أن تصبح مذيعا متخصصا فى محاورة النجوم فى جميع المجالات الفن والأدب وغيره فهذه مهمة صعبة، استطاعت الإعلامية صاحبة الوجه البشوش الملائكى سلوى حجازى أن تقوم بها ولم يقتصر دورها فقط على تقديم برامج الأطفال التى كانت رائدة فيها وحققت من خلالها نجاحا كبيرا، حيث حرصت سلوى على وضع بصمتها فى كل عمل تقوم به، وفى كل مقابلة تجريها مع النجوم تثبت سلوى حجازى أنها مذيعة من طراز خاص خلقت لتجلس من النجوم، ومن خلال برنامجها "لقاء المشاهير" دخلت سلوى منزل العديد من الأسماء اللامعة وجلست معهم لتطرح أسئلتها بتلقائية ولباقة وذكاء ومن أشهر من حاورتهم كوكب الشرق أم كلثوم وبديع خيرى ونزار قبانى وحسن يوسف ولبلبة ونجاة الصغيرة .
سلوى حجازى التى تمر علينا ذكرى رحيلها الـ43 فى 21 فبراير الجارى لم تكن مذيعة فقط ولكنها كانت تتمتع بموهبة الشعر ونشرت 4 دواوين هى «أضواء وظلال، وإطلالة، وسماح، وأيام بلا نهاية» وأهدتها أكاديمية الشعر الفرنسية ميداليتها الذهبية عام 1964 وفازت بميدالية ذهبية فى مسابقة الشعر الفرنسى الدولى عام 1965. التحقت بالمعهد العالى للتذوق الفنى وأقبلت على الدراسة فيه بنشاط لتستكمل دراستها رغم أنها كانت على درجة كبيرة من الثقافة، وخلال مشوارها الإعلامى حاورت عددا كبيرا من النجوم والمشاهير منهم كوكب الشرق أم كلثوم ونجاة الصغيرة وكامل الشناوى وفيروز، وفى 21 فبراير عام 1973 كانت سلوى حجازى، فى طريق عودتها من بعثة للتليفزيون العربى فى ليبيا وعلى متن طائرة ركاب ليبية، حين أطلقت طائرات حربية إسرائيلية "فانتوم" صاروخا على الطائرة، فأسقطتها فوق سيناء المحتلة وقتها ولقى ركاب الطائرة الـ106 مصرعهم ومعهم سلوى حجازى، والتى جاء خبر وفاتها صدمة لجمهورها الصغير والكبير.
منحها الرئيس أنور السادات بعد وفاتها وسام العمل من الدرجة الثانية باعتبارها من شهداء الوطن حيث ذكرت أحد الروايات أنها كانت فى مهمة خاصة لخدمة الوطن، كما كتب فيها الشاعر الكبير فؤاد حداد قصيدة فى رثائها بعنوان "سلوى العزيزة"، والتى يقول فيها « سلوى العزيزة، يا فجر تلميذة فى جناين أم، ضحكتها مسموعة وملاكها لطيف، الورد كان خايف يلاقى الخريف، قدمك عليه السعد فتح الكُم، نور لك اليوم اللى غيمه خفيف، وارتاح لإيدك لسّه بتحضنه، لسّه الولاد ما بيعرفوش يحزنوا، عيَّط عليكى من قديم الزمان، موال يقول الدنيا مالهاش أمان، يا مصرى فى عيونك دموع الإيمان، إجرى النهار واعرق بموالك، فى المغربية نسمة جاية لك، زيك وزيى كل بيت اجتمع، قعدت تلاغى الكل وعيالك، كان ياما كان يحلا معاها السمع، ومعاها كان قلبك يبطل قساوة، ومعاها كنا صغيرين نتساوى، وصغيرين دلوقتى نتيتم، كان عندنا فى برنامج الأسابيع، نسمة ربيع من طبعها تنسّم، صنعتها تتبسّم، يا مين يشوفك صورة تتكلم، والضهر ضلم واليهود قتلوا، سلوى العزيزة فى كل بيت».
عدد الردود 0
بواسطة:
محى محمود
زمان يافن
برامج محترمة