اختصر البعض المهاترات فى مجلس النواب، ومشاكل الشرطة فى قالب واحد وتصيد الأخطاء، ولم يلتفت إلى الإنجازات ولم يلق الضوء عليها ولم نر من يكشف بكاميرا مراحل تطور مصر التى اختفت تحت كل المشاكل.
فلا شعب بدون مشاكل. لذا لا داعى إلى حالة الندب والعويل والصراخ الذى نراه كل ليلة على شاشة الفضائيات، وكأن مصر توقفت عند هذا الحد.
إن هذا لهو الفصل بين الصالح والطالح. فمشاكل مجلس الشعب طبيعية فى كل دولة. إنه هو الحراك الطبيعى لدولة تبدأ من جديد فمعدة الإنسان لا يمكن لها أن تهضم طعاما غريبا بسهولة. ولسنا مجتمع ملائكى بالدرجة الأولى فالأخطاء واردة حتى يستقيم الفصل من الهرج والمهرج فاختلاف الآراء أمر صحى جدا. لكن رويدا رويدا حتى يوقف الولد على قدميه، ويتحرك فى الغرفة بمفرده ويعتمد على نفسه. دون أن نعلن له الأخطاء.
فإذا علا الصراخ فأعلم أن العمل يتوقف، والإنجاز فى الثلاجة. فلم نسمع عن مجرد ثورة باليابان ولا الصين الكل يعمل فى صمت ،ولم نر نائبا عن الأمة يعاير الآخر ويهدده ويتشدق ليل نهار كأنه (جاب الديب من ذيله ).
فهل مهمة الإعلام كشف المساوئ أم التفاعل مع إنجازات الدولة التى تنمو فكل يوم أتطلع إلى مراسل تليفزيونى يذهب إلى الصحراء، ويعايش العمال الذين طحنهم العمل من أجل مصر فهو تعب بعيون مصرية. هذا بمثابة العطر الذى يجعلنا نغسل ما نراه من شوائب.
إن رؤية المشاكل المستمرة من الناحية النفسية تجعل الإنسان يجتر كل ما لديه من معاناة، فيعيش فيها وبالتالى يزيد الاكتئاب ،والقلق ،والتوتر بين المصريين فنسبة المصابين تتراوح ما بين 10-12% بين البالغين، يعنى ما بين 4 إلى 5 ملايين شخص.
إن الفضائيات باتت تشكل وجدان الناس فى مصر، فيا حبذا لو جعلت يوما لمعالجة الاكتئاب بمنظر غير منظر مجلس الشعب وغير أخطاء الشرطة فيكون الأفق أرحب، وأوسع يرى العالم فيها مصر من زاوية التقدم لا من زاوية المشاكل وهذا ما فعلته ماليزيا وأعلامها عندما أصرت على التقدم. فهاجروا بنا إلى الصحراء يوما نرى أملا جديدا يولد، وزرعا ينبت، وشجرة تغرس فى أرض يوسف عليه السلام.
د. إبراهيم عبد العليم حنفى يكتب: المهاترات أصبحت بطلا
السبت، 27 فبراير 2016 10:00 ص
مجلس النواب - صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة