ومنذ دخولك للساحة تشعر وكأنك فى العاصمة الفرنسية باريس يجلس الفنانون والعازفون ويتجمع حولهم محبو الموسيقى، يعزفون على الأوتار ويرفعون أصواتهم بالأغانى التراثية الأردنية وفى الجهة المقابلة داخل الميدان ترى عاشقى القراءة منهمكون فى بحر الكتب، حالة من السعادة تقشعر لها الأبدان، يتوسط الميدان تمثال يعبر عن الحب والثقافة قامت بترميمه مؤخراً المؤسسة الثقافية الأردنية بالتعاون بين عمان وفرنسا.
تعددت أسماء الساحة منذ فترة الستينات وحتى وقتنا هذا إلى أن استقرت الأمانة العامة الأردنية على مسمى "ساحة باريس" فى عام 2005 نسبة للتعاون الثقافى الذى يربط بين عمان وباريس ولقرب مقر المركز الثقافى الفرنسى من الساحة بالعاصمة الأردنية عمان ، وكانت تسمى "ميدان الأمعرى"، "وميدان دوار الحاووز" فى فترة الستينات إلى أن تغير اسمها للمسمى الحالى.
يحيط بالساحة عدد من المؤسسات الثقافية والفنية منها نقابة الفنانين الأردنين ، ورابطة الفنانين وعدد من المسارح الفنية الثقافية والمراكز الثقافية الأجنبية والعربية وعدد من القنصليات .
وفى جولة لـ"اليوم السابع" داخل ساحة "دوار باريس" كما يطلق عليها الشعب الأردنى، تجمع عدد كبير فى جانب الساحة يرددون أغنية الفنان صباح الفخرى "فوق النخل" على أنغام العود، وينسجم معهم الجالسين ويدندن الشباب والأطفال فى بهجة وسعادة.
ويقول بسام خلف، عازف عود أردنى، أن ساحة دوار باريس من أفضل الساحات التى يلتقون بها فى العاصمة الأردنية عمان، يجتمعون يومياً ويتبادلون الأفكار والألحان فى أمسيات وحلقات تجمع بين ملحنين وموسيقيين ومطربين يطرحون الأفكار الجديدة والنوت الموسيقية ويتغنون بالأغانى التراثية الشعبية العربية .
وأضاف إن الساحة شهيرة منذ عشرات السنين بالثقافة والفنون ومعظم روادها من الشعراء والفنانين والمطربين وأيضا محبى الرسم والنحت والفنون التشكيلية يقومون باصحاب معدات الرسم الخاصة بهم ويبدأون فى رسم الوجوه من رواد الساحة التى تعتبر مصدر إلهام كبير للفنانين العرب.
وأوضح انه يومياً يجلس فى مكانه المفضل فى ساحة باريس للغناء مع اصدقائه قبل بداية عمله فى أحد المسارح الفنية بالقرب من الساحة لكى يستمتع وكأنه روتين يومى يقوم به لحبه فى الموسيقى والفن .
ويضيف "حازمى زويدى"، مطرب أردنى، أن الساحة مشهورة بوجود الفنانين والممثلين ينهون أعمالهم اليومية ويجتمعون بالساحة والقهوة المجاورة لها فى تواضع شديد وسط جمهورهم ويدخلون فى حلقات نقاشية عن الفن فى العالم العربى ويهدون خبراتهم للأجيال الجديدة من محبى الفن من الشباب ويقدمون لهم النصائح والمحبه ليبدأون بها حياتهم الفنية.
واستطرد أن سبب شهرة الساحة هو وجود عدد من المراكز الثقافية والمسارح الفنية ونقابات الفنانين والموسيقيين بالعاصمة الأردنية عمان، مما دفع أهل الفن على الالتقاء بجانب مقراتهم الفنية بالإضافة لوجود عدد كبير من الأجانب فى منطقة جبل اللوبيدة لاعتبارها من المناطق الأثرية القديمة فى عمان التى تحتفظ بالتراث الأردنى القديم.
ويحكى عمر ماهر، فنان شاب، أن منطقة ساحة باريس التى تقع بجبل اللوبيدة يتنظم فيها عدد من الحفلات الموسيقية للفنانين والمطربين ومنها حفلات "اتوستراد باند" ووسط البلد المصرية التى تأتى خصيصاً لإقامة حفلات بالسحة التى تمتلأ بمئات الشباب لسماع الموسيقى.
وأضاف أن تنظم فيها مسابقات للرقص الغربى والفنون الجديدة على المستوى المحلى لتشجيع الشباب على الأقبال الفنى وحب الموسيقى والفنون ووضعهم على الخطوة الأولى للانطلاق إلى عالم الفن.
بينما قال إسلام جرب، مطرب أردنى، أن إلقاء الغناء والأشعار بساحة باريس أهم ما يميزها التى تظل حتى الساعات الأولى من الليل وكأن أهل اللوبيدة لا يستطيعون النوم من شدة الأنبهار والأنسجام بما يقوم به الفنانين.
وأضاف أن معظم الفنانين والمشاهير أنطلقوت من ساحة باريس بالعاصمة الأردنية عمان وتم اكتشافهم فنياً ثم انطلقوا إلى عدد من المؤسسات الفنية الكبرى ومنها دار الأوبرا المصرية ومعهد الموسيقى العربية بالقاهرة الذى يسعى عدد كبير من الشباب بالأردن بالدراسة فيه، متمنياً ان يكون هناك تعاون ثقافى بين المؤسسات الثقافية الأردنية والمصرية والتبادل الثقافى قائلا: "مصر بها عدد كبير من الفنانين وأصحاب الخبرة نريد أن نتعلم منهم وينقلوا خبراتهم إلينا".