كاتب بريطانى: "صادق خان" نقيض "دونالد ترامب"

الثلاثاء، 10 مايو 2016 02:28 م
كاتب بريطانى: "صادق خان" نقيض "دونالد ترامب" صادق خان
نيويورك (أ ش أ)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

اخبار بريطانيا



رأى الكاتب البريطانى روجر كوهين أن "الحدث السياسى الأهم خلال الأسابيع الأخيرة لم يكن ظهور دونالد ترامب كمرشح مفترض للحزب الجمهورى، وإنما كان فوز صادق خان، المسلم ابن سائق الحافلة، بانتخابات عمودية لندن."

وقال الكاتب – فى مقاله بالـ نيويورك تايمز الأمريكية- أن "ترامب لم يحرز أى نوع من المناصب السياسية حتى الآن، لكن صادق خان، مرشح حزب العمال البريطانى، استطاع سحْق زاك جولدسميث، المحافظ، لتولى مسئولية إحدى أعظم مدن العالم، تلك المدينة النابضة بالحياة التى تجد فيها كل الألسن على اختلافها صدى لأصواتها."

وأضاف كوهين أن "صادق خان بانتصاره على الافتراءات التى حاولت ربطه بالتطرف الإسلامى، إنما انتصرتْ بانتصاره الانفتاحية على الانعزالية، والتكامل على التصادم، وإتاحة الفرصة للجميع على العنصرية وكراهية النساء.. . باختصار لقد كان صادق خان يقف على النقيض تماما من دونالد ترامب."

ورجح الكاتب أن "العالم فى القرن الحادى والعشرين سيتشكل على أيدى أشخاص أمثال صادق خان، ممن هم أبناء ثقافات متعددة ومن ثمّ يؤمنون بالتعددية؛ وعلى أيدى مدن مزدهرة مثل لندن التى تُزهى بالتنوع، وليس على أيدى متأنقين متغطرسين متعالين من ذوى البشرة البيضاء يرددون عبارات أمثال "أمريكا أولا" ويريدون بناء حوائط من حولها."

ونوه صاحب المقال عن أنه "بموجب ما يتعهد به ترامب حال فوزه بالرئاسة الأمريكية من حظر دخول المسلمين من غير المواطنين إلى أمريكا، فإن صادق خان لن يكون قادرا على زيارة الولايات المتحدة.. وباستعارة واحدة من عبارات ترامب المفضلة فإن هذا سيكون "كارثة جامعة مانعة".. أن ذلك من شأنه حينئذ أن يجعل من أمريكا أضحوكة فى أعين عالم مرعوب بالفعل من ظهور دونالد ترامب فى سباق الحصول على ترشح الحزب الجمهورى لخوض سباق الرئاسة."

وأضاف الكاتب أن "انتخاب صادق خان هو مهم لأنه يفند الادعاءات السطحية بأن أوروبا قد غزاها إسلاميون متطرفون؛ أن انتخاب صادق خان يؤكد حقيقة أن الأعمال الإرهابية تغطى على الملايين من قصص النجاح التى أبطالها مسلمون فى مجتمعات أوروبية؛ انتخاب صادق خان مهم لأن أكثر الأصوات إقناعا فى مواجهة التطرف الإسلامى هى أصوات مسلمين ناجحين من أمثال صادق خان".

وأكد كوهين أن "صادق خان سيكون شخصية ذات مغزى عالمى؛ لما ينطوى عليه انتخابه من لطمة للمتطرفين من كافة المشارب والديانات، بدءا من دونالد ترامب وحتى أبو بكر البغدادى، ممن يزعمون أن الديانات لا يمكنها أن تتعايش فى سلام فيما بينها."

وتابع الكاتب استعراض الفروق بين دونالد ترامب وصادق خان، مشيرا إلى أن الأول "(ترامب) هو كسياسى جاء ثمرة للخوف الأمريكى والغضب فى المقام الأول.. أن ترامب هو صوت أمريكا المرعوبة التى ترى تهديدا فى كل مكان.. وعندما يتحدث ترامب معلنا أن "(أمريكا أولا) سيكون محور إدارتى للولايات المتحدة"، فإن بقية دول العالم إنما تستمع إلى دولة غاضبة تستعرض عضلاتها.. . أما صادق خان، فهو على النقيض من ذلك، قصة انتصار على الخوف الذى ولدته هجمات الحادى عشر من سبتمبر.. أن انتصار صادق خان هو بمثابة لطمة لكل من أسامة بن لادن، وتنظيم داعش، وللمتاجرين فى الخوف من السياسيين أمثال دونالد ترامب."

واختتم الكاتب قائلا أن "انتصار صادق خان يبعث على الطمأنينة لما يمثله من تيارات يزخر بها العالم الآن تتجه صوب هوية وتكامل عالميين- هذه التيارات الفتيّة سيقوى ساعدُها بمرور الزمن وتتغلب على نعرات القبلية والتعصب التى يدعو إليها مَن هم على شاكلة ترامب."






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة