نقلا عن العدد اليومى..
قولًا واحدًا، هل يقبل التاريخ التزييف؟
الإجابة مع الأسف هى: نعم، يقبل التاريخ التزييف بشكل كبير، بل يقبل جميع أنواع التزييف، وليس جميع الأشكال المطروحة فحسب، بل يعتبر التاريخ أكبر مستقبل لجميع الابتكارات التزييفية الممكنة، ذلك لأنه حتى الآن لا يوجد معيار حقيقى للحكم على التاريخ، مهما تقدمت الوسائل المعرفية، ومهما نمى البحث العلمى الجاد، فكل واقعة تاريخية يمكن تفسيرها وفقا لوجهات نظر مختلفة، ويمكن إرجاع أسبابها إلى العديد من العوامل المختلفة التى تتباين من شخص إلى آخر ومن بلد إلى آخر ومن ثقافة إلى أخرى ومن زمن إلى آخر، هذه هى القاعدة العامة، وهذه هى النتيجة التى وصل إليها العالم بعد آلاف السنين من التدوين التاريخى، لكن ما لا يعرفه البعض هو أن هذه الآفة – آفة الكذب والتدليس لم تكن وليدة اليوم ولم يعانى منها المجتمع الآن فحسب، والصدمة الحقيقية تكمن فى أن من ندعوه الآن «أبوالتاريخ» يعد أحد أكبر الكاذبين فى التاريخ، حتى أن بعض المؤرخين يصفه بأنه «أبوأكاذيب التاريخ» وهذا ما سوف نتناوله.
هيرودوت، ذلك الاسم المهيب الذى ما إن تسمعه حتى تتخيله فى صورة شيخ كبير ممتلئ بالحكمة والتعقل، راسما له لحية شهباء وشعر مجعد علاه البياض، ربما يدهشك أنه لم يكن على هذه الصورة من الحكمة، وربما يدهشك أيضا أن تدرك أنه لم يكن بهذه الصورة من المهابة، فهذا المؤرخ اليونانى الذى عاش فى القرن الخامس توفى قبل أن يكمل عامه الستين حيث ولد فى العام 484 قبل الميلاد وتوفى فى العام 425 قبل الميلاد، فى مدينة كانت تسمى «هاليكارناسوس» التى تقع حاليا فى تركيا باسم «كاريا»، ولك أن تعرف أنه لم يكن مؤرخا بالمعنى الحقيقى للكلمة وإنما كان «رحالة» يسافر كثيرا ويدون بعض الملاحظات والمشاهدات والحكايات حول سفره، ففى كل بلد كان يزورها «هيرودوت» كان ينقل أخبارها ويصف كل ما يرآه وما يسمعه شفهيًا من سكان البلاد المحليين، وكتب أسفاره فى تسعة كتب، وكان الكتاب الثانى منها عن مصر وجغرافيتها وفنها وملوكها وسياستها وإدارتها كما أنه لم يغفل الحياة الاجتماعية فى تلك البلاد.
وقبل أن نستعرض «أكاذيب هيرودوت» وفبركاته التاريخية لابد لنا من أن نستعرض مكانته العلمية وأقوال المؤرخين عنه فمنذ أن أطلق الأديب الرومانى «شيشرون» عليه لقب «أبوالتاريخ» صار اسم هيرودوت شبه مقدس فى الحياة أدبيات الحياة العامة، وذلك رغم من أنه أقر بوجود مجموعة كبيرة من الأساطير والحكايات التى ربما لم تكن موجودة.
العديد من النقاد ودارسى الآثار والباحثين فى التاريخ خاصة المهتمين بالفترة اليونانية الرومانية أكدوا أن «هيرودوت» ذكر الكثير من الأحداث التاريخية لكن علينا عند الأخذ بها أن ندقق فيها وأن نستعين بها بحذر، فقد اعتمد فيها على بعض المبالغات والانحياز إلى اليونانيين على حساب المصريين، فضلاً عن أنه استقى بعض حكاياته من ألسنة سكان البلاد التى زارها، الأمر الذى يجعلها تخضع للزيادة أو النقصان، بل إن هيرودوت نفسه برع فى تقديم آرائه الخاصة به فى الأحداث، ووصل الباحثون إلى أن مجموعة الحقائق التى قدمها هيرودوت عن التاريخ المصرى خاصة لا تكفى أن تكون تاريخية ويؤخذ بها علميا حيث إنه لا يخلو من السرد الأدبى للوقائع التى نقلها.
وفى مقدمة كتاب الحياة الاجتماعية فى مصر القديمة للعالمين حسن محمد جوهر وعبدالمنعم عبدالحليم وهما من رواد التاريخ الفرعونى كتبا لقد تعرضت حياة الشعب المصرى فى الأزمات الغابرة لكثير من المسخ والتشويه على يد المؤرخين الأجانب قديما وحديثا، وأولهم الرحالة اليونانى هيرودوت الذى زار مصر فى القرن الخامس قبل الميلاد إبان محنة من أشد المحن التى ابتليت بها ألا وهى الاحتلال الفارسى، الذى أثر تأثيرا سلبيا فى أخلاق المصريين آنذاك.. وكتب عنهم ما أزرى بهم وحط من شأن حضارتهم حتى خبل لمن قرأوه ما كتبه عنهم أنه قوم بدائيون يعبدون التماسيح والعجول والقطط، وقد ظلت هذه الصورة المشوهة والروايات الكاذبة التى أذاعها هيرودوت وغيره من الجهال والمغرضين يرددها الناس مئات السنين».
وفى تصريحات خاصة لـ«اليوم السابع» قال الدكتور عبدالحليم نور الدين، رئيس اتحاد الأثريين المصريين، إن هيرودوت حاول أن يزيف التاريخ، حيث إنه كان يستطلع الأحداث ويراها ثم يكتبها، ومشكلته أنه عندما أتى إلى مصر فى القرن الخامس ضلل فى بعض الأحيان بمعلومات خاطئة، حيث إنه كان لا يعرف اللغة المصرية القديمة «الهيروغليفية».
وأكد الدكتور عبدالحليم نور الدين، أن هيرودوت كان يعتمد على مصادر غير موثوق بها خلال كتابته للتاريخ، ولذلك كتب بعضا من «الخرافات» وكانت من ضمن المعلومات المغلوطة حكايته لقصة بناء الأهرامات حيث أن هيرودوت قال فى كتابه إن هرم خوفو بنى بالدعارة، عندما طلب خوفو من ابنته ممارسة البغاء، فكان يعطيها كل رجل الحجارة لاستكمال بناء الهرم، وهذا كلام عارٍ تمام من الصحة.
وأضاف رئيس اتحاد الأثريين المصريين، أن هيرودوت قام بزيارة مصر فى وقت كانت اليونان تعادى مصر، وبالتالى فهو كان ينحاز لبلاده فى طريقة كتابة التاريخ المصرى، لأنه فى كثير من الأحيان يعتمد على مصادر يونانية موجودة بمصر آنذاك، لكن فى الوقت نفسه قام بسرد حقائق مهمة، لا نستطيع أن ننكرها، فكان يسجل كل الشواهد التى يراها، مشيرا إلى «مانيتون» الذى قام بكتابة التاريخ ولكن النسخة الأصلية من تاريخ مانيتون فقدت أثناء حريق مكتبة الإسكندرية، ولم يصل من هذا التاريخ إلا مقتطفات نقلها بعض المؤرخين.
الدكتور وسيم السيسى، عالم المصريات، قال إن أكبر خدعة فى التاريخ أن يقال على «هيرودوت» أنه أبوالتاريخ، فهذه المعلومة ليست صحيحة على الإطلاق، لأن كلامه «غلط»، وأبوالتاريخ الحقيقى هو «مانيتون» وهو مؤرخ مصرى من مدينة سمنود، محافظة الغربية، كان كاهنا فى عهد الملك بطليموس الثانى» 280 ق. م» الذى كلفه بكتابة تاريخ مصر القديمة. وأوضح «السيسى» أن هيرودوت كان يونانيا وكتب معلوماته عن رجل الشارع المصرى، وكل ما كتبه هو عادات وتقاليد الشعب المصرى مثل حبهم فى طعام معين، ومثل قوله إنه شاهد المصريين بصحة جيدة، وهذا كله ليس تاريخا، وإنما شواهد بسيطة، لكن أبوالتاريخ الحقيقى «مانيتون» الذى كلف رسميا من بطليموس الثانى، حيث سمح له بفتح جميع المكتبات أمامه حتى يستطيع كتابه التاريخ، وأخذ مانيتون هذه المهمة على عاتقه واعتمد فى كتاباته على الوثائق التى خلفتها الحضارة المصرية التى كانت تضمها دور حفظ الوثائق بالمعابد، بالإضافة إلى كل ما وجده فى متناول يديه من وثائق الإدارات الحكومية وغيرها.
وأضاف وسيم السيسى، أن مانيتون هو من قام بتقسيم الدول إلى قديمة ووسطى وحديثة، بالإضافة لتقسيم الدول إلى أسرات ولكل أسرة ملوك، وهذا لكونه على علم باللغة المصرية القديمة بإتقان، لكن «هيرودوت» كان جاهلا بهذه اللغة، ولا يعلم عنها شيئا إلى جانب أنه يونانى، فكيف يصبح هذا أبوالتاريخ.
وقال الدكتور أحمد حميدة، رئيس المتحف الأتونى، إن هيرودوت وقع فى الكثير من المغالطات التاريخية التى ذكرها فى كتابه عن مصر، الذى ذكر فيه أخطاء كثيرة مثل أسماء وتتابع الملوك وعدد سنوات الحكم، بالإضافة إلى مغالطات تتعلق بالجوانب الأخلاقية للشخصية المصرية، بالإضافة إلى أنه وأغلب المؤرخين الذين زاروا مصر مثل ديودور الصقلى وبلوتارخ الرومانى زاروها فى أكثر فترات ضعفها فاستقوا الكثير من معلوماتهم عن طريق الأساطير والخرافات التى لا تعكس حقيقة الطابع المصرى ولا التاريخ والحضارة المصرية فجاءت كتابتهم بها الكثير من التجنى على مصر والمصريين فمثلا ذكر هيرودوت أن ابنة الملك خوفو صاحب أعظم عجائب الدنيا السبع أرادت أن تبنى هرما لها فأشار عليها والدها بأن تعمل فى الفجور لكى تستطيع أن تبنى هرمها وهذا كلام غير منطقى وينافى كل الأعراف والتقاليد المصرية القديمة التى كانت تدعو دائما للفضيلة وتدعو دائما للأخلاقيات والمثل العليا.
وأوضح أحمد حميدة، أنه لا شك أن هيرودوت أشار فى مواضع ليست قليلة إلى جوانب من الحياة الدينية والحياة اليومية المصرية، فلم يكن على طول الخط متجنيا على مصر وعلى حضارتها، وفى النهاية لا يمكننا أن نحكم عليه بأنه كان متجنيا على طول الخط ولا منصفا على طول.
وفى الحقيقة فإن الهجوم على هيرودوت ومحاولة بعض الباحثين إعادة النظر فيما كتبه أمر غير قاصر على المصريين فحسب، فموقع ancientegyptonline، انتقد «هيرودوت»، قائلا: إن هذه الأساطير مجرد حكاوى خيالية وغير محتملة ولا تمس الواقع، وهذا يرجع إلى أنه زار مصر خلال فترة قصيرة نسبيًا، بالإضافة إلى أنه لا يعرف اللغة المصرية القديمة. وأكد الموقع أن هيرودوت اعتمد على وصف ما رأى وسمع عن مصر وليس على كتب موثقة، هذا بالإضافة إلى أنه لم يستخدم الأسماء المصرية الفرعونية من أجل القدرة على تحديد ما كان يشير إليه!. وهذا ما أكده عالم المصريات بسام الشماع، قائلا: إن هيرودوت ارتكب العديد من الأخطاء التاريخية الجسمية فى كتابة الذى يتحدث فيه عن مصر خلال رحلته قام بها.
وأوضح «الشماع»، أن هذا الكتاب تم ترجمته على يد علماء الآثار والتاريخ إلى اللغة العربية وأطلق على هذا الكتاب «هيرودت يتحدث عن مصر» وبفضل هذا الكتاب تأكدنا من أن هيرودوت زيف التاريخ المصرى ونقل بعض المعلومات المغلوطة التى ليس لها أساس من الصحة، لذلك أطلقت عليه «أبوالأكاذيب» وليس «أبوالتاريخ» مثلما يظن البعض.
وأشار «الشماع»، إلى أن وزارة التربية والتعليم المصرية تظن أن هيرودوت صاحب مقولة إن «مصر هبة النيل» فى مادة الدراسات الاجتماعية، ولكن هذه الجمله ترجع إلى المؤرخ اليونانى «هيكاتيه الملطى» الذى سبق هيرودوت بكثير، وذكر هذه الجملة فى أحد كتابه مما يدل على أن هيرودوت «حرامى» اقتبس هذه المقولة ونسبها إلى نفسه. كما سرد «الشماع» بعض من الحقائق التاريخية التى قدمها هيرودوت عن حضارة مصر الفرعونية، التى منها أن الرجل المصرى القديم كان يجلس فى بيته ليقوم بأعمال النسيج، ولكن بالطبع هذه الحقيقة غير صحيحة لأن المصريين كانوا يشيدون الأهرامات ويعملون على رعى الأبقار والأغنام ويزرعون، لذلك غير منطقى أنهم يبقون فى البيوت فمعنى ذلك أن النساء هى اللاتى قامت ببناء الأهرامات وحملت هذه الأحجار الضخمة وهذا «غير معقول».
وتابع «الشماع» أن «المرأة لا تصبح كاهنة لإله أو إلهة»، وهذا المعلومة غير صحيحة لأن الحضارة المصرية القديمة تؤكد أن النساء كن يعملن فى المعابد.
ووصف «الشماع» أن هيرودوت، وصف فى كتابه الثانى، «أن المصريين يعجنون العجين بأقدامهم أما الطين فيعجنونه بأيديهم»، وهذه المعلومة أيضا ليس لها أساس من الصحة وهذا يرجع إلى أن المتحف المصرى توجد به تماثيل تعجن العجين بأيديها فى «المجور» وهو إناء ذات شهرة واسعة فى الصعيد المصرى.
ولفت «الشماع»، أن هذه الحقائق المزيفة التى قدمها لم تقف عند هذا الحد مطلقا، حيث أكد هيرودوت أن «المصريين لا يبذرون الفول فى بلدهم مطلقا»، وبالطبع هذه الحقيقة مغلوطة لأن بمقابر الدولة القديمة اكتشفوا فول «بنى» استخدمه المصرى القديم لتحضير الطعام أو ليكن غذاء للروح أو للقربين أو يكون مع المومياوات فى الحياة الأبدية.
كما وصف «الشماع» أن المصرى القديم استخدم الفول فى بعض من الأشياء الأخرى حيث إنه كان يجرش الفول ليصنع منها عجينه، كما يوجد الفول بكثرة فى مقبرة الوزير «رخميرع» الذى كان يستغل عجينة الفول لصناعة الفلافل التى زعم الصهاينة أنهم أول من اخترعوها ولكن هذا خطأ كبيرا لآن الفول موجود منذ أيام تحتمس الثالث فى القرن 1400 سنة الميلادى.
وتابع «الشماع»، أن هناك قصتين ذكرهما «هيرودوت» من وحى خياله ويوجد بهما تجاوزا كبيرا ومسيئا للحضارة المصرية، الأولى تخص بنت الملك خوفو صاحب 2 مليون و300 حجر، يدعى أن ابنته لم يكن لديها أحجار لتشييد الهرم، مما يدل على أن الهرم الصغير شيد بالدعارة هذه الحكاية خيالية ولا يمكن لأى فرد عادى تصديقها، وهذا يرجع إلى أن مصر استطاعت تكوين حضارتها عن طريق الحجر فكيف لم تتمكن من إقامة هرم صغير.
أما بالنسبة للقصة الثانية، فقال بسام الشماع، إن الفراعنة لم يرغبوا فى تحنيط النساء خوفا من الاعتداء الجسدى عليهن من قبل المصريين، متسائلا ما هو مصدر هيرودوت عن هذه القصص والحكايات الخيالية التى اعتمد عليها خصوصا أنه لم يتمكن من فهم اللغة العربية أو اللغة الهيروغليفية؟.
وأضاف «الشماع»، أن هيرودوت روى «قصة تقول إن أفعى ذات أجنحة كانت تهاجم مصر فهجم عليها المصريون وقتلوها ثم احتفظوا بعمودها الفقرى فى مكان ظاهر، وادعى هيرودوت «كذبا» أنه رأى هذا العمود الفقرى أثناء رحلته فى مصر، وهو بالطبع أمر كاذب بالمرة وهذا لأن الأفاعى عامة لا يدخل فى تكوين جسمها «عمود فقرى» ولا حتى «عظام» من أى نوع. كما تساءل «الشماع» متعجبا، لماذا لم يذكر هيرودوت أى تفاصيل عن أبوالهول المصرى!، فهل يعقل بأن مؤرخا كبيرا تجول فى مساحات الأهرامات لم ير تمثالا بحجم أبوالهول فى منطقة الجيزة، ومن الممكن أن يكون هيرودوت اليونانى أراد تسجيل هذه المعلومات المغلوطة لكى يضعف مكانة مصر الحضارية خاصة بأن اليونان كانت تمتلك حضارة يونانية عريقة.
تاريخ مصر يحتاج لكثير من الدراسات
يستحق التاريخ المصرى كثيرا من الدراسة والبحث والتدقيق، فحضارته هى الأطول عبر التاريخ، والتى أشرقت على ظهر هذه الأرض منذ 7000 سنة، وبعد أن تطورت وسائل البحث فى التاريخ، وأصبحت المناهج المستخدمة أكثر علمية، ويجب علينا استغلال ذلك فى الكشف عن ما هو جديد داخل هذه الحضارة، وعدم الاعتماد على ما كتبه المؤرخون القدامى بشكل كامل، حيث إن معظم ما تم تدوينه كان يعتمد على المشاهدات وشهادات غير موثوق بها، بالإضافة لعدم معرفتهم باللغة المصرية القديمة «الهيروغليفية».
لا نريد أن نقول إن معظم ما تم تدوينه وسرده خطأ، لكن علينا التفكير فى كل ما يطرح علينا، وأن ندرسه دراسة حقيقية، والعلم مع تطوره الحديث، يتيح لنا كشف العديد من الحقائق التى تنفى بعض ما سجله، على سبيل المثال «هيرودوت» المعروف بأبو التاريخ، والذى كان موضع اختلاف بين العلماء والمؤرخين، فمنهم من يقول أنه ليس أبو التاريخ والبعض الآخر يلتمس له العذر، لعدم معرفته باللغة المصرية القديمة واعتماده على حكايات من الرجل المصرى القديم.
موضوعات متعلقة:
وسيم السيسى: "هيرودوت" أبو الأكاذيب وليس أبو التاريخ