وقالت المحكمة فى حيثيات حكمها: إن الواقعة حسبما استقرت فى يقين المحكمة واطمأن إليها ضميرها، وارتاح إليها وجدانها مستخلصة من سائر أوراق الدعوى، وما تم فيها من تحقيقات، أنه نزولا على ثورة الشعب المصرى فى الثلاثين من يونيو ضد حاكمه، والذى خرج محتشدا لها فى قوام غير مسبوق، ليعلن رفض استمرار مسيرته كرئيس للبلاد مستغيثا بسيفه ودرعه قواته المسلحة، فستجاب جيشه ولبنى النداء، وأمهل الجميع أياما معدودات ليتداركوا أمرهم، فلما استحكم الشقاق فلم يجد سبيلا إلا نصرة الوطن من بطش حاكم اتخذ من جماعته وطنا، وسياستها دينا، وبقد ما أثلج هذا الحدث صدور المعترضين على سياسة المعزول، أنه لم ينزل بردا وسلاما على جماعة المخلوع.
وأضافت الحيثيات أن مجموعات من أبناء شعب مصر الأصيل همت زاحفة إلى ميدان الشهداء بمدينة حلوان للاحتفال بخير أجناد الأرض، وأقاموا به منصة خشبية عليها مكبرات صوت كانت تذيع الاغانى الوطنية والأناشيد المناصرة لجيشه العظيم فى يوم 26 يوليو من عام 2013.
وأكدت الحيثيات أنه حينما نما علم قيادات الإخوان بحلوان بتلك الاحتفالية وهم المتهمون الـ 11 و12 و13، وبعد أن فكروا فى هدوء وروية وعقدوا العزم وبيتوا النية، فأصدروا أوامرهم للقيادات الوسطى لجماعة الإخوان وهم المتهمين الأول والثانى بحشد أعضاء الجماعة والمؤيدين لها لتجهيز مسيرة تتجه لميدان الشهداء، لبث سمومهم وتشتيت شمل ذلك الجمع، وتسلحت تلك المسيرة بالأسلحة النارية المذخرة، وزجاجات المولوتوف، والعصى الشوم، وما استقرت تلك المسيرة بميدان الشهداء حيث جنت جنونها ولعب الشيطان برأسها وزين لها سوء عملها فعاثت فى الأرض فسادا فهؤلاء ينطبق عليهم قول الحق سبحانه وتعالى بسم الله الرحمن الرحيم "قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم فى الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا" .. صدق الله العظيم.
واستكملت: اقتحمت تلك المسيرة التابعة للجماعة "ميدان الشهداء" بعد تلقى تعليماتها من قياداتها، وصبت غضبها على كل من تواجد بالميدان بقصد بث الرعب، وإلحاق الأذى، المادى والمعنوى بهم، واستعرضوا القوة بالأسلحة النارية والبيضاء، وأطلقوا الاعيرة النارية على المتواجدين بالميدان بطريقة عشوائية، وبدون تمييز بقصد إرهاق أرواحهم وأصابت بعض الأشخاص وسرقة متعلقات البعض الأخر.
وأشارت المحكمة إلى أنها تطمئن كل الاطمئنان إلى شهود الواقعة وتحريات الأمن الجنائى والوطنى، وأنهما جاءتا متفقتين مع ومتناسقتين مع ما قرره شهود الواقعة والتقارير المرفقة الطبية المرفقة بالأوراق، والخاصة بالمجنى عليهم، ونوهت المحكمة إلى إن ما ارتكبه المتهمون من جرائم تمس النفس والمال ونعمة الأمان وتضر بمصالح الوطن بما لا يقره دين ولا عقل سليم.
واستطردت المحكمة، أنها استقر فى يقينها على سبيل الجزم والقطع أن المتهمين من الأول وحتى السادس عشر، اشتركوا وآخرين مجهولين فى تجمهر مؤلف من أكثر من خمسة أشخاص الغرض منه الاعتداء على المواطنين وارتكاب جرائم القتل، والترويع، والتخويف، لإحداث حالة من الفوضى والانفلات الأمنى بالبلاد، بان استعرضوا وآخرون مجهولون القوة ولوحوا بالعنف، بان توجهوا إلى ميدان الشهداء محل تواجد المجنى عليهم، وأطلقوا وابلا من الأعيرة النارية وزجاجات المولوتوف مما عرض حياتهم للخطر، وتكدير السلم العام.
وأكدت المحكمة أن التهم التى ارتكبها المتهمون قد نظمتها خطة جنائية واحدة، ولغرض إجرامى واحد، فهى مرتبطة ببعضها ارتباطا لا يقبل التجزئة، ومن ثم يتعين القضاء العقوبة المقررة لأشدهما وهى موضوع التهمة الأولى عملا بنص المادة 32 الفقرة الثانية من قانون العقوبات، وأنهم أحدثوا تلفيات بالمنقولات المملوكة للمجنى عليهم فالمحكمة تلزمهم برد قيمة التلفيات عملا بنص المادة 3 مكرر/3 من القانون رقم 10 لسنة 1914 المعدل بالقانون رقم 87 لسنة 1968.
وجاء منطوق الحكم :ـ
بعد الاطلاع على المواد السالفة الذكر..
حكمت المحكمة حضوريا للثانى، الثامن، التاسع، العاشر، الحادى عشر، والثانى عشر، والخامس عشر، وغيابيا لباقى المتهمين.
أولا: بمعاقبة كل من وائل فاروق، ومحمد أبو سريع، وعامر سيد حسين، أحمد عبد العال أحمد محمد، المحمدى عبد المقصود، رمضان عمر، عبد المنعم محمود، بالسجن المشدد لمدة 10 سنوات عما اسند لكل منهم.
ثانيا : بمعاقبة كل من خالد حسين، سيد ماهر، حسنين رشاد، حمدى رشاد، حمادة حسين، أحمد محمود، محمود غريب، محمد حسن، طارق سيد، بالسجن المشدد 15 عاما لكل منهم.
ثالثا: ألزمتهم جميعا بقيمة التلفيات والمصاريف الجنائية.
موضوعات متعلقة..
الجنايات تقضى بالسجن 10 سنوات لـ7 متهمين بـ"أحداث ميدان الشهداء" بحلوان