العالم كله يعانى من ثغرات أمنية وما يقال فى نشرات الأخبار لم يثنينى عن الحضور لمصر
ترأست الفنانة والمخرجة الفرنسية «نينو كيرتادزى» «لجنة تحكيم مهرجان الإسماعيلية الدولى فى دورته الـ 18، وهى الممثلة التى ترشح فيلمها الروائى «الشيف يقع فى الحب» للأوسكار، ونالت العديد من الجوائز العالمية من خلال أفلامها التسجيلية، ومنها جائزة أفضل مخرجة من مهرجان صن دانس عن فيلم «دورا كوفو قرية السفهاء» وجائزة الأكاديمية الأوروبية أحسن فيلم وثائقى عن فيلم «خط أنابيب قريب» وجائزة لجنة التحكيم الكبرى وجائزة تمبلتون جون فى مهرجان رؤى الواقع بسويسرا وجائزة ادولف جريم الذهبية عن فيلم أغنية الشيشان وغيرها من الجوائز.
»اليوم السابع» التقت «نينو كيرتادزى» وتعرفت منها على تجربتها مع مهرجان الإسماعيلية، وعن رأيها فى الأفلام المصرية المشاركة.
فى البداية ما الذى شجعك على قبول رئاسة لجنة تحكيم مهرجان الإسماعيلية الدولى للأفلام التسجيلية والقصيرة؟
لا أحتاج لأى تشجيع من أى نوع لكى أوافق على رئاسة لجنة تحكيم المهرجان، فأنا كنت أبحث عن هذه الفرصة لأشارك، وعندما تحدث معى محمد عاطف المدير الفنى للمهرجان وافقت بدون تفكير لأنى أحب اكتشاف المهرجانات، ورغم أن أجندتى ممتلئة بالمواعيد والخطط، فإننى فضلت تأجيل كل شىء من أجل الحضور إلى مصر والمشاركة فى المهرجان.
وهل كانت لديك أية معلومات عن المهرجان قبل حضورك؟
لم أكن أعرف أو أسمع عن مهرجان الإسماعيلية من قبل، ولكنى سبق وأن حضرت مهرجان القاهرة السينمائى واستمتعت بوقتى، ولكن الأهم بالنسبة لى، هو أن أكتشف ثقافات جديدة، وأتعرف على سينما بعيون الآخرين، وبالتالى لا يفرق معى إذا ما كنت قد سمعت عن المهرجان سابقا أم لا.
ألم تخشى الحضور إلى مصر، خصوصا أن هناك من يروجون بأنها غير آمنة؟
العالم كله يعانى من ثغرات أمنية ومن مشكلات تتعلق بالأمن، وفى فرنسا، حيث أعيش هناك مشكلات من نفس النوع، أما ما يقال فى نشرات الأخبار فلم يثنينى عن الحضور وإشباع رغبتى وفضولى فى الاستكشاف والتعرف على المصريين وشخصياتهم، ولا أخفى عليك أن هناك الكثيرين من أصدقائى يشعرون بالغيرة لأنى زرت مصر، وبعضهم قال لى كم أنا محظوظة لأننى حضرت إلى بلدكم مصر.
من خلال تعاملاتك مع المصريين طوال فترة المهرجان، ما الذى اكتشفتى فى الشخصية المصرية؟
ابتسامتهم وترحيبهم بضيوفهم، وحكايتهم عن الحضارة المصرية والتعامل بكل ود ولطف، وحقيقى استمتعت جدا بالنقاشات مع زملائى فى لجنة التحكيم، والشخصيات المبدعة التى قابلتها، وأرى أن المهرجان قام بدور كبير فى جذب عدد كبير من الشخصيات الذين ينتمون لثقافات وحضارات مختلفة من خلال السينما، وهو ما يساعد الناس على التقارب مع بعضهم البعض والتفاهم، ولا أخفى سعادتى بزيارة قناة السويس والتى تعرفت من خلالها على كيفية حفر القناة واستكشفت القناة الجديدة.
هل وجدت أن هناك فرقا بين مهرجان الإسماعيلية وغيره من المهرجانات الأخرى حول العالم؟
مستوى الأفلام بمهرجان الإسماعيلية جيد، ولكن يجب الاهتمام أكثر بالترجمة، ومن الجيد أن نرى مهرجانا يضم مسابقات للأفلام التسجيلية الطويلة والقصيرة والتحريك، فأغلب المهرجانات تتخصص فى جانب واحد فقط، إما تسجيلى فقط أو تحريك فقط، وهكذا، وهو أمر يحسب لمهرجان الإسماعيلية.
ماذا عن الأفلام المصرية التى شاركت فى مهرجان الإسماعيلية؟
سعدت جدا بالأفلام المصرية، لأن بها روح فنية مرتفعة وتعتمد على الوصف الإنسانى وتعكس حالة الرضا والتسامح، وهو ما يميز الشعب لذلك ظهرت من خلال الأفلام المصرية، خصوصا إننى لست متابعة جيدة للسينما المصرية، ولكننى أعرف عددا من أسماء صناعها، كما لا أنسى أبدا أن عمر الشريف كان فتى أحلامى فى مرحلة الطفولة، ودائما ما أعتبره my hero، كما إننى تعرفت عليه وتقابلنا قبل وفاته بوقت قصير فى إحدى المهرجانات العالمية.
ما تعليقك على الكم الكبير من الأفلام المشاركة بالمهرجان التى تناقش قضايا المرأة؟
المرأة تناضل لأجل حريتها منذ فترة طويلة واستطاعت فى أوروبا أن تثبت نفسها وأن تحصل على حريتها، والمرأة المصرية أيضا يجب عليها أن تكون مجتهدة، وتبذل الكثير لأجل تطورها، ولا ننكر أنه حتى فى أوروبا لا تزال المرأة تتعرض لضغوط شديدة، وكون المرأة تتعرض للظلم كثيرا، فمن الطبيعى أن تكون هى محور أغلب الأعمال السينمائية.
وهل اهتمامك بالمرأة والنضال لحقوقها وراء عملك كمراسلة للحرب فى الشيشان؟
عملت كمراسلة حرب فى الشيشان لمدة أربع سنوات، وتأثرت كثيرا بما حدث هناك، خاصة إنه كانت هناك لحظات أشعر فيها بقرب الموت جدا، لذلك قدمت أعمالا تنقل الخبر والصورة، وهى أفلام لم تكن سياسية فقط، بل تفاعلت مع معاناة الناس، وعاشت معهم لحظات فرحهم وحزنهم، ومن هنا تنبع أهمية الفيلم التسجيلى لأنه يرصد لحظات فارقة فى حياة الشعوب.
ما هو جديدك فى صناعة الأفلام فى الفترة المقبلة؟
نادمة بشدة لأننى لم أحضر الكاميرا لأوثق وجودى فى الإسماعيلية لأول مرة، فأنا أحببت الناس هنا، وأفكر جديا فى تقديم فيلم تسجيلى عن مصر لا أعرف، ما هى فكرته، ولكننى اعتزمت ذلك الأمر.