكان لـ"مايكل فلين" مستشار الأمن القومى الأمريكى الذى عينه "ترامب" رأيًا واضحًا حيال الأمر، إذ صرح قائلًا "لا يمكننا أن نترك هذه المنطقة لأمثال هذه المنظمات الارهابية المتعددة. إن الوضع على المحك"، وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.

 

إرث ثقيل ينتظر ترامب

وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإن إرث "ترامب" وفريقه الأمنى من الجماعات الارهابية فى المنطقة التى تعرف باسم الـ "أفباك" يصل إلى 20 جماعة. ويرمز المصطلح لدولتى أفغانستان وباكستان التى تقع ضمن دوائر عمليات الولايات المتحدة وتستدعى سياسة مشتركة فى الحرب على الإرهاب. كما يقدر المسئولون الأفغانيون والغربيون عدد المسلحين المتطرفين ما بين 40-45 ألف فى أفغانستان.

 

 

موقع هجوم بمزار شريف تبنته حركة طالبان

3
 

إن قرار إنهاء الحرب، بالرغم من أنه سيلقى تأييدًا أمريكيًا كبيرًا، إلا أنه قد يهدد باستعادة الجماعات المتطرفة سيطرتها على الدولة لعدم قدرة الحكومة الأفغانية مواجهتها وحدها.

وكان الجنرال "جون نيكلسون"، قائد القوات الدولية فى أفغانستان، قد أعلن فى شهر يوليو أن القوات الأفغانية تعانى من ارتفاع غير مسبوق فى عدد الضحايا فى المعارك هذا العام وسط هجمات حركة طالبان على المواقع الأفغانية الثابتة.

وتواجه أمريكا انتقادات بسبب فشل الحرب فى تحقيق أهدافها فى اقتلاع الحركات المتطرفة وإعمار أفغانستان، فبحسب تقرير لهيئة رقابية حكومية بأمريكا، فإن الفساد مستشرى بالجيش الأفغانى والدمار طال ٩٥٪ من الطرق الأفغانية كما أن أفغانستان "لا زالت تعد واحدة من أسوأ الأماكن فى العالم بالنسبة للمرأة".

كما يزيد عدد ضحايا الحرب من الجنود الأمريكيين منذ عام ٢٠١٤ بأربعة أضعاف العدد الذى قتل على يد داعش فى سوريا والعراق، بحسب موقع I Casualties المتخصص فى متابعة ضحايا القوات الدولية بحرب أفغانستان والعراق.

 

135291-135291-Capture

 

وقد دفعت الحرب بأمريكا ولأول مرة إلى أعتاب المحكمة الجنائية الدولية التى عزمت على فتح تحقيق فى جرائم تتورط بها قوات أمريكية، فكشف تقرير للمحكمة فى نوفمبر الماضى عن أن الجرائم "ارتكبت بقسوة زائدة وبطريقة مهينة لكرامة الضحايا.. وتسببت فى أضرار نفسية وجسدية خطيرة لهم".










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة