صابر حسين خليل يكتب: حسن الظن

الإثنين، 07 مارس 2016 03:05 ص
صابر حسين خليل يكتب: حسن الظن ورقة وقلم – أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رزقنا الله مالاً كثيراً، جاء بعد شهرٍ من العمل الجاد الدءوب، فقد أتممت كتابى الأول، أعطيت المال لزوجتى وقلت لها، ادخرى هذا المال لعله ينفعنا، لم تمر ساعات على أخذ زوجتى للمال حتى عانت ابنتى الصغرى من ألم شديد ببطنها، ذهبت بها إلى أحد الأطباء مسرعاً، فطلب منى بعض الأشعة والتحاليل وبعد أن قمت بها، رجعت مسرعاً للطبيب وابنتى تتلوى من شدة الألم. تفحص الطبيب الأشعة ونظر للتحاليل، ثم أخبرنى بأن ابنتى تعانى من الزائدة الدودية ولابد من عملية بأسرع وقت، أخبرته بالموافقة وقام الطبيب بالعملية، وتماثلت ابنتى للشفاء، وجلست أنا وزوجتى بجوار ابنتى وقالت زوجتى لى والدمع يترقق فى عينيها: لم يأتى لنا مالاً كثيراً إلا وأتت معه مصيبة تأخذه، وفى حالة عدم تواجده لا نعانى من شىء، نظرت إليها وإلى دموعها قائلاً: هل هذا ظنك بالله تعالى ؟ فهل رزقنا الله ثم يسبب لنا ما يأخذ به رزقه ؟ اعلمى يا زوجتى الحبيبة إن الأمر عكس ذلك، فقد تأخرت المصيبة بأمر الله تعالى حتى نملك ما نواجه به تلك المصيبة، إن رحمة ربك بنا أنه يرسل لنا مدداً نواجه به قضاءه، فلا نحتاج لسواه، فأطرقت زوجتى رأسها فى تفهمٍ لما أراده الله.
ومن ساعتها عندما يأتينا مالٌ وفيرٌ، تقول زوجتى لى مبتسمة: لقد أرسل الله لنا مدداً نواجه به قضاءه.
هكذا حسن الظن بالله، فهو لم يخلقنا ليعذبنا فى هذه الحياة، هو سبحانه وتعالى أرحم بعبده من الأم بوليدها.
أحسنوا الظن بقضاء الله، لم يخلق سبحانه عباده ليعذب بعضهم بعضاً، خلقهم لطاعته، خلقهم لنشر المحبة فيما بينهم.
إن ما يصيبنا من ابتلاءات، ليختبر إيماننا به فقد جعل للشوكة التى يشاكها الإنسان أجر فيغفر بها ذنوبه، أهنالك أرحم من ذلك.
يحكى صديق لى عن قصة حدثت معه فى أحد أيام الدراسة وكان وقت الامتحانات، تأخر عن موعد الأتوبيس الذى يقلهم من منطقتهم حتى الجامعة، تأخر فلم يلحق بالامتحان إلا بعد خمس دقائق من بداية اللجنة، دخل لجنته متذمراً لتأخره، فإذا به لم يجد زملاءه الذين يستقلون الأتوبيس معه، دخل اللجنة وبدأ فى إجابة الامتحان وهو شارد الذهن، ما سبب تأخرهم عن الامتحان ؟ ولماذا لم يأتوا حتى الآن ؟ وبعد نهاية اللجنة علم أن الأتوبيس اصطدم بشجرة ونُقل كل ركابه للمستشفى، عندها قال صديقى الحمد لله على تأخرى.
هكذا حالنا إذا علمنا الحكمة فيما يقضيه المولى عز وجل ولكن كيف الحال فيما لا نعلم الحكمة من وراءه.
أحسن الظن بالله سواء علمت حكمته من قضائه أم لم تعلم.
اللهم إنى أتقبل قضاءك بنفسٍ راضية، اللهم لك الحمد فى السراء والضراء.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة