أسامة عبد الحميد يكتب: قبل أن يحين الموعد

السبت، 09 أبريل 2016 06:15 م
أسامة عبد الحميد يكتب: قبل أن يحين الموعد أسرة - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى حياتنا فرص عديدة للسعادة أهمها التواصل مع العائلة والأهل والأصحاب، تضيع تلك الفرص بسبب مشاغل الحياة وتكون فى آخر درجة من درجات الاهتمام وربما تنعدم من الغضب على من حولنا لأسباب ما، فربما ننتقم منهم ولا نعلم أننا ننتقم من أنفسنا وربما نجعل فى داخلنا سواد يحول كل ألوان الحياة لوناً واحدا غامقاً يحجب عنا نور الشمس.

منذ عام شاهدت فى إحدى القنوات الفضائية المتخصصة بالأفلام الأجنبية فيلم "ماى لايف" بطولة النجم مايكل كيتون والنجمة نيكول كيدمان، وكان الفيلم سبباً بأنى اتصلت فى اليوم التالى بشخص عزيز على جداً كان الاتصال بيننا قد قطع من سنين طويلة، وبعد عام شاهدت نفس الفيلم على نفس القناة، وتدور قصته حول شاب عاش حياته ساخطاً من أفراد أسرته لأنهم لم يكونوا يهتمون به، وعندما كبر ترك عائلته ورحل لولاية أخرى ليعيش بعيداً عن أسرته من غير أن يتواصل معها لمدة عشر سنوات، ثم يتزوج وتحمل زوجته بطفله الأول وفجأة يصاب بمرض السرطان ويخبره الأطباء أنه لن يعيش لأكثر من عدة شهور، فيبدأ يتصرف بطريقة غريبة حيث يقوم بتصوير أشرطة فيديو تتمثل فى تربيته طفله من خلالها وكأنه معه يعلمه ويدربه فى كل مراحل نموه.

قصة الفيلم تتحدث عن الفرص التى تضيع من يد الإنسان من غير أن يشعر بقيمتها إلا بعد فوات الأوان، قصة فلسفية تحمل عمقاً إنسانياً عظيماً عن القيمة الحقيقية لحياة الإنسان والسعادة التى يضيعها فى بحثه الدائم عن المادة وسعيه لها وطموحه الذى لا ينتهى، عاش الشاب غاضباً على أسرته وعندما مُنح الفرصة ليكون مختلفاً عنهم فى تربية طفله حيث كان من الممكن ألا يقتنص الفرصة ويكون غير مبالى كأسرته بدلاً من إحساسهم بالسعادة وهو ينمو أمامهم، لكنه يصطدم بمرضه الذى يجعله يكتشف الحياة من جديد ويعى تماماً قيمة الحياة إلى جانب الأسرة.

الفيلم رسالة لمن لا يستطيعون أن يكتشفوا قيمة الحياة إلا حينما تضيع منهم كل الفرص وتصبح الحقيقة أمامهم واضحة، حينما يصلون إلى نهاية الطريق فلا يرون وراءهم إلا طريقاً مظلماً لم يتعرفوا إلى مناطق النور فيه، وعندما وضعوا أقدامهم على أول مناطق النور اكتشفوا أن موعدهم قد حان.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة