هيئ لى أننى سأقضى عمرى أسيراً لقلمى وكلماتى، حيث أعشقهما بكل جوارحى معبراً عن كل آلام الناس محللاً لما تراه عينى من سلبيات وإيجابيات فى وطنى الحبيب، بل الأمة العربية.
لقد وضعنى قلمى فى موقف العداء (لكننى لا أحبذ العداء) لتيار عريض وعنيد وهو الإرهاب، الريح المسموم الذى تفحش وهب على مصرنا وأمتنا والعالم أجمع.
إنه ليبعث فى نفسى حزناً لا حد له، من هؤلاء المخربين فى الوطن والأمة، الإرهابيين الذين لا يقتصر فقط حملهم السلاح، ومصوبى الطلقات وحاملى المتفجرات والأحزمة الناسفة، بل الذين يعدون الشائعات والقادرين على تمريرها شأنها شأن كثير من أى سلعة أو منتج يتم تسويقه واستهلاكه محليا، وحين يتعلق الأمر بتصفية حسابات فردية أو شخصية، وبعضها مستورد تصنعه أجهزة متخصصة فى ذلك الشأن، حيث يتعلق الأمر بتهديد الأمن الداخلى والخارجى لبلادنا وأمتنا.
الإرهاب هو الآن حديث الساعة، وهو الشعل الشاغل لدى كل المصريين، بل الشعوب والأمم كافة على اختلاف دينهم ومستوياتهم، والمتهم الأول الآن هم المسلمون، ولذا فقد دأب الغرب على إطلاق إرهاب إسلامى وأصولى وارتفعت الصيحات (المسلمون معتدون! المسلمون إرهابيون! المسلمون يعودون إلى همجيتهم الأولى!) ويبدو لنا جميعاً أن حبل هذا الإفك لا ينقطع عند كل عملية إرهابية تقع فى بلاد الغرب، والإصرار على إتهام الإسلام بأنه دين إرهابي، فهذا نوع من الإسقاط الذى يعنى دفع المرء إلى اتهام غيره بما فى نفسه هو من شر، بيد أن السلبية والإرهاب يأتى من بلادهم إلى بلادنا التى تريد الإصلاح والبناء، فهم أصحاب السلبية فلم يحبون أن يحيوا على حساب الآخرين، ونقول لهم أن الإسلام الذى شرف الدنيا كلها بعيد بعيد كل البعد عن هذا الافتراء والهراء، فالإسلام وهب الحياة بدل الموت، ونوراً بدل الظلمة .
دعنى عزيزى القارئ أصرخ فى أذن كل إرهابى يرهب الآمنين الأبرياء الذين لم تبد منهم عداوة ولا إعتداء على أحد . لا ترحم رضيعاً أو صغيرا ولا امرأة ولا شيخاً كبيرا و لا عالماً مرموقا ولا حاكما وتخرب وتدمر فى كل مكان، ألا تعلم أن الله نهى عن الفساد فى الأرض بعد إصلاحها، فلست أدرى تحت أى مبرر دينى من الأديان يبرر الإرهابيين أسلوبهم وعنفهم .
فإن من واجبات المصلحين والعلماء والدعاة النهى والنصح عن الإرهاب والبغى والإفساد فى الأرض، فإن الإصلاح الحاد بين الأطراف وطرق العيش لدى الشعوب وبين الحكام والمحكومين من جهة أخرى ويتحقق ذلك بالمحافظة على الثوابت وحمايتها وإقامة جميع واجبات وفروض الكفاية والمصالح المشتركة بين المواطنين وإقامة العدل والمساواة بين أبناء الشعب الواحد والأمة الواحدة .
فإن الإصلاح فى المجتمع هو العدل الذى هو أساس الملك والأمن هبة العدل، أيضاً محاربة البطالة والكسل والتكافل والتعاون والتقوى بين أفراد المجتمع ومحاربة الفقر، فقد كاد الفقر أن يكون كافراً، فبالله كيف لا يكون هناك جريمة وإرهاباً إلا إذا تم معالجة كل هذه الأمور. فيجب تنقية المجتمع من عوامل الانحراف والإرهاب ومراتع الجريمة ومحاربة العداوة والبغضاء والحقد، والأهم من هذا وذاك حفظ الشباب من جميع عوامل وأسباب الانحراف الفكرى . فالإصلاح يتطلب مننا كثيراً، مواجهة هؤلاء الإرهابيين والجهاد ضدهم حتى يقضى الله أمراً كان مفعولا، فلا يسعد أحد هذا السيل المندفع من الإرهابيين فى كل مكان من بقاع الأرض .
بلا شك أن إصلاح المجتمع هنا سداً منيعاً وحاجزاً متيناً يمنع ظهور الإرهاب وجرائمه والانحرافات وسوف يسود المجتمع أعلى مستوى من الأمن والاستقرار والحياة الطيبة التى لا يخاف فيها أحد ولا يرهب أحداً أحد ولا يظلم فيها أحد ولا يجوع فيها أحد .
وقى الله مصرنا (الكنانة) شر هؤلاء الإرهابيين وأولئك وحماها الله وأبقاها الله منارة للأمن والأمان والسلام والتقدم والاستنارة .
صورة أرشيفية