بعد أسبوع من قرار مماثل اتخذه "مجلس التعاون الخليجى" باعتباره "منظمة إرهابية"، معلناً عزمه اتخاذ إجراءات بحقه، أعلن وزراء الخارجية العرب تصنيف "حزب الله" اللبنانى "إرهابياً"، وسط تحفظ من لبنان والعراق وملاحظة من الجزائر، وسبق القرار شد وجذب بين الوفدين السعودى والعراقى، فبينما كان وزير الخارجية العراقى إبراهيم الجعفرى يلقى كلمته التى قال فيها أن "الحشد الشعبى (فى العراق) وحزب الله حفظوا كرامة العرب، ومن يتهمهم بالإرهاب هم الارهابيون"، أنسحب الوفد السعودى من القاعة، وقال أنه لن يعود إلا بعد أن ينتهى الوزير العراقى من كلمته، وهو ما أثار غضب الجعفرى الذى خرج بعد الاجتماع باحثاً عن الكاميرات ليواصل حديثه الذى يكايد به المملكة، فوجه الجعفرى تحية للأمين العام لحزب الله، قائلا أن "السيد حسن نصرالله أعتبره رجلا مناضلا قدم كل ما لديه من أجل نصرة قضيته، واستطاع أن يواجه الإرهاب ويواجه إسرائيل بكل شجاعة".
ومن بعده خرج الوزير اللبنانى جبران باسيلى، زوج شانتال، نجلة ميشال عون، حليف حزب الله، ليعلن للصحافة اللبنانية الحليفة موقفه مما حدث فى الاجتماع، وقال أنه سجل تحفظ لبنان " على بندين بسبب ذكر حزب الله ووصفه بالإرهابى كون الأمر لا يقع ضمن تصنيف الأمم المتحدة ولا يتوافق مع المعاهدة العربية لمكافحة الإرهاب التى تميز بين الإرهاب والمقاومة، وكون حزب الله يمثل مكوناً أساسياً وشريحة واسعة من اللبنانيين، وله كتلة وازنة نيابية ووزارية فى المؤسسات الدستورية، وطالب بحذف عبارة "حزب الله الإرهابى" لكى تتم الموافقة على القرار من دون تحفظ، إلا أن الأمر لم يحصل، فسجل وزير خارجية لبنان موقفه خطياً. وكذلك، سجل عدد من الدول تحفظها وملاحظاتها على القرار ".
ولم يكن الخلاف على حزب الله فقط، فإيران كانت صاحبة نصيب من النقاش، فالعراق ولبنان تحفظوا أيضاً على قرار العرب بإدانة "تدخلات إيران فى الشئون العربية"، وخصوصاً فى البحرين "من خلال مساندة الإرهاب"
وتوالت خلال الأسابيع الماضية اتهامات خليجية لإيران بالعبث بأمن دول الخليج، جاءت بعد سحب دول الخليج سفرائهم من طهران على خلفية ما حدث فى البعثة الدبلوماسية السعودية بطهران والإعتداء عليها واقتحامها، وأمتد هذا الخلاف ليصل إلى لبنان، التى يتحدث باسمها خارجياً وزير –جبران باسيلى- من حلفاء حزب الله، فكانت النتيجة أن قررت السعودية وقف مساعداتها العسكرية للبنان بعد امتناع بيروت عن التصويت على بيانين صدرا عن اجتماعين سابقين لوزراء خارجية "جامعة الدول العربية" و"منظمة المؤتمر الاسلامى"، دانا هجمات تعرضت لها سفارة السعودية فى طهران وقنصليتها فى مشهد على إيدى محتجين على إعدام رجل الدين السعودى المعارض نمر باقر النمر.
وسبق لدول كالسعودية والكويت والبحرين، أن اتهمت إيران و"حزب الله" بالوقوف خلف مجموعات "إرهابية" فى المملكة وتدريب عناصرها وتهريب الأسلحة، كما سبق للبحرين أيضا أن أعلنت بداية يناير الماضى ضبط خلية "إرهابية" مرتبطة بإيران وحزب الله، وتوقيف متهمين بالتخطيط لـ"أعمال تفجيرية خطيرة"، بحسب وزارة الداخلية البحرينية، كما تتهم المنامة طهران بدعم المعارضة الشيعية التى تقود احتجاجات ضد الأسرة الحاكمة فى البحرين منذ 2011.
وقبل يومين أعلن الشيخ عائض القرنى، بعد عودته إلى السعودية من الفلبين، أن أدلة التحقيق المحلية والدولية أشارت إلى "تورُّط إيرانى فى محاولة اغتياله"، حيث تعرض لطلق نارى خلال وجوده فى مدينة زامبوانجا بالفلبين التى تبعد عن العاصمة مانيلا ساعة ونصفا بالطائرة، وذلك أثناء وجوده بالسيارة المقلة له ومرافقيه بعد الانتهاء من إلقاء محاضرة فى المدينة، حينما تسلل أحد الجناة بالقرب من السيارة التى يستقلها وأطلق عليه عدة طلقات، ما تسبب فى إصابته بذراعه.
وبعدها أعلنت البحرين اتهامها للنائب الكويتى الشيعى، عبد الحميد دشتى الكويتى الجنسية بالاشتراك بطريق التحريض والاتفاق والمساعدة فى جمع أموال لغير الأغراض العامة دون ترخيص، وقال عبد الرحمن السيد المحامى العام الأول بالبحرين أن المحكمة الصغرى الجنائية قضت على دشتى فى جلسة سابقة فى 15 ديسمبر الماضى غيابياً بالحبس لمدة سنتين مع النفاذ، وأنه تنفيذاً لذلك الحكم فقد بادرت النيابة العامة فى 7 يناير الماضى بمخاطبة السلطة القضائية المختصة بالكويت لاتخاذ إجراءاتها نحو إعلان الحكم لدشتى، كما أصدرت ضده مذكرة اعتقال عن طريق الإنتربول.
ولا يخفى على أحد ما يحدث فى اليمن والذى كان بداية لتواتر أحاديث عن حرب مذهبية قادمة تقودها السعودية فى وجه إيران وحلفائها، أو بمعنى أدق أذرعها العسكرية والسياسية بالمنطقة، ويضاف إلى ذلك ما يحدث فى سوريا، حيث تقوم إيران وحزب الله بدور واضح لدعم نظام بشار الأسد.
كل ذلك وما يدور فى الكواليس السياسية يكشف عن تعميق للخلافات العربية سببه فى الأساس إيران وحزب الله، أو يمكن وصفه بشكل أوسع بأنه خلاف أساسه "التشيع أو الشيعة"، لأن القضية لم تعد سياسية وإلا لماذا انقسمت الحكومة اللبنانية، ولماذا تسير الحكومة العراقية "الشيعية" فى واد، والرئاسة العراقية "كردية" فى واد أخر إذا لم يكن للمذهب سيطرة وتحكم على السياسة، وهدفهم ضرب الخليج الذى تحلم إيران بأن تسيطر عليه وتتحكم فيه كما تتحكم فى مناطق نفوذها.
موضوعات متعلقة:
وزراء الخارجية العرب يصدر قراراً باعتبار حزب الله اللبنانى منظمة إرهابية
السفير السعودى بالقاهرة: المملكة تتعامل مع حزب الله مثل أى منظمة إرهابية
الأزهر يستنكر إشادة وزير خارجية العراق بميليشيات إرهابية عقب لقائه الطيب
عدد الردود 0
بواسطة:
أخمد زايد
قرار صهيونى بامتياز