( انتهت الرحلة، ولا يمكن مُعاندة القدر..!)
آخر جملة قالها الكاتب الكبير الراحل محمد حسنين هيكل.. كما صرح بذلك الكاتب الصحفى جمال فهمى قبيل موته..
يرحل هيكل.. وتظلّ رسائل عظيمة من سيرة ومسيرة الكاتب.. تحمل مدلولات ومعانى كبيرة..
فليس فقط ـ هوـ فى هرم القمم الصحفية.. مصرية وعربية وأيضاً دولية.. منذ تولى رئاسة التحرير.. وهو أصغر صحفى 29 سنة.. ووصل بمؤسسة الأهرام - ادارة وصحافة - إلى أفضل 10 مؤسسات صحفية على مستوى العالم.. على يد هذا الشاب الذى أكمل تعليمه خلال فترة عمله.. وأجاد الانجليزية كأميز ناطقيها.. وأطرد بمعرفته الموسوعية.. ليغدو الصحفى المفكّر المثقف الشامل.. خزانة فكرية تسير على قدمين.. تحوى العديد من أهم الوثائق والمستندات.. وغيرها..
فهيكل القيمة والقامة أول من أدخل فى المقال الصحفى لغة السرد الروائى والبناء التاريخى.. المُثقل قيمةُ.. والمدعم معرفةً بالمعلومات والمعارف الوثائقية.. التى من النادر أن يحصل عليها أحد مثل هيكل..!
ولايستغرب شباب اليوم عندما يعرفوا.. أن هيكل هو الصحفى الذى اعتبرته الصحافة العالمية رقم واحد على مستوى العالم.. ليس بما وهبه الله جهدا واجتهادا.. وموهبة وفراسة..
إنما أيضاً لأنه كان قريباً من الحاكم.. وصانع القرار.. وشارك فكرا وعملاً فى الكثير من الأحداث على المستوى المحلى والاقليمى والدولى..
فقد كان يرحمه الله يمد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر(بالكثير من الأخبار والتحليلات المؤثرة.. ولايأخذ من عبد الناصر شيئا! ) وهذا رأى الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر.. عندما سألوه (ما الذى يميز هيكل عن غيره..؟)
فأجاب( كل الصحفيين يأتون لى ليأخذوا منى الأخبار.. أما هيكل فقد كان يعطينى الأخبار..!)
وذلك بما وهبه الله فراسة تحليلية متفردة ومتميزة..!
ورجال السياسة كاستاذ العلوم السياسية الدكتورأحمد يوسف اعتبره ( مؤرخاً للتاريخ المصرى المعاصر.. الذى امتد لما بعد عبد الناصر..)
وعندما اختلف هيكل مع الرئيس السادات.. آثر هيكل التفرغ والعيش بحرية ومعشوقته الصحافة.. ورفض التعيين مستشارا للسادات.. ويقول جملته الشهيرة ( يستطيع السادات أن يعزلنى من الأهرام.. ولكن لا يستطيع أن يجبرنى على العمل مستشاراً له..!)
ورغم أن الوقت قد حان.. وحل موعد الرحيل.. لاتنتهى الحياة طالما هناك من يثروها وصلاّ.. بجلّ عطائهم وتأثير انجازاتهم..!
وتبقى رسائله للأجيال.. ليكملوا مسيرته فى تجديد الفكر العربى.. ويرسى خارطة الوصول لقمة الهرم الصحفى دون هوادة..
وليت وزارة الثقافة تعيد طباعة كتب هيكل.. وتوفرها للجميع بأثمان زهيدة عبر مؤسساتها الكبيرة كهيئة الكتاب.. والثقافة الجماهيرية..أو ماتراه..
فتتعرف الأجيال على ثراء ذاك العطاء.. وتتعلم الكثير من إرث ذاكرة الأمة.. نتاج فكر الراحل الكبير..
أحمد الغرباوى يكتب: تنتهى الرحلة.. وتبقى رسائل هامة..!
الجمعة، 19 فبراير 2016 06:05 م
محمد حسنين هيكل