مراصد الأزهر والإفتاء بين النقد والإشادة.. عمار على حسن: مواقعها جامدة وبدائية.. الشيخ خالد الجندى: تقوم بواجبها ولكنها لم تؤد دورها الإعلامى.. إبراهيم نجم: إنشاء مركز بحثى لدراسة التطرف بشكل عام

الأحد، 06 مارس 2016 06:00 ص
مراصد الأزهر والإفتاء بين النقد والإشادة.. عمار على حسن: مواقعها جامدة وبدائية.. الشيخ خالد الجندى: تقوم بواجبها ولكنها لم تؤد دورها الإعلامى.. إبراهيم نجم: إنشاء مركز بحثى لدراسة التطرف بشكل عام دار الإفتاء
كتب لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تشهد الأمتان العربية والإسلامية مرحلة فارقة فى تاريخهما، وذلك بسبب التهديدات التى تواجههما لظهور التنظيمات الإرهابية والتى تهدد بقائهما وتسعى لتفكيكهما ونشر الفوضى بينهما، المواجهة العسكرية لوحدها غير كافية لمواجهة تلك الأخطار، بل إن مواجهة تلك الجماعات والتنظيمات فكريا قد يكون أهم العوامل بجانب التدخل العسكرى للقضاء عليهم، وعلى الفور أدركت المؤسسات الدينية فى مصر تلك الأخطار التى تواجهها، حيث كان السبق لدار الإفتاء المصرية بإطلاق مرصدها للرد على الفتاوى التكفيرية لينبثق منها مرصد الإسلاموفوبيا.

عقب إطلاق دار الإفتاء لمرصدها أعلنت مشيخة الأزهر الشريف عن إطلاق مرصدها فى يونيو الماضى وذلك لمواجهة فتاوى التطرف التى تطلقها التنظيمات، لتعطى غطاء شرعيًا للمنضمين إليهم، وبعد إطلاق تلك المراصد هل حققت أهدافها أم لا.

فى البداية يقول الكاتب والباحث عمار على حسن، إن الفكرة فى حد ذاتها جيدة وكانت مطلوبة نتيجة أن الجماعات المتطرفة والمتخلفة تمكنت باقتدار من امتلاك مواقع فعالة وقوية على شبكة الإنترنت وتسللت من خلالها على مواقع التواصل الاجتماعى، وأصبحت جاذبة لقطاعات عريضة من الشباب ومن ثم بات على المؤسسات الدينية والوسطية وليس فى مصر وحدها بل فى العالم الإسلامى كله أن تنازل هؤلاء فى الملعب ذاته.

وأضاف فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، الأزهر استجاب لهذه الدعوة لكن متأخرا وبطريقة ليست كفأ بالقدر الكافى وأقرب إلى الأداء الوظيفى النمطى البيروقراطى منها إلى التفاعل الخلاق الذى بوسعه أن يكون ندا أو قادرا على وقف تغول الطرف المتطرف عبر شبكة الإنترنت إلى مختلف مواقع التواصل الاجتماعى، هذه المراصد هى من حيث المبدأ مطلوبة وضرورية لكن يجب تحديثها باستمرار وتكون متجاوبة مع حركة الشارع.

كما يجب على الأشخاص الذى يتصدون فيها للإدلاء بالرأى لا يكونوا فقط على قدر من العلم الشرعى العميق وإنما يكونوا أيضا إصلاحيين بالقدر الكافى ولديهم اطلاع على معارف إنسانية أخرى غير علوم الدين وفى نفس الوقت يكون لهذه المواقع وجود على شبكات التواصل الاجتماعى بمعنى لا يجب الاكتفاء بوجود مرصد أو موقع أو منبر على شبكة الإنترنت إنما يجب أن يكون هذا المنبر متصلا بشكل أو بآخر بالتفاعلات اليومية المستمرة والتى لا توفرها غير شبكات أو مواقع التواصل الاجتماعى، لافتا إلى أن مواقع المراصد بدائية وجامدة ولا تحدث ولا تتفاعل إنما هى أشبه باللافتات الموضوعة على واجهة المحل وهو محل فارغ بلا بضاعة.

من جانبه قال الشيخ خالد الجندى، من علماء الأزهر الشريف، أعتقد أن المراصد تقوم بواجبها ولكنها لم تؤد دورها الإعلامى لنستفيد منها كما يجب، فالمُلاحَظ أن هذه المراصد لا توزّع إنتاجها بنشرةٍ دوريَّة توزّع على الأئمّة والدُّعاة بشكلٍ منتظم ليبقى العلماء على تواصل وانتماء لدار الفتوى بشكل دائم، وهذا بدوره يؤدّى إلى ضبط الفتيا، وتلافى الأخطاء التى تتعارض مع المصلحة الدعويّة، وأنا أيضاً أشك أن معظم الإعلاميين على إلمام بنشاطٍ المرصد كما يجب.

وأضاف فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، إضافة إلى أننى أعتقد إلى وجوب إصدار كتاب دورى يوزّع كهديّة على مجلة ( الأزهر ) فتعظُم فائدتُه على المتابعين للفتوى الأزهرية المنضبطة، كما أتمنّى أن تقوم المراصد مشكوراً بمتابعة أهم الفتاوى على الفضائيّات بالرصد والتقويم والتحليل والتوجيه فيشعر كل مَن يتصدّى لفتاوى الفضائيات بمنظومة نقديّة تراقب وتتابع بشكل جاد، وهذا بدوره يرتقى بالخطاب الدعوى كما نتمنّى.

كما أتمنّى أن تعقد المراصد اجتماع نصف سنوى للدعاة الإعلاميين تحت اسم ( البرلمان الدعوى ) للتشاور والتباحث والتحاور حول المستجدّات الدعوية الإعلاميّة وقضايا تجديد الخطاب الدينى، وإعداد البيانات الملائمة للأحداث الدعويّة العامّة بما يوحّد الرؤى ويجمع الصف، كما أود أن يُنسّق المرصدُ حملات التوجيه الدعوى لقضايا الأمّة المُلحّة لتأخذ طابع التوجه العام للدولة كقضايا تنظيم الأسرة والإنتاج ومحاربة الشائعات والتواصل مع الشباب.. إلخ، وأن يفكّر المرصد فى انشاء لجنة مختصة ذات آليَّة لفض المنازعات بين العاملين فى الحقل الدعوى تعمل على رأب الصدع ولم الشمل وإصلاح ذات البَين.

من جانبه قال الدكتور إبراهيم نجم، مستشار مفتى الجمهورية، إنشاء وتدشين مرصد دار الإفتاء للفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة يمثل نقلة نوعية فى مسيرة دار الإفتاء، وسبقًا مصريا على المستوى العربى والإقليمى، كأول مرصد من نوعه متخصص فى رصد وتفنيد الدعاية المتطرفة والتكفيرية التى تستخدمها جماعات العنف والإرهاب حول العالم، وبالفعل قام المرصد على مدار سنتين بفضح وتعرية حجج وأباطيل التيارات المتطرفة، وتفنيد دعاواها الهدامة وتأويلاتها المغلوطة ومفاهيمها المشوهة وذلك عبر أكثر من خمسين دراسة وبحث وتقرير صادر عن المرصد، وأكثر من خمسمائة بيان صحفى يرد على مقولات التكفير وممارسات العنف التى ارتكبت باسم الدين وتحت ستاره.

وتابع: قد أدركت دار الإفتاء المصرية أهمية المرصد والحاجة الملحة إليه فى أعقاب تفشى حوادث العنف والقتل المشرعن دينيًّا فى المنطقة العربية والإسلامية، فكان المرصد هو الأداة الرصدية والبحثية الخادمة للمؤسسة الدينية بشكل عام، والمساعدة فى إنتاج وتخريج خطاب دينى مناهض للعنف والتطرف، يقارع الحجة بالحجة، ويفند الدعاوى والأباطيل ويفضح الزيف والتلبيس، ويسهم بشكل كبير فى تصحيح المفاهيم وتنقيتها من شوائب التكفير وآفات العنف.

وفيما يتعلق بمرصد الإسلاموفوبيا، فقد كان خروجه إلى النور استجابة موفقة من الدار للتعاطى بإيجابية مع قضايا المسلمين فى الخارج، وتلبية لحاجتهم للدعم العلمى والتواصل الدينى، ونصرة لقضايا المسلمين ومشكلاتهم فى مختلف بقاع المعمورة.

واعترف نجم أنه فى الفترات السابقة أغفل الحديث إلى الآخر ووقعنا فى فخ التحدث إلى أنفسنا، ولم نتواصل مع الخارج أو نتحدث معهم فيما يخص المسلمين وأوضاعهم ومشكلاتهم، وكيفية مواجهة الحملات الموجهة ضدهم، وهو ما جعلنا ندور فى فلك مغلق، ورد فعل متكرر على الإساءات والحملات الموجهة ضد الإسلام والمسلمين، ودون أن نعى أسباب الإساءة ودوافعها، والهدف من ورائها، والأطراف المحرضة عليها، وشكل الرد المناسب وكيفيته وتوقيته المناسب، حتى يمكن استغلال الأزمة لتكون المحنة منحة تنشر المعرفة السليمة بالإسلام وتزيل اللبس عن صورة المسلمين فى العالم.

وكشف سعى الدار فى الفترة القادمة بزيادة أنشطة ومجالات تلك المراصد (مرصد الفتاوى التكفيرية – مرصد الإسلاموفوبيا) وتوسيع دائرة عملها، وفتح مجالات التعاون والتكامل مع المراكز والمؤسسات البحثية والفكرية، وتوثيق العلاقات مع الخبراء والمفكرين وقادة الفكر والرأى لتطوير عمل تلك المراصد، وتنويعها والاستفادة من خبرات وقامات الفكر والبحث حول العالم.

كما كشف عن إنشاء مركز بحثى لدراسة التشدد والتطرف بشكل عام، سواء فى العالم الإسلامى أو خارجه، وسواء التطرف الدينى أو العرقى أو الطائفى، نظرًا لما يمثله التطرف من آفة كبرى وخطر محدق يؤدى إلى نشوب الصراعات والنزاعات المهلكة فى العالم أجمع، ولا يقتصر البحث هنا على تطرف المنتسبين إلى الإسلام، بل يشمل المسلمين وغير المسلمين، وصولا إلى تقديم إنتاجات فكرية وبحثية فارقة فى هذا السياق، وبناء أنماط ونماذج معالجة التطرف ومواجهته الفكرية والمجتمعية.

من جانبه قال الدكتور أسامة نبيل، المشرف العام على مرصد الأزهر الشريف، أنه وفقا لرؤية وأهداف المرصد التى حددتها اللجنة التأسيسية منذ 9 أشهر تحت رعاية الإمام الأكبر، حقق المرصد العديد من الإنجازات، نذكر منها: فى مجال تصحيح المفاهيم المغلوطة ومناهضة الفكر المتطرف، ينشر المرصد العديد من المقالات والآراء الشرعية على مواقع المرصد باللغة العربية واللغات الأجنبية المختلفة وعلى صفحات التواصل الاجتماعي. وسيصدر المرصد قريبا كتابا حول مظاهر التضليل فى الخطاب الداعشى، وكتيب حول استراتيجيات داعش لاستقطاب الشباب.

وأضاف فى تصريحات خاصة، فى إطار اهتمام المرصد بأحوال المسلمين، ينشر المرصد بطريقة دورية تقارير تتعلق بالأقليات المسلمة فى أوروبا وأمريكا وأوروبا وأفريقيا وأسيا وأستراليا، كما ينشر المرصد شهريا تقريرا يعبر عن أهم القضايا التى رصدها المرصد خلال الشهر، وتتابع بعض الصحف الأوروبية والأسيوية إصدارات المرصد وتهتم بتقارير المرصد وتتناولها بالتحليل فى بعض المقالات.

كما يشارك المرصد بقوة فى جميع المؤتمرات الدولية المعنية بالإسلام وأحوال المسلمين والتى تعقد فى الداخل والخارج وذلك للتواصل المباشر مع المؤسسات الدينية والثقافية فى الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، ويشارك المرصد فى قوافل السلام التى ينظمها مجلس حكماء المسلمين برئاسة الإمام الأكبر وذلك لنشر ثقافة السلام ومناهضة الفكر المتطرف والجماعات العنيفة.



موضوعات متعلقة..


"فتنة النقاب" تنتقل إلى البرلمان.. "دعم مصر" يعلن إعداد مشروع قانون لمنع تغطية الوجه بالأماكن العامة.. ويؤكد: بدعة ونستعين بفتاوى الأزهر.. وآمنة نصير تشارك فى إعداد التشريع.. وتؤكد: النقاب عرف يهودى


خطيب الأزهر: الأعداء صوبوا سهامهم للأزهر وظنوا أنهم يستطيعوا أن ينالوا منه








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة