وأضاف مدير عام بحوث الدعوة بالأوقاف، أن الإسلام دين يجمع بين القيم والمثل الإنسانية الرائعة والتي تجسد الصورة المثلى للأخلاق الفاضلة ، حيث كانت الغاية من بعثة الرسول "صلى الله عليه وسلم" إتمام مكارم الأخلاق، مشيرًا إلى أن من ينظر في كتاب الله تعالى وفي سيرة النبي يجد أن الأدب والذوق الرفيع من خصائص هذا الدين، فمن تأدب مع الله صار من أهل محبته، وإذا أحبه الله أحبه كل شيء ، فالأدب مع الله ينعكس أدبًا مع رسول الله، والأدب مع رسول الله ينعكس أدبًا مع المؤمنين الصادقين.
وأشار العيسوى، خلال أمسية الأوقاف الدينية بمسجد الإمام الحسين، إلى أن من أهم معالم الذوق والجمال والرقي تخير الكلمة الراقية الصافية، فقد مرَّ سيدنا عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) على قوم يوقدون نارًا، فكَرِه أن يقول لهم : السلام عليكم يا أهل النار ، إنما قال : السلام عليكم يا أهل الضوء.
فيما أكد الدكتور محمد عبد الحميد خطاب، الباحث بالإرشاد الديني بوزارة الأوقاف، على أهمية الأدب في حياة الشعوب ورُقي المجتمعات، موضحًا أن الخُلق قد يكون سجيّةً وفطرة ، وقد يكون أمرًا مكتسبًا ، وأننا يجب أن نربي أبناءنا منذ الصغر على الخلق الحسن، ولا شك حين يتدرب الإنسان على الخلق الحسن لابد له من قدوة ، وخير قدوة لنا هو المصطفى، وهناك العديد من النماذج على أدبه (صلى الله علي وسلم) مع ربه، فقد كان النبي يقوم الليل حتى تورمَتْ قدماه ، فلما سألتْه السيدة عائشة أم المؤمنين (رضي الله عنها) : ألم يغفر لك ربك ما تقدّم من ذنبك وما تأخر؟ قال: (أفلا أكون عبدًا شكورًا.
وأضاف خطاب، أنه يجب على المسلم أن يقتدى بالنبي (صلى الله عليه وسلم) في حُسن الدعاء إلى الله وعدم تعجّل الإجابة، فلو تخلقنا بخلق المصطفى (صلى الله عليه وسلم) لمنعنا الكثير من الأذى وقطيعة الرحم، وتفكك الأسر، وكذلك لنا العبرة في معاملته مع ابن اليهودي المريض وزيارته له فقد ضرب لنا مثالاً عظيمًا في رعاية الجوار وحق الجار ، وكذلك عندما رأى النبي جنازة يهودي تمرّ أمامه فقام، فقالوا: إنها جنازة يهودي يارسول الله، فقال (صلى الله عليه وسلم): ” أَلَيْسَتْ نَفْسًا “، ثم قام النبي (صلى الله عليه وسلم) أدبًا واحترامًا.
اخبار متعلقة..
سيطرة قيادى بحازمون على مسجد قباء بالهرم لتوجيه المصلين
الأوقاف: مواجهة التطرف يجب أن تكون بتجفيف الفكر وحظر الجماعات