أما المجتمع فيقدم للمرأة ما تحتاجه من وجهة نظره، أو بمعنى آخر ما يرى أن المرأة تحتاجه لتكون المرأة التى يعتبرها مثالية من وجهة نظره أيضًا، وهو بالضبط ما يفعله المنادون بحقوق المرأة، ولكن على طريقتهم. وأصبح الجميع يتكلم بلسان المرأة، دون أن يسألها مرة عما تحتاجه حقًا.
ملصق لإحدى حملات الأمم المتحدة عن المساواة بين الجنسين
ومع اقتراب اليوم العالمى للمرأة، اليوم الذى يحتفل به العالم فى الثامن من مارس من كل عام، احتفاءً بالانجازات الاجتماعية والاقتصادية التى تحققها المرأة فى جميع أنحاء العالم، فى ذكرى احتجاجات قادتها آلاف من النساء الأمريكيات على الظروف غير الآدمية التى يعملن فى ظلها، ربما ينبغى أن نسمع من المرأة بنفسها عما ترى أنها تحتاجه، وفى المقابل نعرف ما يرى الرجال أن المرأة تحتاجه، من خلال سؤال بسيط طرحه "اليوم السابع" على عدد من الرجال والنساء..
أكمل مكان النقط... "الست محتاجة......"
"الست محتاجة تعيش"
ببساطة قالت "غادة شبراوي" لـ"اليوم السابع" "أنا دلوقتى كملت 40 سنة.. محتاجة أحس بالحياة وبنفسي، طول الوقت بفكر إزاى أحقق أحلامى لأنى ممكن أكون دلوقتى بدأت متأخرة شوية وأنا عارفة إن كل شيء بأوان، بس نفسى أكتشف نفسى بدري".
وأضافت "محتاجة الأمل يكون معايا طول الخط، ومحتاجة الأمان فى ظل ظروف الحياة وطباع الناس اللى اتشقلبت".
"الست محتاجة أمان"
عن النقطة التى انتهت إليها "غادة" تحدثت " فرح الدبيكى " (31 عامًا) وقالت لـ"اليوم السابع" "الست محتاجة أمان، مش بس فى الشارع وإنها تخرج وتمشى من غير ما تخاف من سرقة أو خطف أو تحرش وكل الحاجات دي، لكن الأخطر إحساسها بالأمان من الإهانة والضرب والخيانة لو فكرت تتجوز ".
أما "سلوى عبدالحميد" ( 25 عاما ) فقالت "الست محتاجة أمان.. بكل أشكاله، سواء كان أمان عاطفى أو مادي، والكلمة دى كبيرة جواها بحر من المتطلبات مثلاً الأمان العاطفى يعنى الحنان والمحبة والإخلاص والوفاء والصدق والاهتمام، والأمان المادى مش المالى لكن الرعاية والاطمئنان".
الفكرة نفسها أكدت عليها "رحمة إسلام" ( 27 عاما ) "الأمان هو اللى هيكمل كل احتياجات المرأة.. وأمان من الأهل والأصحاب مش بس حبيب أو زوج".
"الست محتاجة تحب نفسها"
رأت "ريم وجيه" أن "الست محتاجة تغير نفسها عشان نفسها لأنها عادة بتغير من نفسها عشان تتناسب مع محيطها، مع المجتمع، عشان تتجوز أو تتأقلم مع شخص تانى لكن.. كام حد نعرفه غير من نفسه عشان يكون شخصيًا مبسوط مش يبسط حد تاني؟".
أما "بسمة عبدالباسط" ( 33 عاما ) الكاتبة والمدونة ومؤلفة كتاب "البنات عايزة إيه" فقالت "الست محتاجة الأمان والحب، مش بس حب الراجل للست، لكن حب كل اللى حواليها خاصة أهلها، ومحتاجة تحب نفسها أكتر لأنها لو حبتها هتعمل كل اللى يريحها هى وبس".
"الست محتاجة الثقة"
أضافت "بسمة" "الست كمان محتاجة الثقة.. والثقة فى نفسها هنا أهم من الثقة فى اللى حواليها، محتاجة القوة والاستقلال عن كل اللى حواليها فى كل حاجة".
"الست محتاجة حرية"
"حرية المرأة" الكلمة التى أصبحت "سيئة السمعة" فى وقتنا هذا، هى فى رأى "أسماء جمال" ( 22 عامًا ) ما تحتاجه المرأة، ولكنها توضح "مش حريه بالمعنى المنتشر فى المجتمع.. لأ حرية فى الشغل، تشتغل اللى يريحها فى أى سن، حرية فى الشارع تمشى من غير خوف".
"الست محتاجة احتواء"
أضافت "اسماء" "إحنا محتاجين حد يفهم إننا مهما كنا أقوياء بردو محتاجين سند يحتوى ضعفنا، سند يفهم إنه عادى أنجح وأبقى قوية وفى نفس اللحظة أبقى محتاجة تشجيعه وقوته وزى ما هيسندنى هعرف أكون له سند.. والموضوع مش موضة مساواة لكن إن كل طرف فينا يفهم تكوين الجنس التانى ويحتويه صح".
شكل آخر للحرية ترى "مريم بيومى" ( 25 عامًا ) أن المرأة تحتاجه وقالت "نفسى أفكر مع نفسى وأخطط لحياتى بعيد عن أى قيود".
"الست محتاجة احترام"
باختصار قالت "آلاء حسني" لـ"اليوم السابع" "البنت محتاجة احترام لمساحتها، وتقدير للى بتعمله بدون تسفيه أو تسخيف أو تنظير أو وصاية".
" الست محتاجة الناس تسيبها فى حالها "
بتلقائية قالت " شيماء مجدى " ( 27 عامًا ) "حاسة إن كل اللى محتاجاه إن الناس تسيب البنات فى حالها، مش بس ما تتدخلش فى حياتها أو اختيارتها وتفرض الوصاية عليها.. لكن ما تحسش طول الوقت إن كل الناس بتترقب هى هتعمل إيه، مستنيين لها على غلطة ودايمًا هى تحت الميكروسكوب بالتالى أبسط الأخطاء بتتحسب عليها جرائم وممكن تخاف أصلاً تعمل أى حاجة لحسن تغلط".
" الست محتاجة تخلى بالها من نفسها "
أما "فاطمة محمد" ( 52 عامًا ) فقالت "الست محتاجة تخلى بالها من نفسها، ما تنساش نفسها فى زحمة الدنيا ورعاية ولادها وجوزها، ودا مش بس معناه تهتم بجمالها وصحتها لكن تهتم بنفسها ككل، بنفسها كإنسانة مش "أم، وزوجة، وجدة وموظفة".
" الست محتاجة فلوس "
بطريقة عملية ومنطقية تمامًا تحدثت "نسرين أسامة ( 35 عامًا ) "الست طبعًا محتاجة فلوس، ذمة مالية خاصة بيها بعيدًا عن أسرتها وجوزها وولادها، لأن دا أساس استقلالها، محتاجة فلوس علشان تقدر تاخد قراراتها بنفسها ويبقى قلبها جامد وتحس بأمان".
الرجالة بتقول: الست محتاجة راجل.. وتحس إنها إنسانة وتستقل.. "ما انتوا حلوين آهو!"
فى المقابل، وبينما ترى بعض النساء أن الرجال "أعداء المرأة" لا يعرفون احتياجاتها الحقيقية، وكل ما يريدونه هو الوصاية عليها وقمعها وتطويعها جاءت ردود الرجال على ما يرون أن المرأة تحتاجه مفاجئة جدًا...
"الست محتاجة راجل"
قال "وليد عبدالحميد" ببساطة "الست محتاجة راجل"، واستدرك "مش بالمعنى الدارج لكن الست محتاجة راجل حقيقى لأن إحساس الرجولة والشهامة والمسؤولية يكاد يكون منعدم دلوقتي، وما فيش احترام للكلمة والعهد ورجالة كتير ما بقاش عندها نخوة ولا كرامة".
"محتاجة تكون إنسان"
اختصر "محمد الوكيل" ما يرى أن المرأة تحتاجه فى "الإنسانية"، وأوضح "الست محتاجة تكون إنسان، تتعامل كإنسان وتفكر كإنسان، وتحس بنفسها إنها إنسان مش مجرد سلعة أو شيء معروض أو آلة".
"الست محتاجة حياة"
أما "أحمد محمد سعيد" فرأى أن "الست محتاجة حياة.. حياة بكل تفاصيلها، تقدر من خلالها تحقق ذاتها وتكون أقوى، أقوى بشغلها وكيانها وشريكها وولادها".
وأضاف "نموذج الست الأكثر مثالية فى دماغى هو نموذج "سيلين" ( جولى ديلبى ) فى ثلاثية "بيفور" اللى كانت فى العشرينات ودماغها ملكها ومتشربة بمضمون حركة التحرر الفرنسى فى الستينيات وعايزة تغير العالم ومؤمنة إنها قادرة على كده، ولما بقت فى الثلاثينات (من العمر ) واترمت فى الواقع إيمانها قل شوية لكن روحها لسة فيها ولما وصلت سن الأربعين وبقى ليها شريك واولاد رجع تانى تدافع عن كل حاجة زى ما كانت فى العشرينات وفى نفس الوقت بتحاول تحاف على حياتها الشخصية وتوازن المعادلة رغم إن تحقيق التوازن دا صعب يتحقق سواء لراجل أو لست، لكن مجرد إنها تحاول تعمله دا أهم من النتيجة نفسها".
"الست محتاجة تستقل"
وفى رأى "عبد الرحمن الكومي" فإن "الاستقلال هو ما تحتاجه المرأة ليكون لها دور فعال فى المجتمع، وقال "الست محتاجة تستقل وتاخد حقها من غير ما حد يمن عليها بيه، ووقتها يبان دورها الحقيقى فى المجتمع اللى بيحط دورها فى إطار الأسرة بس لكن دا مش حقيقي".
وأضاف "الست محتاجة تستقل علشان تدى فرصة لعلاقات أوضح وصحية مش علاقات حياة أو موت".
"الست محتاجة ما تخافش"
جانب آخر تحدث عنه "عبد الرحمن" "المجتمع لازم يعرف إن من حقها تفكر وتحب وتشتهى ودا شيء طبيعى لأنها إنسانة مش نوع أقل، وتبطل تعمل اللى هى عايزاه فى الخباثة كده، وتعمله من غير كسوف لأنها هتتحمل نتيجة افعالها كلها مش هتتربط وتترمى فى البيت كنتيجة نهائية لكل افعالها ورغباتها".
" الست محتاجة تعرف نفسها"
أما أهم ما يرى "محمود إسماعيل" أن المرأة تحتاجه فهو "تعرف نفسها أكثر"، وأوضح لـ"اليوم السابع" "الست أو البنت فى مصر بالذات محتاجة تعرف نفسها لأنها بتتعرض لتشويش كبير من المجتمع والأسرة بيخليها مش عارفة نفسها أصلاً بالتالى ما تعرفش هى عايزة إيه سواء فى حياتها الشخصية أو العملية".
وأضاف "يعنى دايمًا الأسرة والمجتمع بيحطوها فى إطار معين والبنت بتبقى بتبص لنفسها من زاوية المقارنة بالبنات التانية، ما بتعرفش تكون واضحة مع نفسها وتعرف شخصيتها الحقيقية، لكن الغالبية من البنات بتحاول تكون البنت اللى بيقولوا عليها "لقطة" فى المجتمع علشان تقدر تتجوز وتكون أسرة وللأسف بتعتبر إن دا إنجازها الوحيد فى الحياة".
"الست محتاجة تبقى ست"
وجهة نظر أخرى طرحها "ممدوح علي: "الست محتاجة تبقى ست فعلاً، أنا شايف ان مشكلة بنات اليومين دول كلهم إنهم بيحاولوا يبقوا رجالة.. رغم إن الرجالة يعنى مش أحسن حاجة فى الدنيا".
وأوضح "ماعرفش إيه السبب هل هو المجتمع ولا موضة الفيمينزم الجديدة ولا إيه بالظبط. لكن بنات كتير كل همها فى الحياة إنها ما تبقاش بنت، تحاول ما تفكرش كبنت وما تتصرفش كبنت ولا تعيش كبنت وحاطة نفسها طول الوقت فى مقارنة بالراجل كأنهم فى ماراثون، وبالتالى هى ما بتعيشش حياتها، ولا بتحقق طموحاتها كل اللى هى بتعمله انها بتعيش حياة مشوهة لا هى حياة بنت فعلاً ولا حياة راجل أصلاً".
"الست محتاجة تجرب"
أما "إسلام أحمد" فيرى أن "الست محتاجة تجرب" وأوضح "مشكلة الستات إنها ما بتجربش اى حاجة، ما بتجازفش ودايمًا بتدور على الحلول ا?منة والمضمونة.. بتخاف تحب لحسن تنجرح أو ما تتجوزش اللى بتحبه. وتخاف تتجوز اللى بتحبه لحسن ما تعيشش مرتاحة، وتخاف تشتغل الشغل اللى عايزاه لحسن تفشل.. ودا مش ذنبها لوحدها فى الحقيقة لكن السبب الحقيقى هو إن المجتمع ما بيغفرش بسهولة أى خطأ للبنت".
عن اليوم العالمى للمرأة..
"الثامن من مارس هو ثورة النساء العاملات ضد عبودية المطبخ" "يسقط الاضطهاد وضيق الأفق فى العمل المنزلي" هذه العبارات ظهرت على ملصق سوفيتى يرجع تاريخه إلى العام 1932 ليوم 8 مارس، الذى كان يحتفل فيه الاتحاد السوفيتى بدوره فى تحرير المرأة من "كونها مواطنة من الدرجة الثانية".
ولكن الاحتفال بهذه المناسبة عالميًا لم يحدث قبل عام 1945 حين عقد فى باريس أو مؤتمر للاتحاد النسائى الديمقراطى العالمى ومن بعدها أصبح هذا اليوم من كل عام مخصص للاحتفاء بإنجازات المرأة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، وفى بعض الدول مثل فلسطين وروسيا وكوبا والصين تحصل النساء على عطلة فى هذا اليوم.
فى حين يرجح آخرون أن الاحتفال بيوم المرأة فى هذا اليوم من كل عام يأتى لأجل إحياء ذكرى التظاهرات النسائية الأمريكية التى خرجت للاحتجاج على ظروف العمل غير ا?دمية التى تعيشها المرأة وذلك عام 1820.
موضوعات متعلقة..
أحلام بسيطة فى اليوم العالمى للمرأة المصرية.. نادية: نفسى يعاملونى زى الكلب اللى مات ويعالجونى من فيروس سى.. بعت ذهبى لأعلم أبنائى ولا نرى اللحمة إلى فى الأعياد.. ونحصل على الأنبوبة بالسيوف والسكاكين
فى اليوم العالمى للمرأة.. كيد النسا والغيرة مش "غيظ".. هرمونات تكوين مخ المرأة وهرمون "النورادرينالين" يجعلها أكثر تركيزا وأقوى ملاحظة.. والتكوين النفسى يجعلها "زى الفريك".. وعواطفها تتجه لشخص واحد
بالصور.. فى اليوم العالمى للمرأة.. "حارة المغربى" ببطن البقرة بمصر القديمة.. أرامل ومطلقات وعجائز.. نساؤها لا يعرفن المستحيل.. ورجالها أكلهم المرض والفقر والعمل فى القمامة والمنازل
عدد الردود 0
بواسطة:
.
msrya