والمدهش أن الرد على الأسئلة المطروحة يكون عمليا بإشارات واضحة إلى ما يتم إنجازه على أرض الواقع.
وعندما يستعرض أى مواطن ما يجرى على أرض مصر وحجم التحول فى البناء والطرق والصناعة وإنقاذ المصانع المغلقة يكتشف أن التحرك للأمام هو أفضل الطريق للعمل، وحتى هؤلاء الذين يجلسون فى الظل ليمارسوا عاداتهم فى نشر الاكتئاب لم يعودوا قادرين على ممارسة ضجيجهم الفارغ، وقد أشرنا من قبل إلى قطاع أصبح واضحا ومحدودا أصبح أكل عيشه يتركز فى ممارسة بث الطاقات السلبية والاكتفاء باللطم والثرثرة الفارغة.
وفى وقت من الأوقات كان هناك قطاع من المواطنين يرى ما يتم على الأرض، فيقول: لماذا لا نرد على مدمنى الاكتئاب ومحترفى الضجيج، وكان يمكن أن يكون هناك دعاية وإعلانات، وكانت سياسة الرئيس دائما اتركوا العمل يتحدث عن نفسه، لأن الوقوف للرد على كل هذه الضجة يضيع الوقت والجهد، ثم إن تجارب التاريخ دائما أن الأعمال الكبرى تشرح نفسها، وكانت ثمار كل هذا ما نراه فى إعادة تشغيل المصانع المتوقفة، واستمرار شق الطرق ودعم الكهرباء والبنية الأساسية التى تمثل روح الصناعة والاستثمار، ظل صناع الضجيج يصرخون وأين القمح فكان الرد عمليا من الفرافرة، وقبل أن تتسع شكاوى الفلاحين من عرقلة عمليات تسليم القمح.
لم ينتبه كثيرون ممن يمارسون الاكتئاب الذاتى إلى العشوائيات، وفاجأهم أن الرئيس يدرك جيدا حجم ما نحتاجه لإنهاء العشوائيات وضمان عدم عودتها، فكان مشروع الإسكان الاجتماعى، وقال الرئيس بوضوح: «إن وزارة الإسكان والقوات المسلحة مسؤولين قدامى على إنهاء ظاهرة المناطق الخطرة والعشوائيات خلال سنتين»، وجاء ذلك أثناء افتتاح عدد من المشروعات بمدينة بدر، وأكد بوضوح: «لا يليق أن نترك سكان العشوائيات والمناطق الخطرة». وقال: «850 ألف مواطن يعيشون فى العشوائيات والمناطق الخطرة على مستوى الجمهورية. وعرض الرئيس أنه إذا تقدم سكان هذه المناطق لطلب شقق فإن الدولة توفرها لهم، وكشف الرئيس أنه اجتمع مع وزير الإسكان لمناقشة محاولة تحويل هذه المناطق العشوائية إلى مناطق لائقة، وأن الإشكالية تكمن فى أن سكان هذه المناطق لا يريدون مغادرتها لإعادة تأهيلها، وهو أمر يكشف كيف أن الجدولة تتعامل بالتفاوض، ولا تريد أن تنقلهم غضبا مع الحرص على إنهاء ظاهرة العشوائيات.
نحن أمام حقائق واضحة، تحتاج بالفعل إلى تفكير سريع ومركز لإنهاء هذه الظاهرة، وهى عملية ليست سهلة، لكنها أصبحت بالفعل على رأس أولويات الرئيس، ويفترض أن تكون على رأس أولويات العمل، بما يؤكد أن الاهتمام بتطوير العشوائيات وضمان عدم رجوعها، يستلزم توفير مساكن ومجتمعات إنسانية، ومن هنا يمكن تفهم الاستراتيجية التى تعنى إزالة العشوائيات الخطرة، وتطوير ما يمكن تطويره من الأخرى، وضمان عدم عودتها بتوفير إسكان اجتماعى مناسب.
موضوعات متعلقة:
- "الإسكان": 23 ألف وحدة سكنية بتكلفة 3 مليارات جنيه بديلة للعشوائيات
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة