من منا لا يتذكر تجسيده لشخصية الرئيس الراحل السادات فى فيلم "أيام السادات" أو شخصية أحمد سبع الليل فى فيلم "البرىء" أو سعد فى فيلم "سعد اليتيم" أو شخصية محمد حسن المصرى فى فيلم "النمر الأسود" أو شخصية عبده الطبال فى فيلم "الراقصة والطبال" أو شخصية متولى فى فيلم "شفيقة ومتولى" شخصية حسن فى فيلم "حسن اللول"، شخصية جمال عبد الناصر فى فيلم "الناصر 56" وغيرها.
وحققت أفلام أحمد زكى المعادلة الصعبة، حيث جمعت بين المعايير التجارية والفنية ووثقت الأحداث السياسية والاجتماعية فى المجتمع المصرى فى فترة الثمانينات والتسعينات وأصبحت من كلاسيكيات السينما المصرية، فنجد أفلامه تكشف الفساد كما كان الحال فى فيلم "معالى الوزير"، تناقش الطبقية فى المجتمع المصرى فى فيلم "اضحك الصورة تطلع حلوة" و"سواق الهانم" و"البيه البواب"، كان محامى عن الشعب فى فيلم "ضد الحكومة"، وتوغل فى عالم مافيا المخدرات فى فيلم "الإمبراطور"، وتصدى للدجل والشعوذة فى فيلم "البيضة والحجر".
شغف أحمد زكى بالفن جعله لا يكتفى بتقديم الأفلام بل قدم مسلسلات ونجح فيها نجاحا منقطع النظير خاصة فى ميليل "حكايات هو وهى" ومسلسل "الأيام" وغيرها كما قدم فى المسرح "العيال كبرت" و"مدرسة المشاغبين" وغيرها من المسرحيات التى لا تزال تمتعنا إلى وقتنا هذا.
أحمد زكى كان يتمتع بخفة الظل مع أصدقائه فيحكى السيناريست بشير الديك أحد المواقف الكوميدية التى جمعتهما قائلا "فى أواخر فترة حكم السادات صدر قرار بعدم إذاعة الأغانى الوطنية التى تمجد فى الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وفوجئت باتصال هاتفى من أحمد زكى يعلمنى أنه قادم وبالفعل انتظرته وأخذنى فى سيارته البيضاء وكان قد حصل على بعض الشرائط الممنوعة من الإذاعة والتى تمجد فى عبد الناصر وقام بتشغيلها بصوت عالٍ جدًا فى سيارته ثم تظاهر بأن السيارة معطلة وأوقفها فى ميدان الجيزة، واستمعنا لأغنية ناصر كلنا بنحبك مع المارة فى الميدان فى هذا الوقت والذين استحسنوا الأغنية وتجمعوا حوله وكنت أخشى أن يتم سجننا بسبب هذا الموقف".
حبه لعمله ورغبته فى أن يقدم أفضل ما لديه لجمهوره كان يجعله عصبيا دائما ويحكى المخرج على عبد الخالق بأحد المواقف التى جمعتهما، قائلاً "فى كواليس عمل فيلم "أربعة فى مهمة رسمية" حدثت مشادة بيننا بسبب "القردة" لأنها لم تكن تحبه فى الحقيقة، وكانت دائمًا ما تعضه من أذنه، وهو ما كان يغضبه كثيرًا، وفى أحد المشاهد الخارجية فى ميدان الجيزة كان أحمد زكى يصور مشهدًا ومعه 4 حيوانات، وبعد أن انتهى من تصوير المشهد سألته عن رأيه فيه وقال له إنه جيد، وبذلك أزاح حملاً كالجبل من فوق قلبى، ولكن بعدها بوقت قصير جاء إليه أحد المساعدين وقال لى إنه نسى أن يقوم بالراكور الخاص بالمشهد، وطلبت منه إعادة المشهد وهو ما أثار غضبه على المساعد وتخاصمنا فى هذه الواقعة لمدة 3 أيام إلى أن صالحنا المنتج".
رغم أن أحمد زكى كان مريضا ونصحه الأطباء كثيرا بالراحة إلا أنه لم يسمع كلامهم لأن البعد عن العمل هو الموت الحقيقى بالنسبة له، ولذلك توفى فى أثناء تصويره فيلمه "حليم".
موضوعات متعلقة..
- رواد تويتر يحيون الذكرى الـ11 لرحيل إمبراطور السينما المصرية "أحمد زكى"