وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" فى افتتاحيتها تحت عنوان "الوقوف مع بروكسل ضد الإرهاب والخوف" إن الإجابات عن الأسئلة التى أثارتها تلك التفجيرات ستتكشف مع الوقت، لكن فى النهاية ستكون تفصيلا لحقبة أساسية، وهى أن بروكسل وأوروبا والعالم يجب أن يستعدوا لنضال طويل ضد هذا النوع من الإرهاب، وهو ما يعنى تكثيف جهود مكافحة الإرهاب، ودرجة أعلى بكثير من التعاون بين الدول المهددة، وهذا يعنى شجاعة وصمود فى وجه التهديد الذى سيستغرق سنوات للقضاء عليه، ولا يعنى بالتأكيد الخوف الهيستيرى من هذا النوع الذى يعرب عنه سياسيون من أمثال دونالد ترامب.
بلجيكا .. مركز الإرهاب فى أوروبا
أما صحيفة "واشنطن بوست"، فقالت إن الخبراء حذروا من وجود شبكات متطرفة ومخططات إرهابية فى بروكسل قبل وقوع التفجيرات التى أسفرت عن مقتل أكثر من 30 شخصا أمس، الثلاثاء.
وأوضحت الصحيفة أن "المذبحة" كشفت أيضا عن مدى تحول بلجيكا إلى مركز غربى للتهديد الإرهابى الذى انتشر من معاقل داعش فى سوريا وعبر الشرق الأوسط وحتى أعماق أوروبا.
وقالت الصحيفة إن مسئولى مكافحة الإرهاب والخبراء من عشرات الدول اجتمعوا على مدار ثلاث أيام الأسبوع الماضى فى بروكسل للمشاركة فى مؤتمر عن تهديد كان يتجمع سرا حولهم فى المدينة. وقد عبروا المطار الذى تمكن المسلحون الإسلاميون من اختبار نقاط الضعف فيه، بل إن بعض هؤلاء المسلحين ترجل إلى مترو الأنفاق وحددوه كأحد الأهداف الناعمة، وسمعوا أحد كبار المسئولين فى بلجيكا يحذر من أن القبض على صلاح عبد السلام قد كشف حافة شبكة أكبر.
سباق بين الإرهابيين والحكومة البلجيكية
وتتابع الصحيفة قائلة: يبدو أن القبض على عبد السلام، أحد منفذى هجمات باريس قد أطلق سباقا بين مسئولى الأمن فى بلجيكا والخلية الإرهابية التى لا بد وأنها علمت أن الوقت محدود أمامها لكى تتحرك. ومع قدوم يوم الثلاثاء، خسرت السلطات السباق.
وأشارت الصحيفة إلى أن بلجيكا بها نسبة كبيرة من المسلمين الذين غادروا للقتال فى سوريا، مقارنة بأى دول غربية أخرى، ويعد حى مولنبليك ببروكسل أرضا خصبة للمسلحين، ومنهم العديد من منفذى هجمات باريس.
وكانت بلجيكا أول دولة فى أوروبا تواجه هجوما على أراضيها مرتبط بتنظيم داعش، وهو إطلاق نار على معبد يهودى فى بروكسل أسفر عن مقتل أربع أشخاص قبل عامين. لكن على الرغم من الصحوة التحذيرية المبكرة، فإن هجمات أمس أظهرت مدى الضعف الذى لا تزال عليه بلجيكا.
بلجيكا البنية التحتية الأكثر تطورا للإرهاب فى أوروبا
ونقلت الصحيفة عن دانييال بنجامين، المسئول السابق بمكافحة الإرهاب فى الخارجية الأمريكية قوله إنه من المثير للدهشة مدى صعوبة إدراك الأنظمة البيروقراطية لطبيعة الإرهاب، وأضاف قائلا إن المأساة هى أن دولا بعد أخرى تتعلم هذا الطريق الصعب. ووصف بنجامين الشبكة التى يدعمها داعش فى بلجيكا بأنها ربما تكون البنية التحتية الإرهابية الأكثر تطورا فى أوروبا.
وشهدت بلجيكا، التى يبلغ عدد سكانها 11.2 مليون نسمة، سفر 470 من مواطنيها على الأقل إلى سوريا للمشاركة فى الحرب الأهلية هناك، وهو ثلاث أضعاف رقم من حاولوا السفر إلى سوريا من الولايات المتحدة.
هجمات بروكسل تكشف فشل بلجيكا فى وقف المتطرفين
أما صحيفة "وول ستريت جورنال"، فقالت إن هجمات بروكسل الإرهابية تسلط الضوء على فشل بلجيكا فى وقف شبكة المتطرفين. وأشارت إلى أن المسئولين فى البلاد يواجهون احتمال أن القبض على صلاح عبد السلام، أحد مخططى هجمات باريس، ربما أدى إلى وقوع الهجمات.
وتقول الصحيفة إنه حتى قبل الهجمات الأخيرة، كانت أجهزة الأمن الأوروبية تعتقد أن شبكة مترامية الأطراف من المتطرفين قد نشأت فى أحياء الطبقة العاملة فى بروكسل وبرزت باعتبارها طليعة حملة داعش لضرب أوروبا.
ولو تأكدت الصلة بين هجمات بروكسل وتلك الشبكة الإرهابية، فإن هذا سيمثل فشلا لسلطات تنفيذ القانون البلجيكية فى اختراق الجماعة المتطرفة التى عملت على مدار عامين لإيقافها.
وبعد أيام من القبض على صلاح عبد السلام، أحد منفذى هجمات باريس، والوحيد الباقى على قيد الحياة منهم، فإن التفجيرات تركت المسئولين البلجيكيين يواجهون احتمال أن القبض على عبد السلام، وليس عدم وقف الشبكة المتطرفة، ربما يكون السبب وراء الهجمات الإرهابية.
ونقلت الصحيفة عن مسئول أمنى بلجيكى قوله "لقد كنا نعمل بشكل أكبر بعد القبض على عبد السلام مقارنة بما كان عليه الحال قبلها، لأننا علمنا أننا قد أغضبانهم".
وتابعت الصحيفة قائلة إن هجمات بروكسل كثفت التدقيق على شبكة من المتطرفين الإسلاميين الذين نشأوا فى أحياء بروكسل المسلمة الذين كانوا على صلة منذ تفجيرات باريس العام الماضى، ويدرس المحققون الآن ما إذا كان الشبكة المسلحة تقف وراء الهجمات التى قتلت العشرات فى بروكسل أمس، حسبما أفاد مسئولون مطلعون على التحقيقات.
من ناحية أخرى، ذكرت الصحيفة إن التفجيرات كشفت عن انقسامات متزايدة بشان السيطرة على الحدود، وحتى فى الساعات الأولى التى أعقبت التفجيرات.
وفى نفس السياق، قالت الصحيفة إن الهجمات سلطت الضوء على استراتيجية داعش لضرب الغرب. وتأتى تلك الهجمات بعدما تعرض التنظيم الإرهابى لضغوط فى معاقله فى سوريا والعراق. ويقول مسئولون غربيون إن المؤشرات الأولى توحى بأن الهجمات تم التخطيط لها منذ فترة طويلة، إلا أن الجدول الزمنى ربما تم التعجيل به بعد القبض على عبد السلام.
ويبدو أن الهجمات هدفها نشر الخوف لدى الرأى العام وإثبات القدرة على توجيه ضربات حتى فى ظل التكثيف الأمنى، فبضرب مراكز النقل فى وقت الذروة، استطاع المهاجمون أن يجمدوا العاصمة البلجيكية.
موضوعات متعلقة..
إلغاء 60 رحلة جوية اليوم بين إسبانيا وبروكسل بسبب التفجيرات
واشنطن بوست: بلجيكا تحولت إلى مركز للإرهاب فى أوروبا
عدد الردود 0
بواسطة:
جون ميخائيل
اعداء البشرية والحياة ينفثون ارهابهم وعشقهم للقتل والتدمير فى كل بقاع الارض