يقضى عم إمام يومه كله فى البحر، فينام فى قاربه، يستيقظ بعد صلاة الفجر، ويبدأ فى فرد شبكته، لانتظار رزق لا يعلمه سوى الله، وبعد أن يجذب ابنه الأصغر، هلال، الشبكة، يجمعان السمك الذى رزقهما الله به، ليعطيه لزوجته لتبيعه بدورها فى السوق، يستمر فى الصيد حتى الساعة السابعة مساء، ويترك "الغزل" ليلاً فى المياه حتى يجذبه فى الصباح، وبكلمات تحمل الرضا بين طياتها يقول عم إمام: "ممكن اليوم كله نطلع بكيلو أو اتنين.. ده رزق فى ميه محدش يعرفه".
وبين مفارقات الماضى والحاضر يرجع الصياد الستينى بذاكرته للوراء، فيشعر بامتعاض لما آل إليه الوضع فبكلمات تحمل سخطه على وضع النيل اليوم يقول: "ده بقى نهر مجارى مش نهر النيل"، مشيراً لما يحدث فى مياه النيل من تلوث، تؤدى إلى موت الأسماك، مؤكداً أنه لم يعد يجد أنواعا كثيرة من الأسماك كتلك التى كانت موجودة قديماً، فيعدد أنواع السمك قديماً قائلاً: "زمان كنت ألاقى البورى، والقشورة، والشيلان، والبنية، والحناشة، والكراكير، والبلطية، والقراميط، لكن دلوقتى مفيش غير قراميط وبلطية هما اللى بيستحملوا التلوث"، ويستمر فى مقارنته بين الحال قديماً وحالياً: "النيل مبدأش يبوظ غير بعد عبد الناصر الله يرحمه، من بعدها بدأ التلوث، ده غير الدنيا اللى غلت، زمان كان المركب بـ200 جنيه، دلوقتى بـ4000، والخير زمان كان موجود، كنت ببيع السمك التعابين بـ30 ساغ.. دلوقتى اليوم كله مبطلعش منه غير بـ20 جنيه ميعيشوش حد".
ولأن المهنة لم تعد تأت بهمها بعد 55 سنة شغل، فلم يورثها عم إمام لأبنائه السبعة، ويقول مستنكراً: "هى الصيادة فاضل فيها حاجة؟.. كل ولادى متعلمين"، لكنه رغم ذلك ما زال متمسكاً بها ويبرر ذلك بـ"بدل القعدة، وعشان أسلى نفسى فى وقت فراغى، وعلى الأقل أجيب لبيتى أكله".
موضوعات متعلقة..
طوارئ بميناء الأتكة بالسويس استعدادا لنوة الكرم
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة