من المعروف أنه كتبت العديد من الدراسات القيّمة التى تناولت مسألة أهل الكتاب من مختلف الجوانب الدينية والفقهية وأسباب نزول الآيات بحقّهم، والفرق بين عقائدهم، والمقارنة بين كتبهم، وعلاقاتهم مع المسلمين وغيرها.
أمّا هذا الكتاب فقد انتهج أسلوبا مغايرًا، إذ أن المنطلق الأساسى لتأليفه تمحور فى معاينة الجانب اللغوى، من خلال التركيز على التسميات والألفاظ التى عبّرت عن السياقات المتنوعة التى ذُكرت فيها الآيات القرآنية بحق أهل الكتاب، ولتحقيق هذه الغاية، اتبع الباحث الدكتور عبد الرحمن أسلوبين: النهج المعجمى الذى تحرّى جميع الألفاظ التى يتناولها القرآن فى حديثه عن أهل الكتاب، وتبيان المفردات المتكرّرة فى السياقات التى وُصفت فيها حالتهم.
يشتمل الكتاب خمسة فصول، تناول الفصل الأول العلاقة بين الديانات السماوية الثلاثة، اليهودية والمسيحية والإسلام، فى الأمور الدينية والاجتماعية والسياسية، وقارن الباحث بين الآيات المتشابهة فى القرآن والتوراة والألفاظ الدخيلة من العربية والعبرية فى الكتابين المقدسين لدى المسلمين واليهود، وعاين الفصل الثانى توثيق سيرة اليهود فى القرآن الكريم وتوثيق سيرتهم فى القرآن، وانصبّ الفصل الثالث على جلاء صورة النصارى من المنظور الإسلامى، وانفرد الفصل الرابع فى دراسة مفهوم أهل الكتاب، مع التركيز على السياقات العامة التى ذكر فيها مفهوم" أهل الكتاب" أو" اليهود والنصارى" صراحة سويّاً، أو من خلال الإشارة إليهم فى سياقات تلميحيّة عن العلاقة مع أهل الكتاب، أما الفصل الخامس فقد سلّط الضوء على الأنبياء والرسل ودورهم فى تثبيت الدعوة إلى الله. وتمّ التركيز على الأنبياء ذوى الصلة بأهل الكتاب كما تظهر صورتهم فى القرآن مقارنة مع ما كتب عنهم فى التوراة.