أكدت الراقصة والفنانة الراحلة تحية كاريوكا فى حوار نادر لها مع الإعلامى والإذاعى وجدى الحكيم أنها دخلت الفن فى بدايتها بهدف "لقمة العيش" حيث كانت مسئولة عن أسرتها ولكنها بعد ذلك عشقت هذه المهنة وأعطتها كل حياتها.. وأضافت كاريوكا التى يمر علينا اليوم ذكرى ميلادها أنها حزينة على الحال الذى وصل له الرقص الشرقى فى الفترة التى أعقبت اعتزالها الرقص وكأنها كانت تتنبأ لما يحدث فى وقتنا هذا، وقالت إنها تنادى بوقف هذه الظاهرة موضحة أن ما يقدم على الساحة حاليا ليس له علاقة بالرقص الشرقى، ووصفته بأنه مجرد حركات مثيرة للغرائز.
وكشفت الراقصة الكبيرة أن المصريين أول شعوب كانت تتخذ الرقص "عبادة" حيث كان القدماء المصريون يعبرون به عن فرحتهم عند نزول المطر أو فى موسم الحصاد، وقالت إن الخطر الحقيقى الذى يواجهه الرقص الشرقى هو "الغزو" وتقصد هنا غزو الراقصات الغربيات وهو ما يحدث حاليا.
تعد تحية كاريوكا من أهم فنانات وراقصات زمن الفن الجميل وبجانب شهرتها الفنية كان لها دور سياسى خلال مشوارها الفنى.
"بدوية محمد كريم" الشهيرة بتحية كاريوكا صاحبة مدرسة خاصة فى الرقص الشرقى، اختلفت عن راقصات بداية القرن، اللاتى كن يعتمدن على استعراض مفاتن الجسد وتقديم حركات لها طابع ومعنى إيروتيكى بعيدًا عن فكرة التناسق والتعبير الحركى والتكوين الجمالى، ولكن تحية اعتمدت على إعادة تفاصيل ومفردات قديمة من بدايات الرقص الشرقى، اعتمدت على التناغم والتناسق والهارمونية الشاملة لحركة الجسم والتوحّد مع الإيقاع والموسيقى دون اعتماد كبير على طاقة الفتنة والإغراء الكامنة فى جسد المرأة، وبذلك اختلفت عن غيرها من الراقصات – سواء الأقدم منها من اللاتى تعاملن مع الرقص كمهنة فحسب، أو كطريقة لاستعراض أنوثتهن ومفاتن أجسادهن – أو عن تابعاتها من الراقصات الشهيرات وصاحبات المدارس الأخرى، فبينما عادت تحية إلى هارمونية الشرق، كانت توازيها مدرسة سامية جمال التى اعتمدت على مزج الرقص الشرقى بالغربى والاستفادة من جمل بصرية وحركية غربية الطابع، تقيم حوارًا مع الموسيقى والإيقاع بالتشابه أو المفارقة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة