اتسم بطبيعة قلقة، دائما يتوجس شرا من الغرباء، ربما لعلّة تأصّلت بحكم النشأة والتربية.. ذات مساء وهو عائد لمنزله
أقبل عليه أحدهم، فاتحا ذراعيه ومبتسما ابتسامة ملأت وجهه
سلّم على الزائر بفتور، محاولا تذكره جيدا، لم تُسعفه الذاكرة، فمن يقف أمامه بشوشا، شخص تجاوز الأربعين بقليل، مغضّن الوجه، أشتعل رأسه شيبا فى مناطق وانحسر فى أخرى، تتدلى بطنه أمامه، ولا يدرى لعلّة مرضية أو رخاوة الحياة وندرة الحركة...
قال وهو يبتسم: ألا تتذكرنى ؟
رد بفتور لاحظه المحيطون، كلا..
عرت الزائر سحابة من الإحراج، فحاول أن يداعبه قائلا ألست أنت فلان ؟
ردّ عليه بتجهم أكبر، فعلا أنا فلان لكنى لا أعرفك وحاولت أن أتذكرك ففشلت
اعتذر وانصرف سريعا.
هل ما فعله صواب ؟ سؤال طرحه على نفسه كثيرا وهو عائد لمنزله، ربما يكون أحد المعارف القدام، لكنى فعلا لا أتذكره، وإن كان صديق مقّرب، واختفى كل تلك السنوات الطوال، فما الداعى ليتذكرنى الآن ؟!
زاد ضيقه، ولم يدرى إلاّ وصوته يعلو بعبارة سمعها من حكيم قديم "سحقا لصداقات وعلاقات تأتى فى الوقت الضائع".
ساعة- أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة