هناك فرق بين الأشخاص الذين ينجزون عملاً ما، وبين الأشخاص الذين يفكرون وهم ينجزون هذه الأعمال فهم يتطورون ويرتقون فلديهم من الحلول المبتكرة لأى مشاكل تصادفهم، فهم ينجزون تحت أية ظروف وبعد فترة تجد نتائج أعمالهم باهرة، لأنهم ينمون عملية التفكير بداخلهم، فهى سمة من سمات أصحاب الرسالات والإنجازات العظيمة التى أناروا بها الكون.
غير نظرتك للأشياء وطريقة تفكيرك لها لترى ما لم تراه من قبل، فالأفكار العظيمة تأتى لمن يسعون إليها، لذلك عليك أن تجتهد فى البحث والتنقيب عن لآلئ ذاتك وهذا ليس بالأمر السهل، فالتفكير عملية شاقة يحتاج منك أن تبذل قصارى جهدك لأنك لم تعتاد التفكير من قبل.
يقول نابليون هيل: "إن قدر الذهب الذى استخلصناه من أفكار البشر يفوق كثيراً قدر الذهب الذى استخرج من باطن الأرض".
إذا أردت أن تحسن من نظرتك للحياة عليك أن تهيئ لنفسك أرض خصبة صالحة لاستقبال طرق جديدة تساعدك على التطور والابتكار لذلك عليك التواجد والانخراط مع أهل الخبرة فى تطوير الذات وأصحاب العقول الراشدة والمفكرين الأكفاء وأصحاب الرؤى الثاقبة وعليك بالقراءة والاطلاع وحضور الندوات كى توسع من طريقة إدراكك ووعيك وتفكيرك، مما يلهمك بطرق مختلفة للارتقاء والتغيير فى أسلوبك حياتك، ولا تستهين بأى فكرة عابرة فأحرص على تدوينها فى حينها فقد تجد لها نتائج باهرة فيما بعد، فأى فكرة تبحث عن المكان المناسب لها فإذا وجدت نمها وطورها حتى لا تهرب منك فهى لن تنتظرك كثيراً فهى تبحث عن الأكفأ والأصلح لها وليس المتخاذلون النائمون الخائفون.
يقول كريستوفر هيتشنز: "جوهر المستقل لا يعتمد على الذى يفكر فيه العقل بل فى طريقة التفكير".
التفكير هو المصدر الرئيسى للارتقاء بالذات وكلما تفتحت مدارك المعرفة لنا وازداد عقلنا وعى كلما أصبحنا أفضل فى اتخاذ القرارات وكنا أكثر قدرة وتماسك فى مواجهة صعوبات الحياة ورؤية الأشياء من منظورها الصحيح ووضعها فى نصابها الحقيقى ويساعدنا التفكير السليم على التميز والإبداع كوننا ندرك قيمة قدراتنا ومواهبنا واستخدامها الاستخدام الأفضل مما يتيح لنا عمق التأمل والتفكير السليم الذى يقودنا إلى تحقيق غاياتنا وأهدافنا. يقول أفلاطون: " التفكير حوار الروح مع ذاتها"
يساعدنا التفكير السليم فى تحديد المشكلة والنظر لها من جميع أبعادها والعمل الجاد لجمع وفحص ومراجعة جميع البيانات وتحديد الأهداف والغايات وتصور النتائج الايجابية والعمل على تحقيقها وتصور العواقب والعمل على تجنبها.
إذا نجحت فى احتواء أفكارك وتغذيتها برغبة مشتعلة وقوة دافعة ومحفزة للذات ستجد نتائج مثمرة فأنت منجم ملىء بما يبهر العالم فحاول أن تستخرج منه باستمرار ما يحفظ لك البقاء فى دائرة العظماء وأصحاب الإنجازات.
ورقة وقلم - أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
نشات رشدي منصور
تحليل رائع للاستاذ / عصام. كرم الطوخي
عدد الردود 0
بواسطة:
عصام كرم الطوخي
شكرا جزيلا