د. داليا مجدى عبد الغنى تكتب: الأمل دائمًا موجود

الخميس، 14 أبريل 2016 06:10 م
د. داليا مجدى عبد الغنى تكتب: الأمل دائمًا موجود تفاؤب ارشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

داليا-مجدى-عبد-الغنى

كثيرون يؤمنون بالحظ والبخت، ويكيفون حياتهم على هذا المنوال، لدرجة أنهم يهرولون وراء قراءة الطالع، ومحاولة معرفة ما تخبئه لهم الأيام، بالرغم من أن هذا يتجافى بشدة مع الإيمان والعقل، ولكن هناك مشكلة أخرى تواجه البعض، وهى قناعتهم بأنهم قليلو البخت والحظ ؛ وذلك بسبب تعرضهم لعدة نكبات، أو ابتلاءات فيصنفوا أنفسهم على الفور بأنهم "تعساء"، ولا نصيب لهم فى السعادة والهناء، ويرددون المثل القائل: "المتعوس متعوس، ولو علقوا برقبته فانوس".

وإذا بحثنا فى أصل هذا المثل سنجد أنه يرجع إلى قصة أخوين كان أحدهما ثرى والآخر فقير، وكان يتساءل الناس لماذا لا يساعد الثرى أخاه الفقير (المتعوس)، ويعطيه مما أعطاه الله ؟! وفى إحدى المرات صارح أحد أصدقاء الأخ الثرى بما يتداوله الناس عنه، فأقسم له الثرى أنه يحاول مساعدة أخيه الفقير، إلا أنه يرفض ذلك، وقد حاول مساعدة بطريقة غير مباشرة، إلا أنه كان يفشل فى كل مرة، فلاحظ الأخ الثرى أن صديقه لم يصدقه، فقال له، سأثبت لك ذلك الآن، فأعطى صديقـه كيسًا مملوءً بالمال، وطلب منه أن يلقيه فى طريق أخيه المتعوس، ففعل الصديق ذلك، وجلسا فى انتظار الأخ الفقير، وبعد مدة وجيزة دخل عليهما المتعوس، وتوقعا أن يخبرهما بأنه وجد كيس المال، إلا أنه لم يفعل !! فقد أخبرهما أنه اليوم راهن نفسه أن يعود إلى المنزل وهو مغمض عينيه، وأنه فعل ذلك، ونجح، وهنا صاح فيه صديق أخيه قائلاً: "المتعوس متعوس، ولو علقوا برقبته فانوس".

ولكن رغم شهرة هذا المثل، وربما تطابقه مع كثير من الأشخاص، إلا أنه لا يوجد شخص تكون حياته مكبلة بالتعاسة، ولا يدخل فيها، ولو بصيص بسيط من النور، فالحياة بها ميزان العدل، وتعطى لكل إنسان حقه، ولكن النظرة التشاؤمية التى ينظر بها الكثيرون إلى الحياة، هى التى تجعلهم لا يرون ما بها من جمال، ولا يدركون حظهم الطيب فيها ؛ لأنهم مُصرون على تصنيف أنفسهم بالتعساء لذا يغمضون أعينهم عن كل أمل براق فى الحياة، مثلما فعل صاحب القصة الذى أغمض عينيه، فلم ير كيس النقود. لذا حاولوا ألا تغمضوا أعينكم عن مباهج الحياة، وثقوا أن لكل إنسان نصيب سواء من التعاسة أو السعادة، ولكن أين العين التى ترى الأمل من بين طيات الهموم.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة