يستيقظ قبل الشمس بزمان، لعل فى استيقاظه مبكراً فرصة للحصول على يومية ـ كما يطلقون عليها ـ يذهب لمكان اعتاد الجلوس فيه مع باقى العمال، لعل أحداً يأتى ويطلب عاملاً أو أكثر، لحظات تمر أثقل من الجبال، ولا بصيص أمل لفرصة عمل اليوم، يرجع إلى أسرته مثقلاً بهموم الفقر والحاجة، أطفال جياع وأسرة محرومة من أبسط متطلبات الحياة.
إنه الفاعل.. ذلك الاسم الذى أطلق على عمال اليومية الذين يعملون فى مجال المعمار. لماذا هذا الاسم المجرد " الفاعل " غير منسوب لمجال بعينه مثل المزارع والتاجر ؟ هل عدم إسناد الفعل لمهنة بعينها تقليل من شأن هذا الفاعل ؟.
لعل سبب ذلك يرجع لقسوة هذا العمل أو لعدم تخصص هذا الفاعل بعمل محدد فى مجال المعمار.
إنه الفاعل يعيش على هامش الحياة بلا رعاية صحية بلا تأمين اجتماعى، يعيش حياة مهددة دائماً بالفقر والعوز. وحجم العمالة من هذا النوع ضخم جداً وأكثرهم قادم من الصعيد، لقلة الرزق هناك.
وتكمن المشكلة الرئيسية لهؤلاء فى عدم استقرار مصدر الرزق، وعدم وجود اهتمام من الحكومة تجاههم.
هؤلاء أبناء مصر الذين يحرمون من خيراتها، يحرمون من أدنى متطلبات الحياة. بعضهم يعيش بلا سكن آدمى، بلا فرصة فى التعليم، بلا فرصة فى رعاية صحية.
هل يظل هؤلاء على هامش حياتنا، أرقام من البشر بلا أى مدلول.
نظرة لهذا الفاعل لعله يجد فعلاً يستند إليه، يحتاج هؤلاء إلى مشروع قومى لرفع مستوى معيشتهم وإدخالهم فى منظومة عمل حقيقية تشمل الرعاية الاجتماعية والصحية والضمان الاجتماعى، هل تشعر الحكومة بمسئوليتها تجاه ذلك الفاعل ؟ هل تشعر الحكومة بأنهم مصريون مثلهم ؟
بشر يعانون من تقلبات الدهر وقسوة المجتمع، هل نسعى لحل مشكلتهم ؟ هم مصريون لم يخرجوا فى مظاهرة للمطالبة بحقهم فى الحياة.
هؤلاء هم الجياع الذين يحتاجون ليد من الحكومة. هل نقف بجوار الفاعل أم يترك فعله ويبحث عن فعل آخر ؟
عمال - أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة