وقالت اللجنة فى بيان لها: "للأسف الشديد، أنصار الدكتور محمد عبد الرحمن يؤسسون مكتب إدارى موازى وينفصلون عن هيكل الجماعة بمحافظة الجيزة" ودعت اللجنة المنتمين للإخوان بعدم الانفصال، مستشهدة بقول الله "وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ"، وأن الانشقاقات فى الجيزة حدثت بعد حبس مسئول المكتب داخل المحافظة الذى لم تذكر اسمه.
وأشارت لجنة التوثيق إلى أن جبهة محمود عزت القائم بأعمال مرشد الإخوان، هددت المؤيدين لجبهة محمد كمال القيادى بالجماعة، والمعروفة باسم القيادة الجديدة، بقطع الدعم المالى عن المحافظة فى حال مخالفة الأوامر. وأن الانشقاق تم بعد القبض على مسئول المكتب الذى حرص خلال الفترة الأخيرة على التواصل مع جميع أطراف الأزمة فى الجماعة ومحاولة لم الشمل.
وأوضح البيان أن قيادة بالجماعة اجتمعت بأعضاء المكتب الإدارى بعد القبض على مسئول المكتب، طالبا وقف التواصل مع اللجنة الإدارية العليا وقصر التواصل فقط على جبهة الدكتور محمد عبد الرحمن، عضو مكتب الإرشاد مهددا بقطع الدعم المالى عن المحافظة فى حال المخالفة.
ولفتت اللجنة إلى أن أغلب أعضاء المكتب الإدارى اختلفوا مع هذا الرأى، متمسكين بموقفهم السابق بالتواصل مع الجميع والعمل على لم الشمل، موضحة أن هذه القيادة اجتمعت بعدها مع قطاعين جغرافيين فقط، وانضم إليهم عضو رابع وقرروا اختيار مسئول للمحافظة وتأسيس مكتب منفصل بقطاعين جغرافيين فقط، وبدء تشكيل لجان عمل فنية جديدة، والعمل على استقطاب شعب ومناطق وأسر من القطاعين الآخرين.
وأشارت إلى أن الدكتور محمد عبد الرحمن اعتمد هذه الإجراءات معترفا بالمكتب المنشق بقطاعين، وكلف اللجنة المالية بعدم التواصل مع باقى أعضاء المكتب والهيكل الأصلى للجماعة بالمحافظة، واستمر أعضاء المكتب الإدارى الأصلى والهياكل الكاملة للجان الفنية فى الانعقاد ودعوة المنشقين إلى العودة من جديد إلى هيكل الجماعة، وعدم شق الصف، ولا تزال هناك جهود من إخوان المحافظة وبعض الإخوان من خارجها لوقف الانشقاق وحل الأزمة.
يأتى هذا فيما ذكر عصام تليمة، مدير مكتب يوسف القرضاوى السابق، قيادات جماعة الإخوان بـ"شباب محمد" الذى انفصل عن الجماعة فى عهد حسن البنا، وأسس كيانا جديدا بعيدا عن التنظيم.
وقال تليمة فى مقال له عبر صفحته الرسمية على "فيس بوك" إن حسن البنا لم يهاجم قيادات شباب محمد، بل فتح لهم مقر للجماعة ليتخذوه مقرا لهم، ولم يحرض قواعد التنظيم على الهجوم عليهم كما تفعل قيادات الإخوان فى الوقت الحالى.
من جانبه قال هشام النجار، الباحث الإسلامى، إن الانشقاقات الحالية كانت متوقعة منذ البداية بالنظر إلى حجم ومستوى الطموحات التى داعبت مخيلة القيادة الجديدة بعد أن قام الدكتور محمد بديع مرشد الإخوان بتصعيدها وإسناد مهمة قيادة الجماعة لها فيما عرف بتشكيل لجان إدارة الأزمة، وكانت تلك فرصة لا تعوض حاولوا إكسابها الشرعية اللازمة لإزاحة الحرس القديم وإنهاء نفوذه والسيطرة الكاملة على الجماعة.
وأضاف فى تصريح لـ"اليوم السابع" أن التطورات لم تكن فى صالحهم وأنتهى الأمر بالمرشد الذى أسند المهمة إليهم يحاول سحب القيادة منهم من جديد من خلال دعم جبهة محمود عزت نتيجة الفشل فى إدارة الأزمة بالعنف والصراع المسلح الذى صب فى صالح تغذية التنظيمات التكفيرية المسلحة ومضاعفة نفوذ داعش والقاعدة على حساب سمعة الإخوان ومكانتهم داخل الحركة الإسلامية، وهو ما انعكس أيضاً على موقف الإدارة الأمريكية التى كانت تعول على الإخوان حتى يكونوا بديلاً على التنظيمات المسلحة التى تعادى الغرب فإذا بها طوال عامى 2014 و20145 فى الملفين السورى والمصرى تكون عاملاً من عوامل دعم تلك التيارات بصورة مباشرة وغير مباشرة وهو ما أدى لتغير موقف أمريكا من أردوغان ومن الإسلام السياسى والإخوان بصفة عامة.
وتابع: "الآن يبدو توجه الإخوان فى مسار إجراء إصلاحات وإسناد مهمة الإرشاد العام للجماعة لقيادة إصلاحية غير مصرية ومن المتوقع أن يكون المرشد الجديد هو راشد الغنوشى ونقل مقر الإخوان من تركيا إلى تونس وإجراء مراجعات فكرية يباشرها حالياً الغنوشى وبعض القيادات داخل الإخوان مثل حلمى الجزار وغيره، وهذا التوجه بطبيعة الحال سيرسخ من حالة الإنقسام وسيجعل من الانشقاق وإعلان الإنفصال أمراً واقعاً من التيار الذى يرفض المساعى الإصلاحية وتوجه الجماعة نحو المراجعات المؤدية لتسويات، وكذلك ممن يرفضون نقل المقر ومنصب الإرشاد إلى تونس أو إلى أى مركز آخر غير مصر".
موضوعات متعلقة..
- لجنة التوثيق بالإخوان: أنصار محمد عبد الرحمن انفصلوا عن الجماعة بكيان جديد
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة