ويمثّل هذا الكتاب تتويجاً لمسار علمى طويل فى هذا الحقل الثقافى اللغوى، ويتوجه إلى المختصين وغير المختصين، ينطلق مؤّلفه من موقف فكرى يرى أن الحضارة إرث مشترك، وأنّ العرب فى عصورهم الزاهرة أسهموا إسهاماً حقيقيّاً فى هذا الإرث.
وتعود أهمية الكتاب إلى أنه يعيد النظر فى تاريخ الرياضيات والفلسفة ويدرس الزوايا والمقدار، لا سيّما مسألة الزاوية المماسّة فى علاقة الرياضيّات بالفلسفة، حين لا يجد الرياضى جواباً عن مسألة من مسائله فيبحث عن حلول لها فى الفلسفة. وتعتمد إعادة النظر هذه على عدد كبير من المخطوطات التى لم يتمّ نشرها من قبل، يجدها القارئ مثبّتة فى أصولها العربيّة، ومترجمة إلى اللّغة الفرنسيّة، ويمكن اعتماداً عليها أن يتبيّن أنّها كانت مصادر الرياضيّين الأوربيّين فى القرنين السادس عشر والسابع عشر للميلاد.
والبروفيسور رشدى راشد، حصل على درجات عليمة مختلفة وتقلد رئاسة مراكز ثقافية وعلمية متنوعة، حيث حصل على ليسانس الفلسفة من جامعة القاهرة، وليسانس الرياضيات ودكتوراه الدولة فى تاريخ الرياضيات وتطبيقاتها من جامعة باريس، وعُيِّن باحثاً بالمركز القومى للبحث العلمى فى باريس، وأصبح مدير للأبحاث من الطبقة الممتازة، وأدار وحدة الابستيمولوجيا وتاريخ العلوم الدقيقة، وقسم الدكتوراه فى فلسفة العلوم وتاريخها، ومركز تاريخ العلوم والفلسفة العربية بالمركز القومى وجامعة باريس السابعة. وعُيِّن أيضاً أستاذ فلسفة الرياضيات وتاريخها بجامعة طوكيو، وأستاذاً زائراً فى تاريخ الرياضيات والعلوم فى عدّة جامعات.
وأشرف على إعداد موسوعة تاريخ العلوم العربية فى ثلاثة أجزاء، بعدّة لغات؛ وموسـوعة تاريخ العـلوم فى الحضـارة الإسلامية فى ألف صفحـة باللغة الإيطالية، وحصل على جوائز وميداليات من المركز الفرنسى للبحث العلمى، والأكاديمية الدولية لتاريخ العلوم، وأكاديمية العالم الثالث للعلوم، وهيئة اليونسكو، ومؤسسة الكويت للتقدم العلمى، ومنظمة المؤتمر الإسلامى، ومعهد العالم العربى، وميدالية وجائزة أحسن كتاب فى الدراسات الإسلامية من إيران.
ومُنِح البروفيسور رشدى حفنى راشد هذه الجوائز تقديراً لجهوده العلميَّة فى إبراز العلوم البحتة عند المسلمين؛ بحثاً وتحقيقاً وتعليقا ودراسةً وترجمةً، مؤرخاً لإنجازات المسلمين فى مجالى الرياضيّات والضوء فى مختلف مراحل الحضارة الإسلامية.
وأمضى البروفيسور راشد أكثر من أربعين سنة باحثاً فى تاريخ العلوم الرياضية فى الحضارة الإسلامية، وتطبيقاتها، فأعاد تحليل علاقة الرياضيات بالمناظر التجريبية عند ابن الهيثم وخلفائه؛ واكتشف مؤلفات العلاء بن سهل، التى تتضمَّن أول نظرية للعدسات ولعلم انكسار الضوء، وجدّد معرفتنا بما أتى به الحسن بن الهيثم، فى الميدان نفسه، وما أتى به كمال الدين الفارسى؛ وبخاصة نظريته فى قوس قزح. كما درس ما تُرجم من المؤلفات اليونانية، المفقودة أصولها، واكتشف مؤلفات علماء القرن الثالث الهجري؛ مثل قسطا بن لوقا والكندى، وكان أغلبها مجهولاً، فحقّقها، وقام بالشرح الرياضى والتاريخى لكلٍ منها.
موضوعات متعلقة..
جائزة الشيخ زايد تعلن جوائزها وإبراهيم عبد المجيد يفوز بـ"ما وراء الكتابة"
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة