- الدول المشاركة تتبنى رؤية لمكافحة الإرهاب والتطرف لتضافر الجهود الدولية والإقليمية والتنسيق بين أعضائه فى مجالى الأمن والدفاع وإقامة اتحاد اقتصادى شامل
- القيادة العامة للقوات المسلحة تتخذ كافة الترتيبات والإجراءات التنظيمية والتأمينية للمؤتمر واستقبال الوفود والشخصيات المشاركة
تشهد مدينة "شرم الشيخ" الاستعدادات النهائية لعقد الاجتماع الخامس لوزراء دفاع تجمع دول الساحل والصحراء، الذى تستضيفه مصر خلال الفترة من 22-25 مارس الجارى بمشاركة أكثر من 27 دولة عربية وإفريقية، ووفود لعدد من الهيئات والمنظمات الإقليمية والدولية.
وقد اتخذت القيادة العامة للقوات المسلحة كافة الترتيبات والإجراءات التنظيمية المرتبطة باستضافة فعاليات المؤتمر وتأمين تدفق واستقبال الوفود والشخصيات المشاركة بالتنسيق والتعاون مع الأجهزة الأمنية لوزارة الداخلية، ومراجعة كافة التدابير والإجراءات الأمنية اللازمة لتأمين محيط مدينة شرم الشيخ، كما تحركت عناصر الدعم المشاركة فى أعمال التأمين من الجيش الثالث الميدانى والقوات الخاصة والوصول إلى مناطق الانتشار المخططة للمعاونة فى أحكام السيطرة الأمنية الكاملة على الطرق والمحاور الرئيسية المؤدية للمدينة.
ويعد تجمع الساحل والصحراء (س. ص) هو المؤتمر الأول منذ عام 2010 بعد توقيع المعاهدة للتجمع فى القمة الاستثنائية، التى عقدت فى العاصمة التشادية إنجامينا خلال فبراير عام 2013، ويعد من أكبر التجمعات شبه الإقليمية فى قارة إفريقيا بعد الاتحاد الإفريقى حيث يضم فى عضويته 27 دولة تشمل، دول شمال إفريقيا عدا الجزائر، وتشمل مصر وليبيا والسودان تونس المغرب موريتانيا، وبعض دول شرق إفريقيا جيبوتى والصومال وجزر القمر وإرتريا، ودول الصحراء الإفريقية تشاد – بوركينا فاسو – إفريقيا الوسطى – مالى – النيجر، ودول غرب إفريقيا: السنغال - جامبيا - نيجيريا – توجو- بنين- ليبريا- كوت ديفوار- غينيا بيساو- غانا- سيراليون- غينيا كوناكرى- ساوتومى وبرنسيب، حيث يمتد فضاء الساحل والصحراء من البحر الأحمر( شرقا) إلى المحيط الأطلنطى (غربا).
تجمع الساحل والصحراء
تأسس تجمع دول الساحل والصحراء فى 4 فبراير عام 1998 بناء على مبادرة طرحها الرئيس الراحل معمر القذافى فى نهاية عام 1997 لبناء آلية للتعاون الإقليمى بين دول شمال إفريقيا والدول الإفريقية جنوب الصحراء.. والإعلان الرسمى عنه فى قمة شارك بها (6 رؤساء دول) (ليبيا – تشاد – النيجر – مالى – السودان – بوركينا فاسو).. وشاركت فيها مصر بصفة مراقب، وتوجد مقر الأمانة العامة للتجمع فى العاصمة الليبية طرابلس.
انضمت العديد من الدول إلى التجمع لاحقاً خلال مؤتمرات القمة المتعاقبة – حتى عام 2010 من حتى اصبح مكونا من (27) عضو، وتتولى دولة تشاد حالياً رئاسة التجمع، وقد تم الاعتراف بتجمع دول الساحل والصحراء (س.ص) كتجمع اقتصادى اقليمى خلال الدورة العادية لـ (36) لمؤتمر قادة ورؤساء وحكومات منظمة الوحدة الإفريقية (فى حينه) – الاتحاد الإفريقى حاليا خلال الفترة من 4-12 يوليو 2000 فى مدينة لومى بتوجو.
وتم منح التجمع صفة مراقب لدى الجمعية العامة للأمم المتحدة بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة ويرتبط باتفاقيات شراكة مع العديد من المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
وتأثرت فعاليات التجمع دول الساحل والصحراء بالأحداث التى شهدتها دول شمال إفريقيا (ثورات الربيع العربى) عام 2011 وتداعيات الأوضاع فى شمال مالى والتجمعات الإرهابية لجماعة بوكو حرام، وتم عقد فى العاصمة التشادية إنجامينا خلال فبراير 2013 قمة استثنائية للتجمع لإعادة صياغة أطر وهياكل التجمع بما يتوافق والمتغيرات والتحديات التى تتعرض لها دول الساحل والصحراء حيث تم توقيع المعاهدة المنقحة للتجمع.
عقد أول اجتماع وزارى للتجمع بعد التوقيع على المعاهدة المنقحة فى مارس بالخرطوم عام 2014.. وجرى بحث سبل تفعيل آلياته على هامش القمة الإفريقية فى أديس أبابا فى بداية عام 2016.
أهداف تجمع دول الساحل والصحراء
يهدف تجمع دول الساحل والصحراء إلى تعزيز التعاون الاقتصادى والثقافى والسياسى والاجتماعى إلا أن المتغيرات التى تشهدها دول التجمع بما تطرحه من تحديات وتهديدات تؤثر على أمن واستقرار دول التجمع من ناحية والمنطقة بصفة عامة من ناحية أخرى فرضت ضرورة التعاون والتنسيق بين دول التجمع فى مجالى الأمن والدفاع، وذلك من خلال استراتيجية شاملة، تستند على إقامة اتحاد اقتصادى شامل ضمن مخطط تنموى متكامل مع مخططات التنمية الوطنية بكل دولة من الدول الأعضاء فى مجالات (الزراعة – الصناعة – الطاقة – الثقافة – التنمية الاجتماعية، وتسهيل حركة الاشخاص ورؤوس الأموال وحرية تنقل البضائع والسلع ذات المنشأ الوطنى مع تشجيع التجارة بين الدول الأعضاء، وتنسيق نظم التعليم والتنمية بين الدول الاعضاء مع تطوير وسائل النقل والمواصلات، وتبنى استراتيجة للتنمية والأمن القومى فى فضاء (س.ص) تستهدف فى جوهرها تعزيز الأمن الجماعى ومعالجة النزاعات وتعزيز ثقافة السلم ومكافحة التهديدات التى تشهدها المنطقة وتتكامل مع استراتيجيات الاتحاد الإفريقى والإيكواس وحوض بحيرة تشاد والاتحاد الأوروبى والأمم المتحدة.
الهيكل التنظيمى للتجمع
ويشمل الهيكل التنظيمى لتجمع دول الساحل والصحراء، مجلس الرئاسة، وهو أقوى سلطة للتجمع الذى يضم هيكله التظيمى المجلس التنفيذى – الأمانة العامة – المجلس الاقتصادى والاجتماعى – المصرف الإفريقى للتنمية والتجارة – إضافة إلى العمل على إنشاء مجلس السلم والأمن وآلية لفض المنازعات.
ويضم التجمع أيضا فى مجلس الرئاسة قادة ورؤساء الدول الأعضاء وينعقد مرة فى العام وبالتناوب بعواصم الدول الأعضاء، ويتخذ القرارات واللوائح الخاصة بتحقيق اهداف التجمع (يرأس المجلس فى الوقت الحالى رئيس دولة تشاد وينتظر انتقال الرئاسة إلى المغرب الفترة القادمة).
ويضم التجمع، المجلس التنفيذى ويتكون من الأعضاء والوزراء المكلفين بقطاعات العلاقات الخارجية والاقتصاد والمالية والتخطيط والداخلية والأمن العام بدول التجمع، ويعقد كل (6) شهور ويكون مسئول عن عقد برامج وخطط الاندماج وعرضها على قادة ورؤوس الدول، وكذلك تنفيذ قرارات قادة ورؤساء الدول ودراسة مقترحات ونتائج لجان الأعمال الوزارية القطاعية (عقد آخر اجتماع بالخرطوم فى 12/3/ 2014).
ويضم التجمع الأمانة العامة ومقرها العاصمة الليبية طرابلس – ومديرها أمين عام التجمع، ويعاونه أمين عام مساعد للتجمع مكلف بمتابعة وتنفيذ أهداف المعاهدة التأسيسية وقرارات سلطات التجمع، بالإضافة إلى مصرف (س. ص) للتنمية والتجارة يهدف للقيام بالأعمال التنموية داخل دول التجمع وممارسة أى نشاط مصرفى مالى وتجارى وإعطاء الأولوية فى ذلك للدول الأعضاء مقره الحالى (طرابلس)، ثم المجلس الاقتصادى والاجتماعى والثقافى ذو مهمة استشارية لمساعدة أجهزة التجمع وإعداد سياسات وخطط وبرامج التنمية الاقتصادية والثقافية ويضم (5) أعضاء مختارين من كل دولة عضو وله عدد (4) لجان (التخطيط والاقتصاد والمالية – التربية والثقافة والعلوم والإعلام والتنمية الريفية – الشئون الاجتماعية والصحة والبيئة – النقل والاتصالات والطاقة).. ويتواجد مقر المجلس فى عاصمة مالى "باماكو".
