رواية الحرام
ليوسف إدريس والذى قدم فى روايته إدانة للنظام الاجتماعى فى مصر والتى لا توجد ضمانات اجتماعية، والفلاح والعامل البسيط يهضم حقه، وتهميش الخدمات الصحية تقريبا معدومة، وظهر ذلك جليا فى مشهد مرض عبد الله زوج عزيزة وعدم ايجاد العلاج المناسب، مما جعله طريح الفراش وآل به إلى هذه المأساة.
فى القصة يتجلى مفهوم جديد "للخطيئة" وهى نتاج إنسانى تعبر عن حقيقة مكبوتة وكامنة فى كيان الجميع عميقا، كما أرانا كيف ان المجتمع هو الذى يحدد الحرام وهو الذى يخلقه فى ظروفه الصعبة، وهنالك عدة امثلة على ذلك فى القصة.
يصف الكاتب فى القصة حياة الترحيلة، ومدى قسوتها التى كانت تسود بينهم وبين أهل التفتيش، ويسلط الضوء على هذه الشريحة بالذات لانها هى الطبقة الكادحة العاملة والتى تعتبر حقوقها مسلوبة.
"الأيدى الناعمة"
لتوفيق الحكيم، وتركز الرواية على فترة ما بعد الثوره وما تلاها من أعمال تأميم للممتلكات ورفع شعار العمل الفعلى وحمل رسالة مهمة وهى أهميه العمل وارتباطها بالعلم فلا وجود لهما فى الحياة إلا وهما متداخلان أحدهما يؤدى إلى الاخر.
طرح الكاتب الفكرة من خلال البرنس فريد والدكتور حمودة ضحايا البطالة فالأول عاطل بالوراثة بحكم عرقه الملكى والآخر بسبب درجته العلمية التى لا يوجود طلب عليها أما سالم رمز العمل مثال للشاب المكافح رمز للفترة التى تلت الثورة التى كانت تغرق فى بحار الطبقية الجاحدة وعدم التوزيع العادل للمال بين الشعب فهو يرى أن الإنسان أجير يعيش كأجير وينتج كمدير وأخته كريمه التى تمثل أيضا رمزا للعمل والنشاط لدرجة معدية تكفى ليحل البرنس فريد على أثرها لمحب للعمل وتتغير فكرته عن الحياه وعن الاشخاص المحييطين به فيرى ان قيمه الشخص ليس فى عرقه واصله ولكن بما يمثله وما وصل اليه.
"وردية ليل"
للكاتب الراحل إبراهيم أصلان، وتتناول الرواية الحياة اليومية العادية للمصريين، والمشاكل المؤلمة التى يتعرضون لها، ورصد مظاهر الحياة المختلفة من المعاش والسوق، الزهايمر، عصبية كبار السن، فرحة كبار السن بتذكرهم للأشياء، الحياة الليلية للقاهرة.
ينتبه البطل فجأة فى رواية ( وردية ليل ) لـ إبراهيم أصلان، إلى الجهاز الذى أمامه، كان الجهاز يرمقه بعينه الحمراء الوحيد ،هذه الصورة التى فاجأتنا، وجعلتنا ننتبه إلى كل الأجهزة التى نستعملها وهى ترمقنا بعيونها الحمراء الغاضبة منا، أو علينا، وهى غاضبة من الكاتب الذى يستفيض بالكلام، ويؤجل الوصول إلى مبتغاه.
"أحلام وقمامة القاهرة"
للكاتبة فوزية أسعد، وتتطرق أحداث الرواية إلى مجتمع جامعى القمامة فى القاهرة وخلفياتهم الاجتماعية ومحاولات وضعهم ضمن برامج تنموية لجمعيات أهلية.
وتؤكد المؤلفة عن روايتها "أنها عمل يُحار المرء فى تصنيفه، فهل هو رواية أم بحث اجتماعى ام انتروبولوجى أم تاريخى ام مزيج من كل هذه الأنواع؟ لكننى أرى فيه رواية تسجيلية".
وتشير المؤلفة إلى أن الرواية تهدف إلى التشديد على برنامج لتنمية مجتمع جامعى القمامة فى حى المقطم, اضافة إلى تنوير بنات هذا المجتمع عبر الدراسة والعمل وكسب المال والتحرر إلى حد ما من قبضة السلطة الابوية".
روايتا "الأرض" و"الفلاح"
للكاتب عبد الرحمن الشرقاوى، وتتناول حياة الفلاح المصرى ومأساته الأزلية للحصول على قوت يومه مع ربط هذا الواقع المؤلم بالظروف السياسية، التى كان يعتبرها أحد أسباب قهر المواطن المصرى، فجاءت رواية "الأرض" لتتناول موضوع الريف المصرى فى منتصف القرن الماضى بكل تفاصيله، علاقاته مع المدينة، أسلوب معيشته، علاقة أهل الريف مع بعضهم، موقفهم من حكومتهم التى كان يتزعمها حزب الشعب آنذاك، ارتباطهم بماضيهم المتجسد بمشاركتهم بثورة عرابى 1919 ومحاولة إحيائه عبر تأييدهم لحزب الوفد.
كما ترصد الرواية تعلق الفلاحين بأرضهم كون وجودها يعنى استمرار وجودهم، وما يميز هذه الرواية، أنه تم تصوير القرية بأكملها وبمختلف شخصياتها بدءاً من العمدة وانتهاءاً بالعاطلين عن العمل والذين لفظتهم المدينة بعيداً ليعيشوا مهمشين فى الريف فجاء الوصف شمولياً للقرية وأشخاصها.
موضوعات متعلقة :
- مثقفون: أدب العُمال اختفى بعد فترة الستينيات وعلى الكتابة إنصافهم الآن