الفكرة تغيرت مع تغير الزمان، فحاليًا تعتبر المصارف المائية الصغيرة والكبيرة مصدر قلق يؤرق الأهالى والمواطنين المقيمين حولها وفى محيطها، بسبب التلوث الكبير الذى أصابها، فأصبحت المصارف المائية مستودعًا للقمامة والحيوانات النافقة وما ينجم معها من تلوث ورائحة كريهة وانتشار الأمراض.
ولا يخفى على أحد الضرر الكبير الذى يلحق بالأراضى الزراعية والمحاصيل جراء تلوث المصارف المائية المخصصة لرى الأراضى الزراعية، من إنتاج محاصيل وسلع غذائية مصابة بأمراض تهدد صحة وسلامة مستهلكى هذه المحاصيل، وطريقهم السريع للإصابة بأمراض العصر "فيروس سى والفشل الكلوى والسرطان"، كما فى حالات أخرى أدى انسداد المصارف المائية إلى جفاف مساحات كبيرة من الأراضى الزراعية الصالحة للزراعة بسبب حرمانها من مياه الرى.
"اليوم السابع" يفتح ملف تلوث المصارف المائية عبر الشكاوى العديدة التى تلقتها خدمة صحافة المواطن منذ انطلاقها من حوالى عام، وآثاره السلبية على الأهالى الذين يقطنون فى محيط تلك المصارف، فى محاولة لمعرفة من المسئول عن الحفاظ على نظافة وصيانة تلك المصارف، وزارة الرى والموارد المائية أم المحليات أم وزارة الزراعة ولماذا لا يقومون بتحمل مهام الاهتمام بنظافة المصارف المائية.
القمامة أصبحت مرادفا دائما لمعظم المصارف المائية المعنية برى الأراضى الزراعية فى عدة محافظات على امتداد البلاد، من شمالها لجنوبها، كانت ألقت خدمة صحافة المواطن الضوء على التلوث الشديد الذى أصاب ترعة "أم شوك" –التى تعتبر مثالا للآلاف من الترع- بقرية بنى عامر التابعة لمركز الزقازيق بمحافظة الشرقية، وتم إرسال العديد من الشكاوى والمطالبات بردمها بسبب التلوث الناجم عنها وعدم الاستفادة منها.
مشكلة من نوع آخر واجهها الفلاحون والمزارعون بسبب جفاف ترعة شرنوب التابعة لمحافظة البحيرة، وهو ما أسفر عن تضرر الأراضى الزراعية بسبب قلة المياه، وناشد القارئ إسلام رمضان المسئولين بوزارة الزراعة لسرعة مواجهة الأزمة لعدم بوار الأراضى الزراعية.
الحال لم يختلف كثيرًا فى مدينة بلطيم التابعة لمحافظة كفر الشيخ، حيث أرسل القارئ تميم الطبجى شكوى من تلوث ترعة "بحر الحسينى"، مشددًا على أن تلوث المصرف المائى تسبب فى تلف المحاصيل الزراعية ونفوق الأسماك وانتشار الأمراض والأوبئة بحسب وصفه، مشيراً إلى أن هذه الترعة تعتبر المصدر الأساسى لمياه الرى فى مدينة بلطيم وأن ما لا يقل عن مليون فدان زراعى تعتمد عليها وفروعها فى الرى.
فيما استغاث مزارعو وفلاحو قرية شونى مركز طنطا من عدم توافر مياه لرى أراضيهم بصفة منتظمة بسبب تحول "ترعة الغنم" المصدر الرئيسى للرى من ترعة ماء إلى ترعة قمامة، وعدم تطهير المصارف المائية مما يعرقل وصول ماء الرى.
وقال القارئ وليد السيد شريشر فى رسالته لصحافة المواطن "هذا يحدث رغم تحملنا وتحصيل مبالغ للتطهير ما يعد تدميرا لأراضينا ويعرضنا للخسائر وتلف الزراعات والخسائر المادية وتبوير الأراضى وتهديد مستقبلها الزراعى وانقراض الرقعة الزراعية، فى ظل ما يعانيه الفلاح المصرى من ظروف وأعباء اقتصادية سيئة بجانب تفشى الأمراض والأوبئة وتدمير صحة الفلاحين والمزارعين وهذا الأمر يعرض آلاف الأفدنة للتبوير ودمار الزراعات".
الإسكندرية أيضًا دخلت ضمن المحافظات التى تعانى المصارف المائية بها من الإهمال، فأرسل مواطن صوراً توضح اختفاء ترعة المحمودية تحت أكوام القمامة والمخلفات والتى تحولت إلى مقلب عمومى ومعقل للأمراض وانتشار الحشرات الزاحفة.
مناشدات كثيرة صدرت من أهالى المنطقة للجهات المسئولة لرفع الأذى والضرر لسكان المنطقة المحيطة، مطالبين بسرعة تنظيف الترعة ورفع المخلفات لضمان سلامة المواطنين ومنع إصابتهم بالأمراض.
محافظة المنيا بصعيد مصر والملقب بـ"عروس الصعيد" لم تنجُ من مشاكل وتلوث المياه والمصارف، فاستقبلت الخدمة شكوى من تراكم القمامة بترعة "أبو حسيبة" التابعة لمركز مطاى بمحافظة المنيا، مشيراً إلى أن أهالى المنطقة يعانون من انبعاث الروائح الكريهة بجانب انتشار الأمراض وفيروس سى بصورة خاصة بسبب اختلاط المياه الملوثة بمياه الشرب.
"الحيوانات النافقة" مشكلة أخرى تضاف لسلسلة المشاكل التى تحيط بالمصارف المائية فى محافظات مصر المختلفة، وهو ما كان صلب الشكوى التى قدمها أحد القراء بسبب إلقاء الحيوانات النافقة وهياكلها بمياه ترعة فرشوط الرئيسية فى محافظة قنا بصعيد مصر، مرفقاً بصور توضح حيوانات نافقة تطفو على المياه، وما ينجم عنها من انتشار للروائح الكريهة والحشرات.
مصرف مائى آخر ملوث بأحد الترع المائية بمحافظة قنا لكن هذه المرة فى عزبة محمد رنان التابعة لمركز نجع حمادى، ومعاناة أهالى المنطقة من تراكم القمامة والمخلفات وهو ما يتسبب فى انتشار الأمراض المزمنة مثل الفشل الكلوى بسبب تلوثها واستخدامها بصورة كبيرة لرى الأراضى الزراعية وهو ما ينجم عنها إفساد المحاصيل وضياع مكاسب الفلاحين، مناشداً المسئولين رفع المخلفات وتنظيفها حرصاً على حياة المواطنين.
وتحدث قارئ لـ"اليوم السابع" عن التلوث الشديد الذى أصاب أحد المصارف المائية بمركز السنطة التابع لمحافظة الغربية أمام المعهد الأزهرى، وأرسل صوراً توضح تشويه المظهر الحضارى للمنطقة، علاوة على انتشار الرائحة الكريهة، مطالبًا بتنظيفها ورفع المخلفات المتواجدة بها حرصًا على صحة وسلامة الأهالى فى محيط المصرف.
موضوعات متعلقة..
- صحافة المواطن: الزراعة تختنق فى قرية شونى بعد تحول ترعة الغنم لترعة قمامة
- بالصور.. ترعة المحمودية بالإسكندرية تتحول لمقلب قمامة ومعقل للأمراض
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة