تعافى الأنبا بيشوى، مطران كفر الشيخ والبرارى، ورئيس دير القديسة دميانة، من العملية الجراحية التى أجراها بالبطن الأسبوع الماضى بأحد مستشفيات مصر الجديدة بعدما تماثل للشفاء وأنهى الأطباء متابعة حالته، وغادر المستشفى صباح اليوم الأحد.
"اليوم السابع" زار الأنبا بيشوى الملقب بـ"صقر الكنيسة" فى جناحه الذى يحمل رقم 207 بالدور الثانى بالمستشفى الذى ازدحم بالزوار من طلابه القساوسة والأساقفة الذين تتلمذوا على يديه وكذلك محبوه من شعب الكنيسة وطلاب معهد الكتاب المقدس الذى يدرس به اللاهوت الدفاعى، ووفد من ائتلاف أقباط مصر.
بمجرد أن تصل إلى الطابق الثانى بالمستشفى، وقبل أن تسأل العاملين عن الجناح، يبتسم لك العامل ويشير إلى الغرفة 207 ويقول "سيدنا هنا"، وأمام الغرفة يصطف طابور من المحبين الراغبين فى زيارته، بينما كان بالداخل ثلاثة من كبار أساقفة الكنيسة، الأنبا رافائيل سكرتير المجمع المقدس وأسقف كنائس وسط البلد، والأنبا متاؤوس رئيس دير السريان الذى ترهب فيه الأنبا بيشوى، والأنبا أثناسيوس أسقف بنى مزار الذى جاء من المنيا خصيصًا لزيارته، فاضطرت إدارة المستشفى لغلق الغرفة حتى يخرج الأساقفة الثلاث من زيارة المطران الكبير، بينما وقف على الباب اثنان من كهنة إيبراشية كفر الشيخ والحامول التابعة إداريًا للأنبا بيشوى، بالإضافة إلى القمص غبريال الأورشليمى كاهن الكنيسة المصرية بالقدس الذى جاء مندوبًا عن الأنبا أنطونيوس مطران القدس يحمل الزهور للأنبا بيشوى ويبلغه تمنيات الأخير بالصحة والشفاء.
وحين دخلت للاطمئنان على صحته، كان القمص غبريال قد تمكن من الدخول بعدما غادر الأساقفة الثلاث، فسأله الأنبا بيشوى بابتسامة مودة "أريد أن أرسل هدية لمطران القدس هل تذهب إلى هناك؟، فرد القمص غبريال: الزيارات لا تنقطع بيننا وبين إيبراشية القدس ونتشرف بما سترسله يا سيدنا، فاطمأن الأنبا بيشوى إلى إمكانية إرسال الهدية التى قال إنه جهزها ليرسلها للمطران تهنئة له على سيامته (تعيينه) وتوليه أمر المدينة المقدسة.
صافحت الأنبا بيشوى، فسألنى هل تعرفين دلالة "اليوم السابع"؟، قلت أعرف أن له دلالة دينية توراتية، فأجاب "اليوم السابع هو يوم الرب فى سفر التكوين بالعهد الجديد وهو يوافق يوم السبت حيث اعتاد اليهود أن يتوقفوا عن أى عمل فى هذا اليوم حتى وإن كانت مداواة المرضى أو إطعام المحتاجين، وحين جاء السيد المسيح أراد أن يعلمهم ضرر ذلك، فأبرئ الأعمى يوم السبت وعمد إلى تكرار معجزاته فى هذا اليوم.
ابتسمت له وقلت أن التعبير يبرئ المرضى، هو نفس التعبير الذى استخدمه القرآن الكريم فى وصفه لمعجزات المسيح حين قال تعالى فى سورة " آل عمران «وَأُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ...». وجاء فى سورة المائدة الآية 110 «... وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى? بِإِذْنِي»، ففرح الأنبا بيشوى حين اكتشف تطابق تعبيرى القرآن والإنجيل عن نفس الواقعة.
وعاود هوايته المفضلة فى إلقاء دروس اللاهوت حتى وإن كان مريضًا، فقال: اليوم السابع هو اليوم الذى استراح فيه الرب بعدما أتم الخلق ولكنه اليوم الذى نزل فيه آدم إلى الأرض من السماء وبحسابات السماء فإن اليوم يمتد لملايين السنين، لذلك نحن نعيش جميعًا فى اليوم السابع حاليًا، أما اليوم الثامن فهو يوم القيامة ونهاية العالم، لذلك يوم الرب فى المسيحية هو يوم الأحد ثامن أيام الأسبوع".
كان الزوار يستمعون للمطران بالكثير من الدهشة والصمت، وكأن على رءوسهم الطير، وهو يصر أن يعلم الجميع حتى فى مرضه ووهنه، حتى أن قناة مارمرقس الناطقة باسم الكنيسة كانت قد أعدت العدة ونقلت وحدة تصوير خارجية إلى المستشفى ليلقى الأنبا بيشوى برنامجه منها على الهواء مباشرة فى موعده الأسبوعى كل خميس بناء على رغبته، إلا أن كثرة الزوار وانشغاله بهم حال دون ذلك فأعتذر واكتفى بتسجيل فيديو دقيقتين طمأن فيه شعب الكنيسة على صحته.
وعلى عكس الشائع عن الأنبا بيشوى رجل اللاهوت الأرثوذكسى الذى هاجم الكثير من المختلفين معه من أصحاب الطوائف الأخرى، إلا أن الاقتراب الإنسانى من المطران يكشف عن ملامح أخرى فى شخصيته أهمها الود وإكرام الضيف حتى وإن كان من المختلفين معه فكريًا.
فى اليوم التالى لزيارة "اليوم السابع"، كانت الغرفة 207 على موعد مع زيارة البابا تواضروس الثانى الذى حرص على زيارته بنفسه مع سكرتاريته الخاصة قبل أن يغادر المطران المستشفى فى اليوم التالى ليعود لمواصلة دروس اللاهوت التى لا يكف عن تحصيلها أو إلقائها أيًا كانت حالته.
الأنبا بيشوى يغادر المستشفى بعد إجراء جراحة بالبطن.. غرفته تزدحم بالزوار بدءًا من البابا تواضروس حتى تلاميذه القساوسة.. يصر على إلقاء دروس اللاهوت من سريره فيشرح دلالة "اليوم السابع" فى العهد القديم
الأحد، 03 أبريل 2016 07:55 م
البابا خلال زيارته للأنبا بيشوى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة