وقد أقدم أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية على مثل هذه المراجعات التى قام بها المرشد الثانى حسن الهضيبى بعد قضية 1954 محاولة اغتيال الرئيس الراحل جمال عبد الناصر فى ميدان المنشية وكتب لهم وقتها كتاباً يرد فيه على أفكار سيد قطب وكان اسم الكتاب " دعاة لا قضاة"، وكان بمثابة المراجعات الفكرية للجماعة آنذاك .
"اليوم السابع" أجرى حوار خاص وحصرى مع المهندس أحمد عبد الجواد المسيرى .. رئيس جهاز السلامة المهنية والأمن الصناعى بمديرية الزراعة سابقا وحاليا مشرف زراعى بجمعية العمرية بدمنهور ويعد المسيرى واحد من أكبر رموز قيادات جماعة الإخوان الإرهابية بالبحيرة فهو المسئول السابق للجنة السياسية بالمكتب الإدارى للجماعة الإرهابية والمنشق حاليا عن الجماعة.
فى البداية قال المسيرى رفضت التحدث مع الصحافة والإعلام طوال الفترة الماضية بالرغم من أن تاريخ إنشقاقى عن الجماعة هو 16 أغسطس من عام 2013 عقب فض إعتصامى رابعة والنهضة بـ 48 ساعة والذى شهد سقوط أول قتيل من الشرطة وفقا لما جاء فى تقرير لجنة تقصى الحقائق والذى خلف 8 قتلا من قوات الشرطة و860 قتيلا فى أحداث رابعة والنهضة والمنصة.
وأضاف المسيرى :"لأننى كنت متهما فى حريق مبنى محافظة البحيرة وخشيت أن يظن الإخوان أن هذا الحديث هو ثمن البراءة وتحملت تبعات القضية كاملة وذهبت لمحامية شهيرة بالقاهرة هى " هويدا مصطفى" وكلفنى ذلك كثيرا من وحضرت 12 جلسة على مدى شهرين وجاء حكم القضاء عادلا بناءا على تحريات جادة من قطاع الأمن الوطنى مما يؤكد أنه لا يوجد ظلم ولا تصفية حسابات مع أحد، مستطردا من تخلى عن إخوانياته وتمسك بمصريته تمتع بكافة حقوقه وعاش آمنا فى بلده" .
أردت أن أكتب بخط يدى عن تجربتى المريرة وخداعى منذ ما يقرب من 37 عاما منذ عام 1979 وقتما كنت طالبا بكلية الزراعة بجامعة الإسكندرية وإنضممت لجماعة الإخوان المسلمين وقتها.
على أساس أن الجماعة راعية للفكر الوسطى والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة .
فلم أتخيل قط أن تتورط الإخوان يوما ما فى أعمال العنف حتى رأيت بعينى ولو كان والدى رحمه الله هو الذى أخطرنى أنا الإخوان جماعة عنف ما صدقته ولكن وللأسف الشديد رأيت بعينى، وأؤكد على أن ما وصل إليه الإخوان الآن هو النهاية المحتومة لكل من يسير فى طريق الشر، خاصة بعد ما تخلت جماعة الإخوان عن مرجعيتها الدينية وتجاهلت تعاليم الدين الإسلامى الصحيح بشكل أوصلها إلى هذا النفق المظلم.
أتذكر حين إتخذت قرارى بترك جماعة الإخوان فى اليوم الثانى لمأساة رابعة وما تعرضت له أنا وأفراد أسرتى من هجوم وتجريح من أعضاء جماعة الإخوان وبعض المحاولات لكى أتراجع عن قرارى ولكن هذا القرار لم يكن إنفعالى ولكنه نتيجة تراكمات كثيرة ولم أكن وقتها أعلم أنى متهم فى قضية حريق مبنى محافظة البحيرة، فقد تم إخطارى بالقضية بعد هذا التاريخ بـ 3 شهور ونصف والحمد لله فبعد ما عن العامين كانت إرادة الله ومشيئتة أن تظهر مدى ضعف وتخبط بل وإختراق قيادات الجماعة بصورة لم يتوقعها الكثير ولن أستطرد كثيرا ولكن سأستشهد بما قاله قيادات الجماعة فى الفضائيات وعلى مواقع الإنترنت بعد الحديث الصادم لمحمود حسين فى قناة الجزيرة .
فمن أهم ما قاله عصام تليمة القيادى البارز والوجه الإعلامى المعروف أن الأزمة فى الجماعة أزمة خلق وليست أزمة إختلاف فكرى أو إختلاف أجيال وأنه طالما إنتقد وهاجم الأوضاع الخاطئة هو وغيره كان نصيبهم الإقصاء والإبعاد والهجوم اللازع وأضيف من عندى أن كل صاحب رؤية نقدية فى الجماعة فإنه يتعرض أيضا إلى تشكيك فى النوايا بل وإلصاق التهم نهاية بالإغتيال المعنوى، وأيضا ماقاله حمزة زوبع من أننا فى جماعة مخترقة منقلبه على نفسها، أما أخطر ما قيل هو ما جاء فى تصريح القيادى الإخوانى مؤسس موقع رصد الإخوانى أن المخابرات البريطانية تخترق الجماعة فى مستويات قيادية عليا وتؤثر فى القرار وهذا يفسر كثيرا من القرارات الخاطئة التى قادت الأمور إلى الكارثة المروعة وهى قرارات كثيرة وسياسات خاطئة منذ منتصف التسعينات وبعد 25 يناير 2011 ولكن سأركز هنا على مجموعة من القرارات تم إتخاذها بعد ثورة 30 يونيو 2013 .
القرار الأول الإستمرار فى الإعتصام برابعة وهو القرار الذى عارضه كثيرا من أصحاب الرؤيا داخل الجماعة وخارجها خاصة بعد أن أحداث المنصة وقد طالبت أنا وغيرى بفض الإعتصام بعد أن تحولت رابعة لبوتقة ثم تسليم كثير من شباب الجماعة فيها لجماعات العنف والتكفير، ولكن كان القرار الغريب والنهائى لقيادات الجماعة الإستمرار والبقاء فى رابعة وأنه لن يجرؤ أحد على دخول رابعة وفض الإعتصام بالقوة .
القرار الثانى رفض التهدئة بعد فض رابعة والنهضة تعالت أصوات كثيرة تطالب الجماعة بالهدوء والإنسحاب من المشهد لفترة وعمل مراجعات وتغيير ومحاسبة لكل من تسبب فى الكارثة وهو رأى صحيح تتخذه أى مؤسسة تتعرض لنكبات وخسائر متوالية بل وإقترح البعض أن تصدر الجماعة بيانا تعتذر فيه عن الأخطاء وتؤكد حرصها على الدولة بكل مؤسساتها بما فيها الجيش والشرطة ولو قبلت الجماعة بذالك لتغيرت كثيرا من الأمور وتقلصت خسائرها ولكن تم المزايدة الرخيصة على أصحاب هذا الرأى وتم الرفض بعنف .
القرار الثالث ( التصعيد )
الأخطر من ذالك هو أن الجماعة قررت التصعيد بشكل خطير ودفعت الشباب لأحداث دامية فبدأت العام الدراسى الجديد 2014 وفى ذكرى 25 يناير وهى أحداث راح ضحيتها المئات من الشباب والعشرات من أبناء مصر من الضباط والجنود، والأمر الخطير جدا هو ما صدر أخيرا على لسان قيادات الجماعة فى الفضائيات الخاصة بهم أن قيادات الجماعة كانت تعلم منذ اللحظة الأولى أن مرسى لن يعود للحكم وأن الأمر تقريبا إنتهى، فلماذا الإستمرار والخسائر بل والإصرار على فاعليات تقود إلى إنهيار الدولة، بل وتمزيقها وتفتيتها على غرار المنطقة حولنا فمن هو صاحب المصلحة فى ذالك ومن وراء القرار .
لعل ما حدث يكشف مدى الخلل فى الجماعة وقياداتها وهو خلل لم نكن نتصوره لولا هذه الأحداث، وأنا هنا لا أقصد القيادات العليا فقط ولكن قيادات كثيرة فى مختلف المواقع والمحافظات أظهرت الأحداث إما أنها مخترقة وعميلة والبعض الأخر له أجندته الخاصة وبعضهم بلا إمكانيات وفى غاية الضعف، وستكشف الأيام القادمة الكثير والكثير ونحمد الله أن وفقنا للقرار الصائب ويبقى سؤال أتوجه به لبعض أفراد الجماعة أصحاب الفكر والرؤية وخاصة الشباب وأتمنى أن يجيبوا عليه بعقولهم بعيدا عن العاطفة المتشنجة هل البقاء فى الجماعة والسمع والطاعة لمثل هذه القيادات مقياس لإيمان والثبات والإخلاص لله عزوجل ؟
وهل
ترك الجماعة يعتبر خيانة للعهد وإستجابة للفتنة ؟ !
- وإستطرد القيادى الإخوانى التائب حديثة قائلا أعتقد أن الله عزوجل أعدل وأرحم من أن يجعل مقياس الإيمان هو طاعة قيادات أثبتت الأحداث أن القضية الأكبر لغالبيتهم هى الحفاظ على مكانتهم والبقاء فى مناصبهم لأخر يوم فى حياتهم مهما كان حجم الكارثة .
فأنا ما زلت أخاطب الشباب وأوجه حديثى إليهم وأسألهم هل مهاجمة الأبرياء وحمل السلاح وقتل الضباط والأفراد من الجيش والشرطة وزرع القنابل فى محطات الأتوبيس والقطارات وفى الميادين حلال أم حرام ؟ .
كما تسأل المسيرى لماذا تحول تنظيم الإخوان فجأة للعنف على أشقائهم من أفراد الجيش والشرطة والأبرياء ممن يعارضون أفكارهم من أبناء الشعب المصرى العظيم ؟
- وأوضح المسيرى أن ما شاهده من شراسة بعض أعضاء الجماعة وعنفهم المفرط خلال السنوات القليلة الماضية لا يبدو أنه تصرف طارئ، إنما ينم عن فكر سقيم وقلب عليل أسود يحمل حقدا وكراهية للجميع، ويؤكد القيادى الإخوانى التأب أن الجماعة لا تختلف كثيرا عن جماعات العنف والدماء مثل " السلفية الجهادية ".
لافتا أن الأمر إتضح جليا خلال أحداث فض رابعة .
وحول علاقة الإخوان بالأمريكان أكد المسيرى أن هناك تعاون مشترك ما بين الإخوان والأمريكان بشكل جعل أمريكا تثق بقيادات الإخوان وقدراتهم على مساعدتهم فى إعادة المنطقة إليهم وبالتالى سيحققون أحلام إسرائيل فى تقسيم المنطقة، حتى جاءت ثورة 30 يونيو وأنقذ الرئيس عبد الفتاح السيسى والجيش المصرى البلاد والعباد من تنفيذ هذا المخطط الخبيث، مضيفا أن جهاز الأمن الوطنى كان له دورا عظيم فى كشف هذا المخطط، فجهاز الأمن الوطنى من أعظم أجهزة الإستخبارات فى العالم بحقيقة تنظيم الإخوان ولديه أرشيف كامل بكافة جرائم الإخوان حول العالم، وهو المنوط به مكافحة هذا التنظيم الإرهابى بالفعل .
وحذر المسيرى من خطورة قضايا كثيرة على الشباب كان أهمها قضية السمع والطاعة وهى القضية الأهم والسبب الرئيسى الذى جعل من الطبيب والمهندس إرهابى وطالب القيادى الإخوانى المنشق بضرورة تضافر جهود كافة مؤسسات الدولة والمؤسسات الدينية وعلى رأسها الأزهر الشريف لمواجهة إحتلال العقول وحذر المسيرى من خطورة السيطرة على عقول الشباب، وطالب الدولة بضرورة عودة الكتاب مرة أخرى وتعليم الشباب صحيح دينهم، لافتا أن الثغرة التى تنفذ منها جماعة الإخوان وغيرها من الجماعات الإرهابية هى اللعب على بعد الشباب عن الدين والقرأن الكريم فهو مادة خصبة لأن يتم إحتلال عقله والسيطرة على أفكاره وهى إسلام العقل وتسليمه وهذه القضية تعد من أخطر القضايا التى يستغلها الإخوان، لقد أصبح الأمر واضحا وضوح الشمس فى كبد النهار أن قيادات الجماعة تستغل الأعضاء بدعوى التمكين لدين الله من أجل تحقيق هدف وطموح شخصى حتى ولو إنتهى الأمر بأن يصبح هؤلاء الأشخاص إما قتلا أو فى السجون وذلك يسمى ( حين يغلف الطموح بدعوى التمكين لدين الله ) وأقول لقيادات الإخوان
وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إلى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ .
وفى نهاية حديث المهندس أحمد عبد الجواد المسيرى القيادى الإخوانى التائب أكد على أن تجربة حكم الإخوان فشلت بكل المقاييس، وأرجع المسيرى أسباب ذلك الفشل لأسباب عديدة كان أهمها رغبة الجماعة فى الهيمنة وإقصاء كل من هو ليس إخوانيا عن مفاصل الدولة، تبنى الجماعة لأفكار التيار القطبى، والذى يؤيد الإقصائى وتغليب فكر السمع والطاعة والجميع يعلم أن التيار القطبى يتبنى نهجا متطرفا يسيطر عليه قائم على تجهيل المجتمع، لأن المفهوم الصحيح فى معتقداتهم أن المجتمع جاهل وكافر، وبناء على ذلك كانوا يقصون الناس لأنهم لا يعتقدون معتقدهم ولا يفهمون فهمهم، فكان الطريق الوحيد إقصاءهم وكان هذا خطأ جسيما ساهم كثيرا فى التعجيل بنهاية الإخوان، فيعد الإقصاء والهيمنة والغرور من ضمن الأعمال الهامة لسقوط إسطورة الإخوان .
موضوعات متعلقة..
- ناشط إخوانى بالبحيرة يعلن رسميا توبته وانشقاقه عن الجماعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
الاخوان جماعة ارهابية
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
تقسيم الدولة و الدلائل عليه...
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد توفيق
عادي