وأخيرا يضم التجمع، مجلس الأمن والسلم (جارى اعتماده) ويتكون من وزراء الدفاع والخارجية للدول الأعضاء ويتولى وضع استراتيجية أمنية للتجمع والإشراف على تنفيذ ما فى نطاقه.
الأهمية الاستراتيجية للتجمع
يشارك فى التجمع أكثر من نصف دول القارة الإفريقية "27" دولة، ويمتد الفضاء الجغرافى الخاص به من شرق القارة (البحر الأحمر) إلى غرب القارة (المحيط الاطلنطى) ومن شمال إفريقيا إلى إفريقيا الوسطى جنوبا.
ويهدف التجمع إلى الامتداد والتواصل الجغرافى بين الدول المشاركة، والتنوع فى طبيعة الأرض والمناخ وتعدد المواد الطبيعية، والعضوية فى التجمعات الاقتصادية الرئيسية والفرعية للقارة الإفريقية، وامتلاك العديد من الدول المواد الاستراتيجية والموانىء على المحيط الأطلنطى.
تطور علاقة مصر مع تجمع الساحل والصحراء
شاركت مصر فى قمة تأسيس التجمع بصفة مراقب فى 4 فبراير 1998، وحصلت على العضوية الكاملة بالتجمع عام 2001 حيث أصبحت أكبر الدول الأعضاء والمساهمة فى ميزانية التجمع، وشاركت بفاعلية وبوفد رفيع المستوى برئاسة رئيس الوزراء المصرى والقمة الاستثنائية لتجمع الساحل والصحراء فى عاصمة تشاد ندجامينا خلال فبراير عام 2013 وأكدت خلال القمة على ضرورة مواجهة التجمع لكافة التحديات التى تواجه المنطقة وفى مقدمتها انتشار الجماعات المسلحة وتهريب السلاح والمخدرات عبر الحدود.
ووقعت مصر فى القمة الاستثنائية بإنجامينا على مشروع المعاهدة المنقحة للتجمع وسعت لإدخال تعديلات جوهرية على الجهود التى يقوم بها التجمع فيما يتعلق بتعزيز السلم والأمن فى المنطقة، وتقدمت بــ (3) مبادرات اساسية حظيت بترحيب المشاركين خلال القمة، تضمنت استعداد مصر لاستضافة اجتماع – وزراء دفاع دول تجمع الساحل والصحراء (الذى سيتم استضافته فى مدينة شرم الشيخ فى الفترة من 22-25/ 3
وشاركت مصر فى الاجتماع الوزارى للتجمع بالخرطوم فى مارس 2014 وتقدمت بعدة مقترحات حظيت بقبول كامل من دول التجمع وتضمنت الاستفادة من مركز القاهرة للتدريب على فض المنازعات وحفظ وبناء السلام.
المصالح الاستراتيجية المشتركة لمصر ودول التجمع
وتستهدف مصر من التجمع تعزيز أهداف الاستراتيجية الجديدة للدولة فى التوجه والانفتاح على القارة الإفريقية (عضوية مصر بالكوميسا التى تضم دول شرق وجنوب إفريقيا "20" دولة + عضوية مصر فى تجمع الساحل والصحراء "27" دولة بما يضع فى علاقات قوية مع القارة، والتعاون والتنسيق فى إطار الاستراتيجية الشاملة، وهزيمة التنظيمات الإرهابية والتطرف وعناصر الجريمة المنظمة على هذا الاتجاه والذى يمثل اتجاها للتهديدات الرئيسية للأمن القوى الحصرى فى ظل ظهور داعش فى لبيبا والقاعدة فى بلاد المغرب الإسلامى والتنظيمات المنشقة عنها مثل الجهاد والتوحيد وأنصار السنة والرابطون وجماعة بوكو حرام.
وتستهدف مصر من التجمع تتبنى رؤية لمكافحة الإرهاب والتطرف، وتضافر وتكاتف الجهود الدولية والإقليمية لمكافحة الإرهاب من خلال مقارنة شاملة تجمع بين النواحى الأمنية والعسكرية إلى جانب الأخبار الاقتصادية والاجتماعية والفكرية والثقافية ومن ثم فان مصر تحرص على الانضمام لكافة التحالفات والمسارات الإقليمية والدولية التى تصب فى هذا الهدف.
موضوعات متعلقة..
بمشاركة 27 دولة.. "شرم الشيخ تستضيف اجتماع وزراء دفاع دول الساحل والصحراء"
وزيرالدفاع ينيب قادة الجيوش لوضع أكاليل الزهور على نصب شهداء القوات المسلحة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة