يغطى جسده بألوان مبهجة فاتحة، وهو يدور بقدميه وكأنه يطير وقدماه ثابتتان على الأرض، ليحصل فى النهاية على انبهار مشاهدين يتجمعون حوله فى حب، إنه أحمد علوانى، راقص التنورة، الذى هوى الرقص وتعلمه فى منزله حينما كان يبلغ من العمر 10 أعوام فقط، فاحترفه حتى بلغ الخامسة والثلاثين من عمره، ثم نقل فنه إلى نجله محمد البالغ من العمر خمس سنوات.
محمد سار على خطى والده، فاستغل سطح منزله بمركز بلبيس بمحافظة الشرقية، ذلك السطح الذى نلقى به عادةً "الكراكيب"، ليكون ملهى الرقص الصوفى الخاص به، حيث يتدرب الطفل على يد أبيه ببهجة وسعادة احتلت ملامح وجهه البرىء، ظنًا منه أنه سيكون سعيدًا طالما يرقص مثل أبيه الذى يراه دائمًا مبتهجًا عندما يفعل ذلك.
أكد "علوانى" لـ"اليوم السابع"، أنه يشعر بالفرحة عندما يرقص ولا يمل ولا يتعب، وله جمهوره الذى يأتى خصيصًا لرؤيته بسبب بسمته التى تنتشر فى أفق المكان وتجعل من الحاضرين سعداء، وكأن الفرحة تنتقل من شفتيه المبتسمتين إلى المتفرجين.
ولم يتوان طفله "محمد" عن أن يتابع والده أولًا بأول، ويشاهد "فيديوهاته"، ويحاول تقليده ليصبح مثله، ولكن والده قال، "دائما ما أحاول أن أجعله يتابع دراسته ويحد من اندماجه فى الرقص مبكرًا خوفًا على مستقبله الدراسى، إلا أن محاولته قابلها طفله بعشقه للرقص، فعندما ينام يتجه إلى "التنورة" ليأخذها فى حضنه لتشاركه أحلامه البسيطة، حسبما يروى "علوانى" لـ"اليوم السابع".
ويوضح "علوانى" كيف يدور راقص التنورة باستمرار لأوقات طويلة دون أن يصاب بالدوار، حيث يكون هناك شخص واقف أمامه كنقطة ارتكاز ينظر إليها وهو يدور، لافتًا إلى أن الإنسان العادى عندما يدور حول نفسه لفترة قصيرة تختلط الألوان أمام عينيه، ما يصيبه بالدوار، ولكن بالتمرين والممارسة وقليل من الوقت، يستطيع أن يفعل ذلك بشرط وجود نقطة الارتكاز لفصل الألوان.
وبالرغم من إجهاده طوال اليوم بسبب قيامه وفرقته للفنون الشعبية بالكثير من العمل يوميًا، إلا أنه لا يشعر جمهور المتفرجين بذلك فى كل عمل يؤديه سواء احتفالية خاصة أو فرح أو حفلة حكومية.
ولا يتمنى "علوانى" سوى أن ينجح نجله فى حياته الدراسية والعملية، وأن يفعل ما يحبه حتى مماته وهو الرقص بالتنورة.
أصغر "راقص تنورة" فى مصر يتعلم الرقص من والده "فوق السطوح"
الإثنين، 11 أبريل 2016 11:12 ص
راقص التنورة