شيقة تلك الحكايات التى تمتع بها الأدب المصرى القديم ونجدها فى برديات المصريين القدماء تلك الحكايات التى تقدم لنا تفاصيل حياتيه شيقة عنهم وعن مدى ما وصلوا له من رقى فى الأخلاق والمعامله وفى كل شىء وفى واحدة من أروع وأقوى الحكايات فى مصر القديمة الموجودة فى الأدب المصرى القديم ففيه أمن الحكم ما يسلب العقل ويدعو إلى التأمل، وهذه واحدة من الحكايات التى لا يعرف بالتحديد فى أى أسرة فرعونية كتبت..ودلوقتى نبتدى الحكاية..
سأل كبير الحراس المتهم المحكوم عليه بالإعدام.
ماهى آخر أمنية ترغب فى أن تتحقق قبل أن تعدم؟
ففكر الرجل قليلا ثم قال.. أريد أن أرى أولادى وأودعهم.
.فقال كبير الحراس هذا مستحيل لا يمكن أن تغادر السجن..فغدا تنفيذ الحكم..اختر أمنية أخرى.
قال المتهم..لا أريد إلا أن أرى عيالى.
قال كبير الحراس.. فى هذه الحالة يجب أن يتطوع أحد.. ويبقى هنا بالحبس مكانك..لأنك إن لم تعد فى الغد نفذنا فيه الإعدام بدلا منك..
فنظر المحكوم عليه للحراس وراح يخاطبهم..فقط أريد رؤية أولادى لآخر مرة.. من يقبل..وأعاهده والله على ما أقول شهيد أن أعود فى الغد.
تأثر الحراس بكلام الرجل ودموعه التى بدأت تتساقط.
فقال كبير الحراس.. لا تنخدعوا بهذه الدموع، فهذا الرجل مجرم.. ويريد الآن أن يهرب من تنفيذ الحكم فيه.
قاطعه المتهم...لا أنا صادق فيما أقول.. قد قطعت عهدى وأشهدت الله عليه.
فتقدم واحد من الحراس..وقال..أنا أقبل..
دهش جميع الحاضرين، وحاول كبير الحراس أن يثنيه عن الفعل لكن الحارس الصغير أصر على أن يحل مكان السجين حتى الغد..
فقال كبير الحراس يذكره ويهدده فى نفس الوقت.. إن لم يعد هذا الرجل.وفى ظنى أنه لن يعد-سننفذ فيك الإعدام بدلا منه.
قال الحارس بثبات..أعرف هذا تماما.. ومع ذلك سأحل مكان هذا الرجل حتى يذهب ويتمكن من رؤية أولاده، ويرجع فى الغد.
أمام إصرار الحارس الصغير لم يجد أمامه سوى أن ينفذ، فوضع الحارس الصغير فى السجن، وأطلق سراح السجين، ثم ذهب وأخبر الملك بما جرى.
فى صباح اليوم التالى تجمع أهل المملكة ليشاهدوا تنفيذ حكم الإعدام، وأيضا حضر الملك، وفى الموعد المحدد قاد كبير الحراس الحارس الصغير لينفذ فيه الحكم فالرجل لم يأت بعد.
صعد الحارس الصغير لمنصة الإعدام دون أن يرتعش طرف منه، ومن المقصورة الملكية التى تطل على ساحة الإعدام سأل الملك الحارس الصغير..من أجل ماذا تغامر بحياتك وتجعلها رهنا لمجرم لم يف بوعده؟
فقال الحارس الصغير..من أجل المروءة يا مولاى..حتى لا يظن أحد أن المروءة قد انتهت بين الناس..
فقال الملك..لكن ثمن هذه المروءة رأسك وعمرك الصغير..
فأجاب الحارس. أيا كان الثمن يا مولاى فهو قليل على أن تموت المروءة بين الناس بينما الملك يحادث الحارس الصغير دخل المتهم من الساحة وقد بدت عليه علامات التعب والإجهاد، على الفور اقتاده الحرس نحو الملك، وحين وقف بين بيدى الملك
.قال المتهم..أرجو المعذرة على تأخيرى..المسافة بعيدة و.... قاطعه الملك قائلا..لماذا عدت وكان بين يديك فرصة للنجاة ؟
فقال المتهم الوفاء يا مولاى..الوفاء بالعهد..حتى لا يقول الناس إنه لم يعد أحد يوفى بالعهد.
قال الملك..لكن ثمن هذا الوفاء حياتك.
فأجاب المتهم أيا كان الثمن يا مولاى فهو قليل على أن ينتهى الوفاء بالعهود بين الناس.
نظر الملك وقال وماذا يقول الناس عن العفو! أيها الرجل قد عفونا عنك..عد لأولادك..حتى لا يقول الناس إن الرحمة والعفو قد زالتا بين الناس.. ثم نظر الملك للحارس الصغير وقال.. لك عندى مكافأة كبيرة وهى ليست ثمنا لما فعلت لكن حتى لا يتساءل أحد ويقول هل جزاء الإحسان إلا الإحسان..
انتهت القصة الشيقة التى تحمل معانى كثيرة ولكن هل انتهت المروءة والإحسان والوفاء بالعهد؟ أم موجودة ؟ مجرد سؤال يحتاج إجابة.
ورقة وقلم - أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة