وتعد النكبة عام 1948 جريمة لا يمكن فصلها عن السياقات التاريخية التى سبقتها، خاصة عندما اتفقت الدول الاستعمارية المنتصرة فى الحرب العالمية الأولى على تقسيم الوطن العربى عام 1916 فى اتفاقية سايكس-بيكو، مرورا بعام 1917 وصدور وعد بلفور الذى أعطى الحق بإقامة وطن قومى لليهود فى فلسطين.
وبعد مرور ثمانية وستين عاما على النكبة يحاول العدو الصهيونى فرض وقائع جديدة على الأراضى الفلسطينية وضد الشعب الفلسطينى بالتوحش الاستيطانى فى الأراضى المحتلة وهى تؤكد طبيعته العدوانية والاستيطانية واستمرار الاستيطان وتوغله على أراضى الضفة الغربية ومنها مدينة القدس المحتلة، حيث ابتلعت تل أبيب ما يزيد عن 40% من مساحتها، وبناء جدار الضم والفصل العنصرى، وتضييق الخناق على حركة المواطنين الفلسطينيين بمئات الحواجز العسكرية والأمنية.
وعلى الرغم من الأوضاع الصعبة التى تجرى فى الدول العربية يتمسك أبناء الشعب الفلسطينى بوحدتهم فى كافة أماكن تواجده فى ظل الانقسام بين حركتى فتح وحماس، داخل وخارج الوطن، ورفض كل المخططات التى تهدف إلى توطينه وشطب حقه فى العودة إلى أرض وطنه، أو تهجيره مجددا كما يجرى فى المخيمات فى الشتات أو تعميق الانفصال بين الضفة الغربية وقطاع غزة.
وقال المتحدث الرسمى باسم حركة فتح أسامة القواسمى، مساء السبت، إنه فى الذكرى الـ68 للنكبة تؤكد فتح على حق العودة وهو عقد حق مقدس لا تفريط فيه وهو أساس الصراع بيننا وبين الإسرائيليين، مشيرا إلى أن القضية الفلسطينية متجهة نحو ترسيخ الحقوق الوطنية الفلسطينية وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين إلى قراهم ومدنهم التى أخرجوا منها ظلما وعنوة بغير وجه حق، مشددا على استمرار المسيرة نحو ترسيخ وحدة الشعب الفلسطينى فى كل أماكن تواجده وتحقيق حلم الشهداء بإقامة الدولة الفلسطينية بالرغم من الصعوبات التى تمر بها القضية، موضحا أن المسيرة مستمرة من أجل عودة اللاجئين الفلسطينيين الذين أخرجوا من ديارهم فى عام 1947 و 1948م.
وأكد المتحدث الرسمى باسم حركة فتح فى تصريحات خاصة لليوم السابع من رام الله، أن هناك دور يجب أن تقوم به الدول العربية والإسلامية تجاه القضية الفلسطينية بحيث يتم وضع القضية الفلسطينية على سلم أولوياتها دائما، موضحا أنه حال توحدت الوحدة والإرادة بعيدا عن الأجندات الخاصة وأن تكون أجندة فلسطين أولوية فيمكننا تقصير الوقت لتحرير فلسطين وإقامة الدولة، مشيرا أن فلسطين لا تنكر دعم العديد من الدول العربية وعلى رأسهم مصر والسعودية والأردن والجزائر وهناك دول عربية أخرى متقاعسة فى دعم القضية الفلسطينية فمن يدعم القضية يدعم نفسه أولا باعتبارها القضية المركزية للعرب.
وأوضح أن الشعب الفلسطينى صامد فوق أرضه وسيظل يقاوم الاحتلال الإسرائيلى وهو يدافع عن كرامة كل شاب وعربى وامرأة عربية باعتبار الشعب الفلسطينى المستهدف وهو فى الخندق الأول والأطماع الصهيونية لن تقف فقط عند الحدود الفلسطينية بل ستمتد إلى الدول العربية إذا ما استطاعوا الانقضاض على الشعب الفلسطينى وهو لن يحدث، مؤكدا أن من يقف مع فلسطين والقضية الفلسطينية والقدس نصرة لهذه القضية المقدسة فهو يقف إلى جانب نفسه، ففلسطين توحد ولا تفرق وهى أرض الرسالات التى تعد عنوان الصراع الحقيقى لذلك كل ما يجرى فى العالم العربى من اقتتال وصراع هو جعل القضية الفلسطينية ثانوية، داعيا أن تكون القضية الفلسطينية على سلم الأولويات فتندثر الخلافات الداخلية وتتوحد الأمة العربية فى مواجهة الفكر الصهيونى الذى يستهدف الأمة العربية قاطبة ولا يستثنى أحدا.
موضوعات متعلقة
رسائل السيسي فى لقاء أبو مازن: القضية الفلسطينية أولوية لسياسة مصر الخارجية.. ونسعى لإقامة دولة فلسطين عاصمتها القدس الشرقية.. والاتفاق على وضع حد للاستيطان.. وعباس يطالب بمؤتمر دولى لإنهاء الاحتلال
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة