الشاب "طاهر مصطفى" وهو حاصل على ليسانس حقوق من جامعة الزقازيق، قال لـ"اليوم السابع" إنه مولع جدا بالقراءة ومن هنا جاءت فكرة استثمارها فى معرض متنقل، لافتا أنه أثناء دراسته فى جامعة الزقازيق كان يتمكن من توفير ما يحتاج من كتب، وبعد انتهاء الدراسة وهو بمنزله بالعريش وجد أن كثيرا من الكتب لا توجد فى المدينة وكان يسافر للحصول عليها.
وأضاف أنه لاحظ أن كثيرا ممن حوله من أصدقائه وأصدقاء أخوته أيضا يواجهون نفس المشكلة وهو عدم العثور على كتب بالمكتبات فى العريش، وأدرك أن العريش بالفعل مدينة بلا كتب للبيع، وجاءته فكرة عابرة وهو تنظيم معرض مصغر على هامش الندوات فى جمعية حقوق المرأة بالعريش، التى هو ضمن فريقها التطوعى، وفوجئ بنجاح المعرض وحرص الكثيرين على الشراء منه وهو ما جعله يحضر مزيدا من الكتب، وتوسيع دائرة العرض لتشمل الندوات والمؤتمرات فى الجمعيات الأهلية بتنسيق مسبق مع المسئولين عنها، وخلال شهرين من التجربة أثبتت نجاحها بنسب عاليه تطمئنه أن يواصل بلا خوف من الفشل.
وقال "طاهر" إن ما يشغله إلى جانب الحصول على هامش ربح هو تعزيز حب القراءة وشراء الكتاب، لذلك يعتبر أن ما يقوم به نشاط يغلب عليه الجانب التطوعى لنشر الثقافة والمعرفة، وشجعه على ذلك أن لدى الكثير من الشباب رغبة حقيقة فى الشراء وامتلاك الكتاب، وعندما يجد هؤلاء الكتاب أمامهم لا يتوانون فى اقتنائه فى حين أنهم ربما لن يجتهدوا فى البحث عنه أو طرق أبواب المكتبات .
وأشار أنه فى معرضه الذى يضم عشرات العناوين يعرض كتبا تتعلق بالمعارف العامة والتاريخ والأدب إلى جانب كتب التنمية البشرية التى تحظى بإقبال واسع بين فئات المجتمع المختلفة.
ولم يخف الشاب "طاهر" أسفه أنه يواجه أيضا متاعب فى إحضار الكتب، حيث عناء السفر للمكتبات الرئيسية فى القاهرة والمنصورة والشرقية، والتفاوض للحصول على تخفيضات وعناء نقلها للعريش التى أصبح السفر منها وإليها يكلف مشقة الانتظار الطويل لساعات على الأكمنة والتفتيش وضرورة أن يحضر مع كل طلبية الفواتير اللازمة .
وقال: إنه سعيد برسالته التنويرية وحلمه أن يتحول المعرض البسيط المتنقل الذى يقوم به، لمعرض رئيسى ثابت للكتب وسط مدينة العريش، ومنه يقوم شباب بعرض كتب فى كل فعالية ومؤتمر وندوة ولقاء مجتمعى فى كل مدن شمال سيناء .
وأبدى الشاب صاحب تجربة معرض الكتاب المتنقل أسفه لغياب دور الثقافة الرسمى فى نشر حب القراءة بطرق غير تقليدية، وتسهيل إقامة معارض وندوات ثقافية بكل مدينة وقرية.
وقال: إنه يأمل أن يحظى مشروعه البسيط باهتمام وزارة الثقافة، وهى رسالة منه أن الشباب المثقف يستطيع أن يثبت تفاعله بطريقته، وأن أبناء هذا الجيل لن يصيبهم الملل من طول انتظار وظيفة والحصول على فرصة عمل .
موضوعات متعلقة..
- "مجموعة النيل" تصدر الطبعة الثانية لـ"الجريمة والقانون والثقافة الإعلامية"
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة