"بومباى" والتى تعد واحدة من أقدم وأعرق المدن الهندية، شهدت العديد من التفجيرات الارهابية العنيفة شبه المتزامنة والتى بدأت أحداثها ليل الأربعاء 26 نوفمبر عام 2008، وقامت بها مجموعات من المسلحين على عدد من الفنادق الفاخرة والمطاعم الشهيرة والمستشفيات ومحطات القطارات المكتظة فى المدينة التى يزيد عدد سكانها عن 13 مليون نسمة، ما تسبب فى مقتل 195 شخصًا، وجرح المئات واحتجاز عدد من السياح الأجانب ومن بين المواقع التى استهدفتها الهجمات "فندق برج وقصر تاج محل" الشهير فى المدينة والذى يعتبر من أهم معالمها، "فندق أوبروى ترايدنت" الفخم فى المدينة وغيرها من الأماكن المهمة يحكى لنا مرافقنا عن فداحة وبشاعة تلك الهجمات ونحن نقف عند "بوابة الهند".. وهى البوابة التاريخية الشهيرة والتى خرج من عندها آخر جندى بريطانى بعد انتهاء الاحتلال الإنجليزى للهند، ولا يتردد أى سائق يصطحبك فى سرد الحكاية والوقائع ولكن بسرعة شديدة ليأخذك للجزء الأهم والأجمل من وجهة نظره، حيث يؤكد أن بومباى لا تزال مدينة تنبض بالحياة والفن ولا يتوقف القائمون على صناعة السينما فيها عن إنتاج المزيد والمزيد وينتعش صوت مرافقنا "فديجى" ذلك الشاب الهندى والذى يعمل فى دبى بقنوات تعرف كيف تتخطى "زى" مؤكدًا: أن بومباى بلد السينما ويشاركه حماسه السائق الذى يصطحبنا والذى كان يصر فى كل مرة أن يحثنا عن نجوم السينما الذين يسكنون بومباى هنا بيت شاروخان.. والذى يقف العديد من المعجبين أمام منزله ليل نهار بعضهم يلجأ للمبيت انتظار للحظة التى يخرج فيها شاروخان ليطل عليهم ويبادلهم التحية ويوزع بعضًا من الأموال على المحتاجين، وفى الناحية الأخرى هذا بيت سالمان خان وتلك هى السيارات التى تخصه، أما البيت الأكبر والأكثر جمالاً فهو بيت نجم السينما الهندية ونجم العالم أميتاب باتشان، ويلفت نظرى أن على كل منزل اسم ليس له علاقة باسم النجم فبيت شاروخان اسمه " mannat" أما منزل أميتاب باتشان "galsa”" أو جلسة بالعربية.. وعندما تسأل لماذا لا يسمى النجوم المنازل بأسمائهم؟ تأتيك الإجابة إن من حق كل شخص فى الهند أن يطلق على منزله الاسم الذى يحبه فقد يكون المملكة أو قد يكون أى اسم يروق له تمامًا كما من حق الإنسان أن يسمى الحيوان الذى يملكه. وهو شىء متعارف عليه فى الهند.
وإذا كانت مومباى واحدة من أعرق المدن الهندية التى تنتج سينما وتعد مركزًا مهمًا لبوليوود فإنه من المعروف أن صناعة السينما فى بوليوود من أقدم وأكبر صناعات السينما فى العالم، حيث تنتج الهند ما بين 600 – ومايزيد على 1000 سنويًا، وتنافس السينما الأمريكية، وإضافة إلى مومباى فهناك أيضًا مدن معروفة بحجم إنتاجها السينمائى الكبير ومنها كلكتا، بانجالور، حيدر أباد حيث يوجد بالهند أكثر من 13 ألف قاعة عرض سينمائى.
وأصبحت الهند تنتج أكثر من 27 فيلما بحلول عام 1920، وفى عام 1931، زادت عدد الشركات المنتجة، وأصبح للفيلم الهندى طابع مميز حيث يهتم صانع الفيلم بالرقص والغناء، وخلال حقبتى الأربعينيات والخمسينيات ارتكزت الأعمال الفنية على الرقص والغناء وظهرت تقنيات جديدة فى الاستعراض، وتم الاعتماد على أشهر المطربين والمطربات فى ذلك الوقت مثل مانجيشكار وشقيقتها ايشا بوزلى ومحمد رافى، كيشور كومار، وسيطر الكثير من المطربين على شاشة السينما الهندية.
وكانت نقطة التحول فى تاريخ السينما الهندية مع المخرج الشهير ساتيا جيت راى وفيلمه الشهير "باثر بنجالى"، حيث نال الفيلم جائزة الاعتراف الدولى، ومن أشهر الأفلام التى حققت أعلى الإيرادات فترة الخمسينيات أفلام mother India لمحبوب خان، وAwara و420Shree لراج كابور، وPyasa لجورو دوت، وغيرها من الأفلام.
ثم عمد القائمون على صناع السينما الهندية إلى إنشاء جوائز السينما القومية، وتأسيس الشركات المالية والمؤسسة الوطنية لمحفوظات الأفلام فى الهند، ومعهد السينما والتليفزيون، وأقيم أول مهرجان دولى سينمائى فى العالم عقد فى الهند عام 1952، وكان لذلك أثر كبير فى السينما الهندية، وفى أواخر الثمانينيات والتسعينيات سيطر اتجاه جديد على السينما الهندية يهتم بقصص الحب الموسيقية.
والسينما الهندية ليست مشهورة فقط فى الهند بل فى أجزاء كثيرة من منطقة الشرق الأوسط وباكستان وبريطانيا ودول كثيرة فى أوروبا وأفريقيا وأستراليا وأمريكا، وخلال الألفية الجديدة استفاد صناع السينما من التقدم التكنولوجى الهائل الذى وصلت له الصناعة فى الهند، واستعانوا بهذا التقدم الكبير فى تحقيق طفرة كبيرة على مستوى الصورة والتكنيك وصار هناك نجوم هنود ينافسون نجوم السينما الأمريكية، بل أن أسماءهم صارت علامات أصلية ومنهم بالطبع النجم الكبير أميتاب باتشان والذى حقق نقلة نوعية للسينما الهندية على مستوى العالم وحاليًا هناك شاروخان وبريانكا شوبرا وايشوريا راى، وغيرهم كثيرون.. وهو ما يفسر أيضًا سر الطفرة التى أصبحت الدراما الهندية تحققها عند المشاهد المصرى.
صناعة السينما الهندية والتى تملك طابعها الخاص وهو ذلك الطابع الذى يبيع الحلم الجميل وإن كل شىء من الممكن أن يتحقق رغم كل المعاكسات.. وبالطبع السينما الهندية ليست كلها هى السينما التجارية المعتمدة على الصدف والرقصات والألوان المبهجة أو حتى الميلودراما الصارخة ولكن هناك سواء من خلال أجهزة العرض الرقمى، أو حتى تحديث تقينيات.
موضوعات متعلقة
- ليلة zee فى بومباى "أم العجايب".. تكريم أفضل النجوم والقنوات تمنح أول جائزة للسينما المحلية..توزيع جوائز بوليوود بحضور سالمان خان وشاهد كابوور وسوناكشى سينها..أنيل كابور يمتلك خشبة المسرح بروحه الشابه
عدد الردود 0
بواسطة:
سيد عباسية
بجد صورة مبهرة