كل هذه الأشياء يصنع منها عم رضا، الرجل الستينى، حلوى قديمة وهى البالوظة فهى حلوى لا يعرفها الجيل الحديث، فقط من يعرفونها هم الجيل القديم الذى يتراوح عمره ما بين الـ50 والـ70 عامًا، فهى حلوى لم تجد من يصنعها فى كافة أرجاء مصر سوى هذا الرجل الذى يصنعها بكل حب واستمتاع ويتفاخر بأنه آخر صُناع البالوظة فى مصر.
يخرج الطلاب من مدارسهم ويذهبون لعم رضا لطلب البالوظة التى يبلغ سعرها 2 جنيه فقط، لكن ما يزعجهم هو أن عم رضا لا يصنع البالوظة يوميًا، بل يصنعها كل فترة كبيرة، نظرًا لارتفاع أسعار الألبان التى تعد المكون الرئيسى لحلوى البالوظة، وارتفاع أسعار الفواكه والسكر أيضًا.
يروى "عم رضا" حكاية حلوى البالوظة قائلا "كانوا بياكلوها الفاطميين هى نوع من الحلويات التركية فى الأساس، كانت أكلة شعبية بيمشوا بيها فى الشوارع فى عربيات ويقفوا بيها فى الأماكن القديمة، احنا كان عندنا محل كبير فى منطقة اسمها العطوف المحل دا بتاع والدى وأنا بعد ما جوزت عيالى عملت عربية صغيرة تحت بيتنا القديم وبعته لأن ملوش لازمة أنى أعمل محل عشان صحتى تعبت والأسعار ارتفعت.
واستطرد عم رضا "اتعلمت البالوظة وأنا عندى 8 سنوات هى أكلة بتاعة الصيف وفى الأساس المفروض أحط عليها تلج لكن عشان دلوقت شتاء مبحطش تلج هى المفروض تتعمل فى الصيف بس".
أما عن محبى البالوظة فيقول عم رضا إن هناك جيران عزلوا من المنطقة منذ 20 عامًا ويأتون له مخصوص ليأكلوا البالوظة، فلا أحد يعرف طريقة عملها إلا عم رضا، فهى مهنة أجداده، لكن ما يثير بداخله الحزن هو أن أحفاده لا يريدون تعلمها.
ونظرًا لعدم الإقبال على البالوظة فى فصل الشتاء أو معظم أيام العام سوى من كبار السن وقليل من أطفال المدارس، فإن عم رضا يقوم بعمل البسبوسة والكنافة و"الروانة" بدلا منها فى بعض الأيام، وقال عن الروانة: "الروانة نوع من الحلويات بتاعة زمان اللى عمرها ما هتقدم ولا هيعدى عليها الزمن مهما حصل هى عبارة عن كيكة اسفنجية وعليها فواكه وجوز هند ومكسرات".
موضوعات متعلقة..
-بالصور.. حكاية سبيل أم عباس.. من نذر أيام الملكية إلى نافورة ودار للهبات والعطايا
-طريقة عمل الكيكة الإسفنجية .. "عشان حماتك متقلبش عليكِ"
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة