بالصور.. مسجد شارع البقرة بالصين شاهد على 700 عام من الوجود الإسلامى فى بكين.. وقبلة المسلمين.. إقبال كبير من المواطنين لشراء اللحوم الحلال من الشارع.. ومكتبة لبيع الكتب الإسلامية ومستلزمات المصلين
الخميس، 14 أبريل 2016 02:53 م
مسجد شارع البقرة
بكين: هانى محمد
عند دخولك منطقة نيو جيه، أو ما تسمى شارع البقرة بجنوب العاصمة الصينية بكين، تجد المبانى الإسلامية، والمساجد فى كل مكان، والكلمات العربية على جميع المحلات التجارية، تتأكد أن هذه المنطقة للمسلمين وجميع من يعملون بها من المسلمين، حيث يتوسط الشارع مكتبة لبيع الكتب الإسلامية ومستلزمات المسلمين والمصلين وتم ترجمتها باللغة الصينية.
أجرى "اليوم السابع" جولة داخل شارع البقرة، الذى يقع فى جنوب العاصمة الصينية بكين، حيث أكد معظم السكان بالمنطقة أنه تم تسميه هذا الشارع بـ "البقرة" نسبة لما تبيعه المحلات من لحوم البقر الحلال، وحتى اليوم لا يوجد فى الشارع إلا اللحوم الحلال، حيث أكدوا على أن المسلمين استوطنوا فى هذا الشارع منذ أكثر من 700 عام، وتم إنشاء أول مسجد بنفس الشارع.
ويستقبل الشارع يوميا مئات الزوار الذين يأتون لقراءة الفاتحة على أرواح الشيخين والأولياء الصالحين، وشارع اللحوم الحلال من المتاجر، والتى أكد عدد من المواطنين الغير المسلمين على نظافة هذه اللحوم وحبهم لها، كما يوجد نصب تذكارى يدل على تاريخ بناء المصلى الأكبر للمسجد، ويعود تاريخه إلى أكثر من 500 سنة.
ويحتفظ المسجد بالعديد من التحف الأثرية القيمة التى تسجل تاريخ الإسلام فى المنطقة، ومن بينها قدر نحاسى كبير وسط ساحة المسجد.
ويعتبر مسجد نيوجيه من أقدم المساجد فى الصين، حيث بنى سنة 996م حسب ما جاء فى "تاريخ قانغشانغ".
وقال أحد العاملين بالمسجد، إن أحد العرب ويدعى الشيخ قوام الدين، قد جاء من بلده إلى الصين، ومعه ثلاثة أولاد ابنه البكر صدر الدين، وابنه الثانى ناصر الدين، وابنه الثالث سعد الدين، وكلهم أذكياء وأكفاء فوق العادة. ومن طبيعتهم أن يعيشوا عيشة الاعتكاف، ولذلك فقد أنعم على كل منهم بلقب أمام المسلمين حين استوطنوا الصين.
أما صدر الدين فقد غادر مقره إلى أماكن أخرى لنشر الإسلام ولم يرجع. وقام سعد الدين ببناء مسجد فى دونغقوه الناحية الشرقية من بكين، كما قام ناصر الدين ببناء مسجد فى ضاحية بكين الجنوبية وهو المسجد الذى نتحدث عنه الآن بأمر من الإمبراطور وقتها.
وتبلغ مساحة هذا المسجد حوالى ألف متر مربع، ومع أن مبانيه لا تختلف عن القصور الكلاسيكية الصينية شكلا وتوزعا إلا أنها مميزة بالزخارف الإسلامية، أما قاعة الصلاة فى المسجد فتواجه الشرق.
وبوابة المسجد مفتوحة إلى الغرب، وأمامها حاجز طوبى كبير، ووراءها برج لمشاهدة الهلال، سداسى الأضلاع مزدوج الأفاريز. وأمام قاعة الصلاة اثنتان من مقصورات الأنصاب الصخرية، تنتصب إحداهما فى الجنوب والأخرى فى الشمال. وتبدو مبانى المسجد منسجمة متناسقة ومحكمة.
وتجد العشرات من المصلين يهرولون إلى المسجد عند سماع الأذان، وتسمعهم يقرأون القرآن بصعوبة بالغة، وذلك ما يثير فى النفوس شعورا بالمهابة والمحبة فى الله، وعلى جدرانها الجنوبية والشمالية نوافذ مكونة بالكتابات العربية. وتظهر على الأعمدة نقوش من الآيات القرآنية والتسابيح الإلهية والمدائح النبوية القوية الخطوط، وعلى جنبات الدعامات القرمزية اللون نقوش لزهور النيلوفر المموهة بالذهب، مما يشكل مع الثريات المعلقة فى القاعة منظرا فريدا من نوعه.
ومن ضمن محفوظات المسجد لوح منقوش عليه أمر أعلنه الإمبراطور كانغشى سنة 1694م بخصوص المسلمين، اذ قيل أنه لما وجد الحاقدين على الإسلام المسجد مضاء بالأنوار المتألقة فى ليالى رمضان، وشى بالمسلمين إلى الإمبراطور بدافع التقرب إليه، وزعم قائلا: "إن المسلمين يجتمعون ليلا، ويتفرقون نهار، فيبدو أنهم يستعدون للتمرد"، حسب ما قاله أحد العاملين بالمسجد.
وأضاف أحد العمال لــ"اليوم السابع"، لكن تبين له أن كل ما ورد فى وعظ الإمام هو من التعليم الإسلامية الداعية إلى الخير والناهية عن الشر، فما لبث أن أصدر أمرا جاء فيه: "ليكن فى علم جميع المقاطعات أنه إذا افترى أحد الموظفين أو الرعايا على المسلمين بالتمرد، متذرعا بذريعة تافهة، فلابد من معاقبته معاقبة شديدة قبل استشارة القيادة العليا. وليتمسك المسلمون بالإسلام دون السماح لهم بمخالفة أمرى هذا. .".
وبعد تأسيس جمهورية الصين الشعبية سنة 1949 خصصت الحكومة مبلغا لترميم مسجد نيوجيه ترميما شاملا ولكنه عانى من التخريبات الخطيرة فى هوس "الثورة الثقافية"، كما أغلقت أبوابه أكثر من عشر سنوات. وفى سنة 1979 أعيد ترميمه على نطاق واسع، وعبر أكثر من سنة من الإصلاحات الدقيقة تجددت ملامح هذا المسجد العريق كما كانت عليه سابقا.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عند دخولك منطقة نيو جيه، أو ما تسمى شارع البقرة بجنوب العاصمة الصينية بكين، تجد المبانى الإسلامية، والمساجد فى كل مكان، والكلمات العربية على جميع المحلات التجارية، تتأكد أن هذه المنطقة للمسلمين وجميع من يعملون بها من المسلمين، حيث يتوسط الشارع مكتبة لبيع الكتب الإسلامية ومستلزمات المسلمين والمصلين وتم ترجمتها باللغة الصينية.
أجرى "اليوم السابع" جولة داخل شارع البقرة، الذى يقع فى جنوب العاصمة الصينية بكين، حيث أكد معظم السكان بالمنطقة أنه تم تسميه هذا الشارع بـ "البقرة" نسبة لما تبيعه المحلات من لحوم البقر الحلال، وحتى اليوم لا يوجد فى الشارع إلا اللحوم الحلال، حيث أكدوا على أن المسلمين استوطنوا فى هذا الشارع منذ أكثر من 700 عام، وتم إنشاء أول مسجد بنفس الشارع.
ويستقبل الشارع يوميا مئات الزوار الذين يأتون لقراءة الفاتحة على أرواح الشيخين والأولياء الصالحين، وشارع اللحوم الحلال من المتاجر، والتى أكد عدد من المواطنين الغير المسلمين على نظافة هذه اللحوم وحبهم لها، كما يوجد نصب تذكارى يدل على تاريخ بناء المصلى الأكبر للمسجد، ويعود تاريخه إلى أكثر من 500 سنة.
ويحتفظ المسجد بالعديد من التحف الأثرية القيمة التى تسجل تاريخ الإسلام فى المنطقة، ومن بينها قدر نحاسى كبير وسط ساحة المسجد.
ويعتبر مسجد نيوجيه من أقدم المساجد فى الصين، حيث بنى سنة 996م حسب ما جاء فى "تاريخ قانغشانغ".
وقال أحد العاملين بالمسجد، إن أحد العرب ويدعى الشيخ قوام الدين، قد جاء من بلده إلى الصين، ومعه ثلاثة أولاد ابنه البكر صدر الدين، وابنه الثانى ناصر الدين، وابنه الثالث سعد الدين، وكلهم أذكياء وأكفاء فوق العادة. ومن طبيعتهم أن يعيشوا عيشة الاعتكاف، ولذلك فقد أنعم على كل منهم بلقب أمام المسلمين حين استوطنوا الصين.
أما صدر الدين فقد غادر مقره إلى أماكن أخرى لنشر الإسلام ولم يرجع. وقام سعد الدين ببناء مسجد فى دونغقوه الناحية الشرقية من بكين، كما قام ناصر الدين ببناء مسجد فى ضاحية بكين الجنوبية وهو المسجد الذى نتحدث عنه الآن بأمر من الإمبراطور وقتها.
وتبلغ مساحة هذا المسجد حوالى ألف متر مربع، ومع أن مبانيه لا تختلف عن القصور الكلاسيكية الصينية شكلا وتوزعا إلا أنها مميزة بالزخارف الإسلامية، أما قاعة الصلاة فى المسجد فتواجه الشرق.
وبوابة المسجد مفتوحة إلى الغرب، وأمامها حاجز طوبى كبير، ووراءها برج لمشاهدة الهلال، سداسى الأضلاع مزدوج الأفاريز. وأمام قاعة الصلاة اثنتان من مقصورات الأنصاب الصخرية، تنتصب إحداهما فى الجنوب والأخرى فى الشمال. وتبدو مبانى المسجد منسجمة متناسقة ومحكمة.
وتجد العشرات من المصلين يهرولون إلى المسجد عند سماع الأذان، وتسمعهم يقرأون القرآن بصعوبة بالغة، وذلك ما يثير فى النفوس شعورا بالمهابة والمحبة فى الله، وعلى جدرانها الجنوبية والشمالية نوافذ مكونة بالكتابات العربية. وتظهر على الأعمدة نقوش من الآيات القرآنية والتسابيح الإلهية والمدائح النبوية القوية الخطوط، وعلى جنبات الدعامات القرمزية اللون نقوش لزهور النيلوفر المموهة بالذهب، مما يشكل مع الثريات المعلقة فى القاعة منظرا فريدا من نوعه.
ومن ضمن محفوظات المسجد لوح منقوش عليه أمر أعلنه الإمبراطور كانغشى سنة 1694م بخصوص المسلمين، اذ قيل أنه لما وجد الحاقدين على الإسلام المسجد مضاء بالأنوار المتألقة فى ليالى رمضان، وشى بالمسلمين إلى الإمبراطور بدافع التقرب إليه، وزعم قائلا: "إن المسلمين يجتمعون ليلا، ويتفرقون نهار، فيبدو أنهم يستعدون للتمرد"، حسب ما قاله أحد العاملين بالمسجد.
وأضاف أحد العمال لــ"اليوم السابع"، لكن تبين له أن كل ما ورد فى وعظ الإمام هو من التعليم الإسلامية الداعية إلى الخير والناهية عن الشر، فما لبث أن أصدر أمرا جاء فيه: "ليكن فى علم جميع المقاطعات أنه إذا افترى أحد الموظفين أو الرعايا على المسلمين بالتمرد، متذرعا بذريعة تافهة، فلابد من معاقبته معاقبة شديدة قبل استشارة القيادة العليا. وليتمسك المسلمون بالإسلام دون السماح لهم بمخالفة أمرى هذا. .".
وبعد تأسيس جمهورية الصين الشعبية سنة 1949 خصصت الحكومة مبلغا لترميم مسجد نيوجيه ترميما شاملا ولكنه عانى من التخريبات الخطيرة فى هوس "الثورة الثقافية"، كما أغلقت أبوابه أكثر من عشر سنوات. وفى سنة 1979 أعيد ترميمه على نطاق واسع، وعبر أكثر من سنة من الإصلاحات الدقيقة تجددت ملامح هذا المسجد العريق كما كانت عليه سابقا.
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة