الأسئلة السبعة:متى نستفيد من "صفايح الزبالة" بالبرلمان.. كيف تستفيد "السياحة" من تنشيط فيفى عبده.. كيف أخرج "عالم سمسم" جيلا من الخبراء الاستراتيجيين..هل أخفق وزير الصحة فى إدارة ملفات الوزارة؟

الخميس، 14 أبريل 2016 10:15 ص
الأسئلة السبعة:متى نستفيد من "صفايح الزبالة" بالبرلمان.. كيف تستفيد "السياحة" من تنشيط فيفى عبده.. كيف أخرج "عالم سمسم" جيلا من الخبراء الاستراتيجيين..هل أخفق وزير الصحة فى إدارة ملفات الوزارة؟ فيفى عبدة
يطرحها محمد سالمان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
طرحت صفحة الأسئلة السبعة العديد من التساؤلات هذا الأسبوع وعلى رأسها متى نستفيد من صفايح الزبالة فى البرلمان؟.. وأيضًا كيف تستفيد السياحة من تنشيط "فيفى عبده"؟.

وناقشت الصفحة أزمات وزارة الصحة المتلاحقة وذلك بعد أزمة الأمصال والتطعيمات الأخيرة، وتحدثت الصفحة عن حالة الجدل المصاحبة للقضايا الكبرى وكيف يتحول الجميع لنوعية الخبراء الاستراتيجيين الذين يفتون بدون علم، فيما ألقت الصفحة الضوء على مسلسل سقوط المصريين فخ النصابين أو الظاهرة المعروفة بـ"المستريح".

وفى عالم الفن ناقشت الصفحة أسباب اختفاء عالم الكارتون، ودعوات عودة دبلجة ديزنى باللهجة المصرية، وفى الرياضة تم تناول الأزمات التى فجرها الإعلامى ولاعب الكرة الأسبق خالد الغندور فى الوسط الرياضى.

كيف تستفيد «السياحة» من تنشيط «فيفى عبده»؟


ضربة تلو الأخرى يتلقاها قطاع السياحة فى صمت مع توالى الأزمات على مصر، التى تجعل السائح الأجنبى يُفكر أكثر من مرة قبل اتخاذ قرار السفر لزيارة بلد الأهرامات، وهنا تظهر الحاجة إلى أفكار خارج الصندوق، وغير تقليدية لاجتذاب السائحين مُجددًا، تلك المعادلة الصعبة التى لم يستطع أى مسؤول حتى الآن تحقيقها، رغم أن جهودا غير رسمية تُبذل رغم بساطتها الشديدة لكنها مشكورة فى كل الأحوال.
فى التعديل الوزارى الأخير، رأت الحكومة أن رحيل هشام زعزوع بات قرارا لا مفر منه، فى ظل تدهور الأحوال بدون قدرة على الإبداع أو التفكير خارج الصندوق، لكن الأفكار كانت تقليدية مثل رقص الوفد المصرى فى بورصة السياحة فى برلين، أو عرض صور للمتضررين من انهيار القطاع فى مصر فى طريقة وصفت بـ«التسول»، وبالفعل تمت الاستعانة بالدكتور محمد يحيى راشد لتولى الحقيبة مؤخرا، لكن الحكم عليه مازال مبكرًا.

الفنانة فيفى عبده وفى إطار حملتها لتنشيط السياحة أثارت جدلا مؤخرًا بارتداء زى فرعونى فى أحد مهرجانات الموضة الذى أقيم فى مدينة الأقصر، إلا أنها لم تهتم بالانتقادات الموجهة إليها، وأعلنت حضورها دعما لمصر، خصوصا بعد اكتمال شفائها من الكبوة الصحية التى تعرضت لها مؤخرًا.
محاولة الراقصة المصرية لـ«تنشيط السياحة» يُمكن إدراجها مع الأفكار خارج الصندوق، وبصرف النظر عن عدم وجود صندوق أساسا، لكنها فى النهاية محاولة أحدثت جدلا، وجذبت أنظار الآلاف لمهرجان قد لا يهتم به أحد، فالراقصة الفنانة ارتدت فستانها المثير، كما غنت «الأقصر بلدنا» أثناء قيادتها لـ«حنطور» فى شوارع المدينة السياحية، بالإضافة إلى التقاطها صورا تذكارية مع سياح أجانب، مشيرة بكل ثقة بعلامتها الشهير «5 أمواه»، ورغم أن الأجانب لم يفهموا معناها لكنهم فى النهاية كانوا سعداء. القصة برمتها بعيدًا عن الجانب الساخر فيها تؤكد أن الجميع فى مصر مستعد للعمل وبذل مجهود وتحمل الصعاب، لكنه يحتاج التوجيه الصحيح من المسؤولين، ولأن فاقد الشىء لا يُعطيه ستستمر المعاناة لأطول فترة ممكنة.

لماذا لدغ «15 مستريحاً» المصريين بنفس الطريقة؟


«لا يُلدغ المؤمن من جحر مرتين».. إنما فى مصر هناك أشخاص يصرون على الذهاب إلى الجحر من تلقاء أنفسهم حتى يتعرضوا للدغة، وبعدها يعودون إلى بيوتهم للصراخ والعويل والشكوى مما تعرضوا له، ثم المطالبة باستعادة حقهم.. تلك اللقطات السريعة تكشف علاقة المصريين مع النصابين أو المعروفين إعلاميا بـ«المستريحين».. فكيف لُدغ الشعب المصرى منهم 15 مرة فى عام واحد؟!

المستريح لقب تم تداوله فى وسائل الإعلام بعدما ذاع صيت قضية رجل الأعمال أحمد مصطفى الشهير بـ«المستريح» الذى تم ضبطه وإحضاره فى 8 إبريل من العام الماضى، على خلفية اتهامه بالنصب على المواطنين فى عدد من محافظات الصعيد، والاستيلاء على 30 مليون جنيه، ومنذ تلك الحادثة لا تمر أيام قليلة حتى نُفاجأ بظهور مستريح جديد فى محافظات مصر.

من بين قضايا المستريحين برزت 15 واقعة بارزة تكشف عن تفشى تلك الظاهرة، إلا أن الأسباب بدت أبسط من محاولة الدراسة، فالعامل المشترك فيها استغلال عدم ثقة المواطنين فى القنوات الرسمية الحكومية والرعب من البيروقراطية العقيمة المتوغلة داخلها، ناهيك عن طمع الكثيرين فى تحقيق أرباح طائلة دون تعب، مع الإشارة إلى استغلال جهل البعض أيضًا، ومع ذلك لا يتعلم أحد سواء الحكومة التى تريد زواجا بين المستثمر والفرصة، ثم الإنجاب، وأيضا المواطنين الذين يحلمون بمتعة الزواج دون تحمّل أعبائه.

الأرقام فى قضايا الـ 15 مستريح تُشير إلى قدرة «المستريحين» جميعا على جنى 350 مليون جنيه بطرق متعددة فى محافظات مختلفة، لكن القاهرة الكبرى بحكم العادة سجلت تفوقا بخمس وقائع مستريحين، وتلتها فى المرتبة الغربية بواقعتين، إحداها لشخص يُمكن إطلاق عليه أغنى مستريح، بعدما جنى 108 ملايين جنيه بداعى تشغليها فى المبيدات، وتساوت معها محافظة الدقهلية بنفس العدد، بينما محافظة سوهاج حجزت لنفس لقب أصغر مستريح، بعدما احتال طالب على المواطنين تحت زعم التجارة فى المستلزمات الطبية، وحصل على نصف مليون جنيه.

فيما شملت أهم مجالات النصب سوق العقارات فى خمس قضايا، بينما جاءت المواد الغذائية فى المرتبة الثانية، بينما تنوعت باقى الوقائع ما بين التجارة فى أجهزة اللاب توب، والمبيدات، ومستحضرات التجميل، والأدوات المنزلية، وصناعة البلاستيك، ورغم كل هذا مازال الجميع فى انتظار ضحايا آخرين.


هل أخفق وزير الصحة فى إدارة ملفات الوزارة؟


الإبقاء على أحمد عماد الدين فى منصب وزير الصحة بالتعديل الوزارى الأخير اعتبر مفاجأة بكل المقاييس، نظرا لكثرة الأزمات التى ضربت الوزارة فى عهده، وعدم قدرته على إنجاز أى جديد، الجميع اعتبروا القرار وقتها بمثابة رسالة من الدولة، مفادها منح مزيد من الفرص باعتبار القرار جاء من فترة قصيرة، لاسيما بعد الصدام القوى بين نقابة الأطباء ووزارة الداخلية.

بعد التعديل الوزارى الأخير قالت منى مينا، وكيل نقابة الأطباء: «صدور قرار باستمرار دكتور أحمد عماد كوزير للصحة رسالة واضحة برفض المطالبة الشعبية بإقالة أحد المسؤولين، حتى وإن كانت هناك أسباب عديدة توضح ضرورة ذلك للصالح العام، الرسالة واضحة، والرسالة سلبية».. وبصرف النظر عن محتوى رسالة الدولة، سواء بالاتفاق أو الاختلاف معها، تبقى قاعدة لا يُمكن الاختلاف معها، أن صحة المرضى أهم من أى شىء آخر! وأن ملفات العلاج تحتاج إلى المزيد من الجهود وهناك قطاع يرى أن الدكتور أحمد عماد الدين لم يُنجز أى جديد يذكر فى وزارة الصحة، على العكس يتسم أداؤه بالبطء الشديد، والفقر فى التعامل مع الأزمات القديمة، والجديد منها أزمة وجود بعض الأمصال والتطعيمات الفاسدة بوزارة الصحة، والتى تسببت فى وفاة عدد من الأطفال، وأن هناك أهمية لتغيير السياسات الصحية الموجودة حتى لا يجد رئيس الوزراء نفسه فى مأزق من جديد.

متى نستفيد من «صفايح الزبالة» فى البرلمان؟


خيبة الأمل تُسيطر على المصريين جراء أداء البرلمان الحائر ما بين مشهد غياب النواب، وعدم قدرتهم على الانضباط فى حالة الحضور، وبالتالى إهدار الوقت والمجهود دون فائدة تُذكر، وعلى هذا الحال تسير جلسات تحت القبة، لكن السادة الأعضاء فاجأوا الجميع بقضية خلافية جديدة حول عدم توزيع نسخة ورقية من تقرير لجنة دراسة بيان الحكومة، ليرد عليهم رئيس المجلس بصورة منطقية، بأن الأوراق فى النهاية يكون مصيرها صفايح الزبالة.. وإذا استعنا بطريقة الأستاذ الجامعى فى التفكير يجب التساؤل متى نستفيد من باقى الأشياء المهدرة؟

واقعة عبد العال مع النواب تعود إلى جلسة 10 إبريل عندما أبدى عدد من أعضاء النواب اعتراضهم على عدم توزيع نسخة ورقية من تقرير اللجنة الخاصة المشكلة لدراسة بيان الحكومة، ليرد رئيس البرلمان: «المجلس يتكبد تكلفة باهظة فى طباعة الأوراق، وفى النهاية يكون مصيرها صفايح الزبالة، مش معقول أصرف من 3 إلى 4 ملايين جنيه على طباعة هذا التقرير، وهناك طريقة أسهل لإيصاله للنواب عبّر التاب».

الواقعة المشار إليها أعلاه تقودنا للحديث عن فكرة الترشيد فى البرلمان، ومحاولة الاستفادة من الطاقات والوقت المهدر فى أشياء مفيدة، خاصة إذا كانت صناديق القمامة بالبرلمان تستوعب أوراقا تتراوح قيمتها من 3 إلى 4 ملايين جنيه، إذن هناك أمور كثيرة يمكن ترشيدها تحت القبة.

الدكتور عبد العال نفسه أشار للأشياء المهدرة مرارًا وتكرارا تحت القبة، وعلى رأسها غياب النواب عن الجلسات المخصصة لمناقشة برنامج الحكومة، والتى علق عليها قائلا: «شكل القاعة محزن»، وأيضًا لعبة «الاستغماية» المتمثلة فى طلب النواب للكلمة ثم التغيب عن الجلسة، والتى سيكون عقابها فى نظر رئيس البرلمان حرمان النائب من الكلمة، كما أبدى رئيس البرلمان ملاحظة مهمة حول أن عددا من النواب المتغيبين عن جلسات يظهرون فى الفضائيات باستمرار.

لماذا اختفى عالم الكارتون؟


عقارب الساعة تُشير إلى التاسعة صباحا، ينهض أطفال الأسرة مسرعين ليفتحوا التلفاز فى انتظار أغنية بصوت الفنان الراحل عبد المنعم مدبولى، وهو يقول «كاكى كا» لتبقى الأعين معلقة على الشاشة الصغيرة فى انتظار عرض إحدى حلقات مسلسل للرسوم المتحركة، مثل «كعبول الكلب الأكول وصديقه عبقرينو».. ومع مرور الوقت تلاشت تلك المشاهد ولم يعد لعالم الكارتون مكان فى التليفزيون المصرى.

التاريخ يقول إن مصر دولة صاحبة التجارب القديمة فى هذا الفن، بعدما بدأ فيها عام 1935 على يد الإخوة «فرانكل»، حيث قاما بإنتاج عدد من الأعمال أبرزها شخصية «مشمش أفندى».. ومنذ ذلك الحين لم تتمكن مصر من اقتحام ذلك المجال بالقوة الكافية مع الاكتفاء بمحاولات قليلة، ورغم تأثيرها إلا أنها لم تستمر، ومن آخر تلك المحاولات الناجحة مسلسل بكار الذى يذاع فى رمضان كل عام.

أسباب عدم توغل مصر فى هذا المجال يتلخص فى ضعف الإمكانيات، وتطلب إنتاج هذه النوعية من المواد إلى تكاليف عالية، فالثانية الواحدة ربما تحتاج إلى 15 رسما حتى تخرج بالصورة اللائقة، وبناءً عليه لم نجد منافسا لـ«أفلام ديزنى» على مدار السنوات فى أغلب دول العالم.

محاولة مصرية أخرى للمساهمة فى هذا المجال كانت من خلال «دبلجة» الأفلام وحلقات المسلسات باللهجة المصرية، وأيضا رغم نجاح التجربة التى شارك فيها عدد من نجوم السينما المصرية أمثال محمد هنيدى، وهانى رمزى، وحنان ترك، فإنها توقفت فجأة دون أن يعلم أحد الأسباب، وأصبحت الأفلام «تدبلج» باللغة العربية الفصحى، وبالتالى افتقدت للحس الكوميدى الذى كانت تضفيه عليها اللهجة المصرية وأداء الفنانين المصريين.

منذ أيام انطلق «هاشتاج» عبّر مواقع التواصل الاجتماعى تحت عنوان «ديزنى لازم ترجع مصرى»، من أجل المطالبة بإعادة اللهجة المصرية لأفلام ديزنى كأضعف الإيمان، خصوصا أن الأمل فى إنتاج محتوى مصرى كامل صعب بعض الشىء.. المثير فى الحملة أنها انطلقت من الخليج.. والمهم تفاعل عدد من نجوم السينما المصرية معها وأبرزهم محمد هنيدى، الذى تحمس للفكرة بشكل كبير، إلا أنه يجب أن يترجم ذلك الحماس لأفعال على أرض الواقع.


لماذا لا يفضل الجمهور المصرى «بندق»؟


حلقات الصراع الأبدى بين الأهلى والزمالك لا يُمكن إيقافها يوما ما إلا بإلغاء نشاط كرة القدم، فاحتدام التنافس أهم متع الساحرة المستديرة، لكن إثارة التعصب والفتنة بين الجماهير التى تكون عواقبها وخيمة لتصل أحيانا إلى خسائر فى الأرواح غير مقبولة ومرفوضة من أى طرف، الأزمة أحيانا لا يكون مصدرها جماهير تهتف فى المدرجات، إنما أشخاص يرتدون بدلا أنيقة فى الاستوديوهات، يتحدثون ولا يدرون أثرا أحاديثهم على شباب صغير السن ربما ينساق دون تفكير.

فى الأيام الأخيرة، أثبت خالد الغندور الشهير بـ«بندق» الإعلامى حاليًا ولاعب كرة القدم سابقًا فى الزمالك أن المشجع سهل للغاية الانتقال من المدرج إلى شاشة التليفزيون فى غمضة من الزمن، ويتحدث ويحلل الوقائع المختلفة، ويبدى آراء يشوبها كثير من التعصب للون الأبيض، تصل إلى حد إثارة الاحتقان بين جماهير قطبى الكرة المصرية، فى ظل هجومه الدائم على اتحاد الكرة، بل والاتحاد الأفريقى بداعى مجاملة الأحمر على حساب الزمالك.

«بندق» أثار العديد من الأزمات مؤخرا فى الوسط الرياضى أبرزها تلميحاتها عن تسنين نجم الأهلى الصاعد رمضان صبحى، مما أثار موجة من الجدل حول اللاعب الشاب صاحب الفرحة الأخيرة للفراعنة فى مرمى نيجيريا فى تصفيات أمم أفريقيا.. تلميحات الغندور دفعت عددا كبيرا من الزملكاوية قبل نجوم الأهلى للرد على أحاديثه، وأبرزهم أحمد حسام «ميدو» المدير الفنى الأسبق للأبيض، الذى علق على الأزمة قائلا: «يجب أن تكون قويا وتتحدى الحاقدين».

«الغندور» حاول الخروج من مأزق تسنين رمضان صبحى بعدما توالت الانتقادات عليه، نافيا إثارته للقضية، ملمحا إلى أن أحد الإعلاميين الأهلاوية هو الذى قام بنشر صورة اللاعب معه وقال إنها عام 2000. «بندق» لم يكتف بالدفاع عن نفسه لكنه قرر إثارة أزمة أخرى فى سياق الدفاع عن نفسه، متحدثا عن ترديد أنباء بشأن انتقال أحمد الشناوى حارس الزمالك الحالى إلى الأهلى.. ذلك الربط تردده الجماهير، لكن أن يقوله لاعب كرة سابق وإعلامى حالى يؤكد على أن البندق ليس مفيدا فى كل الأوقات.

كيف أخرج «عالم سمسم» جيلاً من الخبراء الاستراتيجيين؟


ارتبط المصريون فى السنوات الخمس الأخيرة بالخبراء الاستراتيجيين المنتشرين عبر الفضائيات يفتون فى كل شىء، وعلى مواقع التواصل الاجتماعى.. يعلمون كل الأسرار ولا يُخفى عليهم شىء، بواطن الأمور تستقر فى رؤوسهم المكتظة بالمعلومات الجهنمية، ولهذا يجدون من يتابعهم ويُنصت لأحاديثهم.. وبالعودة للوراء قليلا سنجد أن تلك الظاهرة لها أصل داخل كل منهم ارتبط ببرنامج الأطفال الشهير «عالم سمسم».

فى مطلع الألفية بدأ عرض برنامج «عالم سمسم» النسخة العربية من برنامج الأطفال الأمريكى شارع سمسم، وبالفعل حقق نجاحا كبيرا فى مصر لدرجة تعلق الكبار قبل الصغار بشخصياتهم، والتى كان ضمنها شخصية «فلفل» الذى عرف عنه «الفتى بدون علم»، وعلى ما أعتقد أن تلك الشخصية باتت مثلا أعلى لأغلب فئات المجتمع المصرى، الذين أصبح كل فرد منهم خبيرا استراتيجيا فى موقعه، يفتى، ويحلل، وينتقد، دون الرجوع إلى أصل الحدث، أو محاولة جمع معلومات عنه حتى تكون رأيا صحيحا.

«فلفل» اعتاد طوال حلقات «عالم سمسم» التطوع لتقديم حلول المشاكل، لكنه فى الواقع يُحدث فوضى ويتسبب فى زيادة الأوضاع سوءًا، وهذا ما يفعله أغلب فئات المجتمع المصرى على مواقع التواصل الاجتماعى، بالتعصب لرأى دون آخر، وافتعال أزمة من لاشىء، مع الفارق أن «فلفل» كان محبوبا للغاية، ويتعلم من أخطائه، لكن حاليا الكل يُصر على مواقفهم بدون محاولة بذل جهد للتعرف على الحقيقة، المهم هو الاشتراك فى الحدث، مثلما يفعل الخبراء الاستراتيجيون، المهم الظهور على شاشات الفضائيات المختلفة.

فى قضايا الرأى العام وآخرها الضجة المثارة حول ملكية جزيرتى تيران وصنافير لمصر أو المملكة العربية السعودية، وأن نستمع لخبير مخضرم يقر بأحقية الدولة المصرية على قناة، ثم يعلن على قناة أخرى أن الجزيرتين ضمن أملاك السعودية ولا حق لمصر فيهما، ونفس الأمر ينطبق على عالم التواصل الاجتماعى، فقد تحول مجتمع «فيسبوك» إلى خبراء استراتيجيين، منقسمين إلى فريقين، كل منهم له حجته فى التأكيد على موقفه من الجزيرتين.

المحزن أن برنامج «عالم سمسم» توقف رغم أنه كان مفيدا للأطفال، وقادرا على اجتذاب الكبار، لكن أسلوب حياة الخبراء الاستراتيجيين ربما سيظل مسيطرا على المصريين لفترة طويلة، فى ظل التعصب الواضح للآراء، وعدم القدرة على المناقشة وتقبل رأى الآخر.

p.9


موضوعات متعلقة..


- "الأسئلة السبعة".. كيف تتحول لـ"عبيط" فى البرلمان؟.. لماذا يحسد الشباب "القرد وحيد"؟.. هل يأكل وزير التنمية المحلية "الملوحة"؟.. متى سطر "باولو" تاريخه الكروى بدون "صبغة شعر"؟.. أين تماثيلى؟!

- الأسئلة السبعة: من يشترى "حذاء ميسى"؟.. ماذا قال "رامى قشوع" عن خطف الطائرة؟.. كيف يحل "الدى جى" أزمات "التعليم"؟.. كيف يجيد أوباما كل الرقصات؟

- الأسئلة السبعة: كيف استفاد البرادعى من حذف اسمه من المقررات الدراسية.. متى تنتهى "شطحات" نوال السعداوى الموسمية.. كيف تفوقت "إلهام بنت عفاف" على "عاشور بتاع الشرقية".. لماذا نسى المصريون عالمية ميدو؟






مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

معصرة حلوان

السوال رقم 8

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة