الإنصاف أيها السادة خلق من الأخلاق المفتقدة لدينا فى كثير من المجالات، وغياب الإنصاف هو نتاج لغيبة الضمائر.
وقد علمنا التاريخ أن غياب الإنصاف لا يؤد فقط إلى الفشل فى بلوغ الغايات بل إلى انهيار الحضارات.
ودعونا فى هذا الصدد نأخذ مثالا قد يبدو بسيطاً ولكنه واقع يلمسه الكثير منا فى مجال كرة القدم
فإذا كانت أكبر غايتنا فى هذا المجال هى بلوغ منتخبنا كأس العالم فإنه علينا كعاملين فى هذا القطاع إيقاظ الضمائر وتحرى الإنصاف لتحقيق تلك الغاية.
وأحد أهم علامات الإنصاف هو ألا نغفل المجيد أو نتغافل عنه وأن ننزه الأنفس عن الهوى والميول الشخصية حتى لا نظلم لاعباً مثل حسام عاشور لاعب خط وسط النادى الأهلى الذى طالما تعرض للظلم على مدار سنوات تألقه فى الملاعب بتجاوزه تجاوزاً غير مبرر وغير مفهوم عند اختيار أعضاء المنتخب الوطنى بل ونضع فى نفس مركزه بخط وسط المنتخب لاعبين دون المستوى الفنى المطلوب للتمثيل الدولى ولا يحمل إلينا تاريخهم فى الملاعب أية بطولة أو أى إنجاز يذكر سوى تألق فى مباراة أو اثنتين من بطولة الدورى المحلى على أقصى تقدير.
والغريب أن تألق حسام عاشور لا ينقطع فى أداء مهام مركزه مع كل تغيير فى الإدارة الفنية للمنتخب المصرى فيأتى المدير الفنى الأجنبى وفى أول اختيار للاعبى المنتخب وقبل أن يكون لديه سعة من الوقت لمتابعة اللاعبين يتم تجاهل حسام عاشور المستمر فى التألق وحصد البطولات البطولة تلو الأخرى.
أفلا يعنى هذا أن السادة مستشارى هذا المدير الفنى فى الاختيارات يصرون على ظلم هذا اللاعب وإنكار أحقيته فى أخذ مكانه بالمنتخب الوطنى ؟وألا يعنى هذا غياب الإنصاف واتباع الهوى الذى يؤدى بنا إلى عدم بلوغ الغايات؟ والأغرب من ذلك وأنا دءوبة على متابعة مباريات كرة القدم أن أجد السادة المعلقين يسيرون على نفس درب ظلم هذا اللاعب، حيث يبلغ تألقه ذروته فى تنفيذ مهامه وفى سيطرته الكاملة على منتصف الملعب والمنطقة الدفاعية لفريقه بكل خبرة وجدية وإخلاص وتفانٍ فى الأداء بحيث تعجز أمام تألقه وإصراره وإخلاصه وتفانيه خطط الأجهزة الفنية للمنافسين فإذابالمعلق وكأنه يتعمد عدم الإشادة به حتى فى أقوى لقطات التألق، أو كأنه يخشى أن يؤدى الإلماح لتألقه إلى إختياره ضمن لاعبى المنتخب الوطنى، بينما نجد من هؤلاء المعلقين إشادة مبالغ فيها بلاعبى الفرق الأخرى فى نفس مركز حسام عاشور وبطريقةٍ لها العجب وفى ظل تواضع مستوياتهم.
ولمن لا يعرف إنجازات حسام عاشور مع فريقه أقول أنه يبلغ من العمر فقط ثلاثين عاماً ولكن طول فترة تواجده فى الملعب وعدد المباريات التى خاضها والبطولات التى حصدها محلياً وأفريقياً تشعرك أنه أوشك على الأربعين
فقد حصد هذا اللاعب ٣٠ بطولة بالتمام والكمال منها ٨ بطولة دورى عام، وبطولتين لكأس مصر، وبطولة السوبر المصرى ٩ مرة، وبطولة السوبر الأفريقى ٥ مرات، وبطولة أندية أفريقيا ٥ مرات، ثم بطولة الكونفيدرالية الأفريقية مرة واحدة ،كما حقق حسام عاشور الكثير من الأرقام القياسية منها أصغر كابتن لفريق النادى الأهلى، وأصغر لاعب يبلغ نادى المائة فى عدد المباريات الأفريقية التى خاضها بالإضافة إلى مشاركته فى بطولة العالم للأندية خمس مرات حصل فى إحداها على المركز الثالث والميدالية البرونزية.
ليكون حسام عاشور اللاعب الأكثر حصداً للبطولات ليس فى مصر فقط بل فى إفريقيا كلها ولا أدرى ماهو تصنيفه عالمياً فقد يبهرنا الإحصاء إن وجد، فأى خبرة تلك التى يحظى بها وأى إنجازات تلك التى حققها هذا اللاعب وكم يكون شعوره بالظلم وعدم الإنصاف بهذه الطريقة الفجة والغير مبررة والتى تبعد كل البعد عن نزاهة الضمائر
وقس على ذلك مايعانيه آخرون فى مجالات أخرى بذلوا طاقاتهم وأفنوا أعمارهم عطاءً وإخلاصاً فلم يجدوا إلا التجاهل والإنكار والجحود، فكيف بنا وهذا حالنا من عدم الإنصاف أن نبلغ ما نبتغيه من أهداف؟!
وأنى لنا أن نرتقى ببلدنا فى أى من المجالات؟!!!!
سوزان بدوى تكتب: غياب الانصاف.. حسام عاشور وآخرون
الإثنين، 14 مارس 2016 12:01 ص
حسام عاشور
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة