نقلاً عن اليومى ..
أرسل الخديو عباس حلمى الثانى برسالة إلى الصدر الأعظم للدولة العثمانية، فريد باشا تتعلق بـ«مسألة العقبة»، وذلك ضمن الجدل الدائر مع الدولة العثمانية حول ترسيم حدود مصر، وهى القضية التى يشرح أحمد شفيق باشا كل تفاصيلها فى مذكراته «الهيئة العامة لقصور الثقافة - القاهرة»، ويذكر فيها أنها بدأت مع تولى عباس الثانى حكم مصر «8 يناير 1892 - 19 ديسمبر 1914»، حيث أرادت تركيا إخراج سيناء من فرمان التولية، فعارضت انجلترا كقوة احتلال لمصر، وانتهى الخلاف بأن بقيت إدارتها فى يد الحكومة المصرية، ويقول «شفيق»: «فى يناير 1906 أصدرت الحكومة أمرها إلى براملى بك، مفتش جزيرة سيناء بوضع خفر من البوليس فى نقب العقبة، لمراقبة الحدود، منعا لتهريب الأسلحة، فلم يسمح اللواء رشدى باشا قائد الحامية التركية بالعقبة بذلك، فأخطر الحكومة التى طلبت من السلطان تعيين لجنة من الأتراك والمصريين لتحديد التخوم بين سيناء وسوريا، فلم يحرك ساكنا، وعند ذلك أرسلت الحكومة المصرية بلوكا من العساكر النظامية مع الأميرالايين سعد رفعت بك قومندان سيناء، وبراملى بك، على الوابور «نور البحر» لاحتلال وادى طابا فنزلوا بها، رغم معارضة الأتراك».
كان عدد الجنود المصريين الذين نزلوا فى طابا 50 جنديا، وبالرغم من أن رشدى باشا حاول إقناع القائدين «رفعت بك وبراملى بك» بأنه لا محل لإقامتهما، إلا أنهما أصرا على رأيهما، فاستدعى الخديو عباس ناظر خارجيته «بطرس باشا غالى»، وتفاهم معه فى الموضوع، واجتمع مع بطرس بعد ذلك بالنظار، ثم تقرر بعد أن صدر الأمر بسحب القوة المصرية إلى جزيرة فرعون الرد على الصدر الأعظم بالتالى: «من القديم فإن موقع طابا تحت إدارة الحكومة المصرية، ومن الثابت أن التلغراف الوارد من مقامكم السامى يوم 11 رمضان سنة 1309 هجرية - 9 إبريل 1892 بخصوص شبه جزيرة سيناء يقرر حفظ الحالة على ما كانت عليه، ومن حيث إن قومندان العقبة يمانع فى وجود العساكر المصرية هناك، فى حين أن الغرض من وجودهم هو منع تهريب الأسلحة، ولكن منعا لسوء التفاهم أمرنا بسحبهم، ومن حيث إن ثقتى بأن هذا لا يرضى صاحب الجلالة الخليفة، فحسما لهذه المشاكل ومنع تكرارها، أرجو تعيين مندوب من قبلكم ليتفق مع المندوب المصرى على تعيين الحد الفاصل، وبذلك لا يقع تعرض آخر لإقامة العساكر المصرية الذين تقضى الضرورة بوجودهم».
رد الصدر الأعظم فى أواخر يناير، بأنه: «لعدم وجود خلاف بنقطة طابا المجاورة للعقبة، فلا محل لتعيين خط فاصل، ونرجو بذل همتكم فى منع الخطر الذى يحدث من إنشاء قوة عسكرية هناك»، ويقول «شفيق باشا، أنه بناء على هذا الرد أرسلت المدرعة «ديانا» الإنجليزية إلى طابا فى 17 فبراير لمنع العساكر التركية من التوغل فى سيناء وللمحافظة على القوة المصرية بجزيرة فرعون وعدم احتلال الأتراك لها».
تشتمل هذه القضية على مكاتبات كثيرة بين السلطات المصرية، والدولة العثمانية ترتكز جميعها على نقاط الحدود المصرية وموقع طابا والعقبة فيها، حيث ترى تركيا أن طابا ليست ضمن الحدود المصرية، فيما يتمسك الاحتلال الإنجليزى لمصر بإخلاء طابا من الجنود الأتراك، وفى يوم 11 إبريل عام 1906 سافر أحمد شفيق باشا رئيس الديوان الخديو إلى الأستانة، ومعه ملف يشمل على جميع المكاتبات والوثائق التى تؤكد أن طابا أرض مصرية، وحسب «شفيق باشا»، تلقى يوم 22 إبريل رسالة من الخديو عباس حلمى الثانى موجهة إلى الصدر الأعظم، وفى اليوم التالى «مثل هذا اليوم 23 إبريل 1906» توجه بالرسالة إلى الصدر الأعظم وسلمها له، ويذكر شفيق: «بينما كان يقرأها، دخل شخص لا أعرفه فبدا على الصدر الامتعاض لوجوده وثنى جانب التقرير حتى لا يرى ما فيه، ثم قال لى بالفرنسية: أخبر الجناب العالى أننا نجرى اللازم الآن لإنهاء مسألة طابا ويلزم أن يساعدنا، فقلت له إن بطرس باشا ينتظر المعونة فى مسألة الدير بالقدس، فأجابنى: عليه مساعدتنا فى مسألتنا، وعلىّ أن أرضيه تمام الرضا»، واستمرت القضية.
موضوعات متعلقة..
- سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 22 أبريل 1956.. حاكم اليمن يفاجئ عبد الناصر فى جدة بـ40 طفلا تحت المقاعد
- سعيد الشحات يكتب : ذات يوم ..الملك فاروق يبدى للسفير البريطانى استعداده للتنازل عن العرش
- سعيد الشحات يكتب : ذات يوم.. وفاة محمد شريف باشا " أبو الدستور المصرى"
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة